مواضيع اليوم

في ذكرى النكبة .. أنا البطل

ككل عام ، مرت ذكرى النكبة ، 15أيار وهي ذكرى اغتصاب فلسطين، كما تمر كل عام ، كنا في المدرسة ، أكثر من 700 طالب ، و45 معلم و3مستخدمين ، ومن خلفنا جميعا أولياء الأمور ، انتظرت في الإذاعة المدرسية ان يتكلم احد الطلاب وقد حضر له والده ما يقوله في اليوم المشؤم في تاريخ امتنا العربية والفلسطينية .. فلم يتقدم احد منهم ويتكلم عن المناسبة .. ثم انتظرت ان يبادر مدير المدرسة ، او احد من المعلمين ، فلم يبادر احد منهم .. ليس فقط انهم لم يتكلموا بل ان الكثير منهم لا يعرف المناسبة .. ولا يعرف معنى تاريخ اليوم .

تسألت عن مدى تأثير المناهج الدراسية في تربية الجيل وما هي الأهداف التي يريدون الطلاب ان ينمو ويكبروا عليها .. لا يوجد في مناهجنا المختلفة ما يشير الى لنكبة لتتكرس في نفوس الطلاب ، ولكي ترسخ في أذهانهم فكرة ان جزءا من الوطن العربي قد سقط في يد الاستعمار الاستيطاني الصهيوني ، ولا يوجد مايو ثق بالصوت والصورة ما حدث للشعب العربي الفلسطيني في اغلب المناهج العربية .. حيث عملت في أكثر من دولة عربية وتمكنت من الاطلاع على تلك المناهج .
فمناهجنا تتكلم عن الأسرة الفرعونية ، والفترة البابلية ، وتاريخ أوروبا ، والفترة البيزنطية والرومانية ، أكثر مما تتحدث عن قضيانا العربية المعاصرة . وقضية فلسطين التي هي صلب الصراع في الشرق الاوسط ، وهي لب البقاء للامة العربية .
وقفت وألقيت كلمة مقتضبة بما يحفظ الأمن الشخصي والكرامة الشخصية أيضا ( لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم ) ومن عجب ان الناس تخاف لتتكلم بقضية هي صلب حياتهم ووجودهم ، ومن تكلم بها يكون بنظرهم واحد من : اما مجنون لا يحسب للعواقب حساب او متهور لا يهمه شيء ، او محسوب على النظام كأن يكون مخبرا او مساعد مخبر او على الاقل مدعوم من الأجهزة الأمنية او انه مدفوع له ليقول ما يقول ليكون بذلك عامل تنفيس فقط .. وبالتالي يمكن ان يكون بنظرهم بطل .. كما حدث لي ..والحمد لله .. علما بأنني لست ببطل ولن ادعي ذلك على هذه الصفحات .
علما بان المقال في هذا المقام لن يكون أكثر من تذكير من نسي ( وكثر هم ) بان اليوم ليس يوما عاديا .. هو يوم لتنكيس الرأس .. والشعور بالخزي والعار .. ويوما لو كان عند غيرنا لكان يوم حداد وطني ونواح وبكاء .. وشحذ الهمة والعمل على التحرير والتغيير ..
ولكن قدرنا نحن أبناء شعب فلسطين ان نكون موزعين في اكثر من بلد عربي مجاور لفلسطين الحبيبة .. من البحر الى النهر ..وبهذا تبقى جهودنا مشتتة موزعة حسب انتماءات مختلفة تحكمها عوامل الاقامة في البلد المضيف والتصنيف الحزبي والتنظيمي وتعدد الو لاءات وكثرة الخوف والاحتمالات على مصير الأبناء والبنات .
تمر النكبة وتتبعها ذكرى النكسة ، ثم ذكريات لا تنسى من جرائم المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا العربي الفلسطيني .. تمر وللحق لا نجد من يتذكر من قنوات العهر إلا صوت مطرب فاشل يغني بكلام مخنث غير مفهوم .. أو ان تردد كلام شهود الزور الذين يسمون شهود عيان .. من سوريا وليبيا واليمن .. واخيرا كذبتهم الكبرى حول الاردن ( ما ذكرته القناة الفرنسية من أن موكب جلالة الملك تعرض للرشق بالحجارة أثناء زيارة محافظة الطفيلة الباسلة ) .
وفي الوقت الذي يبرق احد كبارنا الى شمعون بيريز والحثالة التي حوله ببرقية تهنئة بمناسبة ذكرى ما يسمى استقلال اسرائيل يوم 15 ايار من كل عام .. ليس هذا فحسب بل نجد الكثير ممن يصفون انفسهم بالنخبة ( يتلقون دعوات من السفارات الإسرائيلية في العالم والعالم العربي لحضور احتفالات إسرائيل بذكرى الاستقلال .. في الوقت الذي اجد الكثير من ابناء شعبنا العربي نسي او تناسى .. خاف او خوف من التعبير عن رأيه في هذه المناسبة الاليمة .
اليس اقل من نتكلم ، اليس اقل من نتذكر .. خوف ان ننسى .. او ننسى ( بضم النون الاولى وفتح الثانية )




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !