مواضيع اليوم

في ذكرى الزواج (قصة قصيرة)

فلسطين أولاً

2012-03-14 03:38:15

0

في الذكرى الأولى لزواجهم فاجئ زوجته بتذكرتين سفر إلى دبي وقال لها سنحيي حفلتنا هناك بعيدا عن منزلنا ومدينة مشاغلنا , وأريدك أن لا تحملي من عباءاتك الكثيرة إلا واحدة فلا أرغب منك كعادتك تختارين العباءة التي تناسب حقيبتك وحذائك واحرصي على أن تكون حقيبة سفرك مليئة بالبناطيل الفضفاضة والبلايز الطويلة .

في مطار دبي أمرها بأن تخلع عبأتها الوحيدة وأن تطلق لشعرها العنان, وقفت في مكانها وقالت له : ماذا ؟

 قال: حبيبتي عليك تنفيذ ما قلت, أرجوك لا يوجد وقت للنقاش فلم يبقى في ساعات هذا اليوم إلا ساعتين .

نفذت ما قال وأخذها بيدها, وأخذ لها من كشك الورود باقة جوري أحمر, ومن محل العطور أخذ لها عطرها المفضل سينما , ومن محل الهدايا أخذ لها خاتم ألماس يحير الأنظار.

استقلوا التاكسي وفتح لها الباب الخلفي وقدمها ثم ركب معها وهي في حالة دهشة من تصرفاته الغريبة .

في المملكة يأمرها بلبس العباءة في كل مشوار وحتى في سور منزلهم الذي يضم فيلاهم وفلل أبوه وأخوته , و إن اضطروا يوما لركوب التاكسي يركب أماما  .

وقفا أمام الفندق , فتح الزوج الباب ووقف ثانيا أحد ركبتيه أمام والأخرى يتركا عليها ممدا يده لها , لو سمحتي سيدتي , ناولته يدها فقبلها قبلة عاشق مودع .

في الغرفة بعد أن رتبا أغراضهم يحدثها : حبيبتي هل أنتي متعبة

هي : لا يا حبيبي كل الرحلة ساعتين لا تعب ولاشي لله الحمد.

هو : جعلها دائمة هذه الراحة .

يفتح جهاز الآباد ويبحث عن مواقيت الصلاة في دبي وجد آذان المغرب فيها الساعة أربع و سبعة وخمسين دقيقة وينظر لساعته وجدها تشير بالرابعة وخمسة وعشرين دقيقة ويضع المنبه على الساعة أربعة و اثنين وثلاثين دقيقة.

يرن منبه الجوال , يفز الزوج من مكانه ويخاطب حبيبته لا تتحركي من مكانك , ويذهب إلى حقيبته ويخرج منها هدية مغلفة وينثني أمام زوجته وضعها الهدية على فخذاها وينظر للساعة وإذا هي تشير للرابعة وثلاثة وثلاثون دقيقة وعقرب الثواني يعانق الأربعين .

في تمام الرابعة والأربعة والثلاثين يعانق بشفتيه شفتي زوجته لثلاثين ثانية , ويقف أمامها حبيبتي وزوجتي الغالية بقي على نهاية يوم ذكرى زواجنا الأولى ثلاثة وعشرين دقيقة بعدد سنين عمرك الغالي وأحببت أن أقبلك وأهديك هذه الهدية المتواضعة .

بعد صلاة العشاء ذهبا الزوجان يتجولان في شوارع دبي وأبراجها وتعشوا في أحد مطاعمها الفاخرة وعادا إلى فندقهم الذي يميزه وجود مرقص يجتمع فيه العشاق ويتراقصون .

في المرقص يلح على زوجته لكي تراقصه وتقوم على استحياء وتلبي طلبه , فرقصا وأسمعها غزلا لم تسمعه من قبل ,ويقبل شفتيها كلما ابتعدت عنه الكشافات وعانقتهم ظلمة المرقص .

في غرفتهم ينسلخان من ملابسهم ويذهبان في عالمهم وحدهم , ويأخذهم النوم بعد ليلة صارخة لا تعرف الزوجة هل ما حصل حقيقة بأن هذا الزوج المحافظ في غمضة عين ينقلب إلى متحرر.

عادا إلى المملكة بعد يومين حافلين , المرأة لا تصدق كل ما جرى وتحاول الوصول إلى سبب هذه اللقطات السينمائية التي حصلت وتوصلت لأمر لا تصدقونه .

أنزلها زوجها عند أهلها للسلام عليهم , وذهب يتجول في سيارته قليلا ويتذكر ما حدث في اليومين الماضية هل هي أسعدت زوجتي وحققت لها ما تتمناه بأن أفرحها في ذكرى زواجنا .

يجول في خياله أنها ستحكي لأختها المقربة عن هذه القصة وستغني لهم أغنية ماجدة الرومي :

يُسمعني.. حـينَ يراقصُني 
كلماتٍ ليست كالكلمات 
يأخذني من تحـتِ ذراعي 
يزرعني في إحدى الغيمات 

في منزلهم تحكي لأختها ما حدث بأسلوب ليس كما خطط زوجها , بأنهما ذهبا لدبي وأمرها بأوامر غريبة ليست في عادته وبينت لها السبب الذي جعله يفعل هذا كله بأنه أحد الأمرين , خوفه من غضبي عليه يسافر دبي وحده ويشوف بنات المراقص وأخذني معه  يستغفلني , وإلا تخطيطه على الزواج من ثانية بعد الترقية الوظيفية التي نالها قبل السفر بيومين .

وغنت لأختها أغنية أحلام :

ناويلك على نية

بس أنت أصبر شوية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !