ظل و منذ نشأته و بهياكله حبيس الرفوف، كتب عليه الجمود، لأنه ولد بوزره العظيم، وزر الصحراء و خلاف الساسة و هوى القادة، كان سببا في أن يكون تكتل المغرب العربي مجرد اتفاقية أحدثتها رجة انتهاء الحرب الباردة دون أن يكون لها أي تفعيل و امتداد على الواقع.
مع كل ذكرى سنوية لميلاد الإتحاد يعود الحديث عن تفعيل الإتحاد و بث الروح في هياكله، و الناظر في أمر التكتل، حياته و مماته، يرى أن العلة أو المفتاح بيد دولتين جارتين أساسا، المغرب و الجزائر، فالتوتر الدائم في علاقتيهما كان سببا واضحا في جمود الإتحاد إضافة إلى الحالة السياسية التي كانت تعرفها ليبيا القذافي من حصار و حرب إعلام مع الغرب، ليضيف الربيع العربي سببا آخر في جمود الإتحاد، رغم آمال الرئيس التونسي السابق في ضرورة إحياء المنظمة.
ليست الصحراء العقبة الوحيدة أمام دوران عجلة الإتحاد، فالدول المعنية أمامها تحديات كثيرة: طبيعة الإتحاد و سقف تطلعات كل دولة بشأنه، الإرادة السياسية و حجم التنازلات المقدمة، التفاوت بين الدول الخمس من حيث الإمكانيات الاقتصادية و الثروات الطبيعية، هشاشة الوضع الأمني في ليبيا و أزمة بناء الدولة بل وغيابها، الانشغال بالمشاكل الداخلية التي تؤججها الأزمة الاقتصادية العالمية، و التي تجعل من دول المنطقة تنكفئ على ذاتها.
غير أن الخطر الإرهابي الكبير الذي تشجعه فوضى السلاح في ليبيا و مالي و استباحة الحدود من طرف جماعات إسلامية متشددة ترتكز في الصحراء الكبرى، وما يحمله ذلك من تهديدات أمنية على الدول المجاورة، علاوة على التكامل الاقتصادي و التجاري الذي بات ضرورة و مطلبا شعبيا، أمور كثيرة تحتاج إرادة سياسية حقيقة لقادة الاتحاد لتفعيله كقوة قادرة على التنسيق لضرب و محاربة الخطر الإرهابي، دون الاستعانة بقوى إقليمية أخرى كما في ليبيا، و تحقيق النهضة الاقتصادية و التجارية و الاجتماعية و الثقافية لدول الإتحاد.
ماء العينين بوية
كاتب من المغرب
التعليقات (0)