لم تحضر شخصية فكرية في " الربيع العربي " كما شخصية فولتير وكذلك جون لوك، فماذا عن هذه الشخصية؟
يسجل لهذا الفيلسوف الفرنسي عبارته الشهيرة، وكانت موجهة إلى روسو: "قد اختلف معك، ولكنني سأدافع عن حقك في الكلام حتى الموت".
ويمكن تلخيص فولتير بالأفكار التالية:
1 - ربط العقل بالمعرفة الحسية "الانجليزية"
2 - تبني فكرة ريلكه حول الطبيعة البشرية. فالبشر لا يولدون أشرارا (هوبز)، ولا أخيارا كما يقول روسو.
3 - في مقارباته الدينية، استفاد من ابن حزم وشو وسبينوزا وربط الايمان بالعقل، كما اعتبر فكرة الخطيئة (اليهودية) فكرة بربرية، ووقف ضد طقوس السبت وضد الاعتراف الذي اعتبره استجوابا غير قانوني، كما ناهض المسيحية اليعقوبية، فإذا كان لكل طفل أب فليس ضروريا -كما يقول- أن يكون لكل أب طفل..
لكن صورة فولتير الشائعة تحجب صورته الأخرى كما يخبرنا وول ديورانت في (قصة الفلسفة).
1 - حياته في كنف الدكتاتورية الألمانية، أي الامبراطور الألماني فردريك الكبير الذي استضافه وقدم الدعم له.
2 - اذا كان معروفا عنه نقده للمسيحية ودورها في سقوط روما، إلا أنه عاد وانقلب على هذا الموقف واعتبر الايمان الكنسي ضروريا لعامة الشعب، بل إن ديورانت يقول إنه أطلق على نفسه (الكاثوليكي الطيب)، لينال عضوية الأكاديمية الفرنسية.
3 - ومن المظاهر الأخرى التي اعتبرها ديورانت انتهازية، أنه كان يغطي مرضه بالجدري وقبحه بالبذاءة والخبث، فضلا عن الفسق والتناقض، حتى أنه هرب مع كونتيسه متزوجة (هجرته بسرعة مع شاب آخر)
4 - بيد أن الأهم من ذلك كله، أن هذا المفكر الذي يعتبر من الممهدين للثورة الفرنسية، كان ضد الثورات الوطنية والقومية، وكان يعتقد أنه عندما يثور الشعب ويتولى الحكم يضيع كل شيء.. أما موقفه من المساواة بين الناس، فلا يعكس قناعات معرفية واجتماعية بقدر ما يراه ضربا من الضرورة (الاجبارية)، حيث يؤكد فولتير أن هذه المساواة وهي مساواة في الحرية، لا تعني إطلاقها على كل شيء، بل إن عدم المساواة بين الناس أمر لا مفر منه.
مقالات للكاتب موفق محادين
التعليقات (0)