منذ يومين و بالتحديد في العشرين من هذا الشهراحتفلت تونس ككل سنة بذكرى الإستقلال و ذلك منذ 54 عاما، و بعد أيام قليلة و بالتحديد في التاسع من أفريل يحتفل أيضا في تونس بيوم الشهداء، و للمصادفة كلا التاريخين المميزين ايجابا في تونس هما أيضا تاريخان مميزان في بلد عربي آخر هو العراق و لكن بمعنى معاكس تماما.
ففي اليوم الذي تحي فيه تونس ذكرى استقلالها عن المستعمر الفرنسي يستذكر العراقيون و العالم معهم يوم بدأ العدوان على بلادهم، و في اليوم الذي تحي فيه تونس ذكرى شهدائها الذين سقطوا على طريق تحررها يستذكر العراقيون يوم احتلت بغداد من قبل القوات الأمريكية و من ساندها.
منذ اسابيع و الأنباء الآتية من هناك يراد لنا من خلالها أن نفهم أن العراق يعيش "عرسه الإنتخابي"، و أغرقونا، و أغرقوا انفسهم في الواقع، بحمى من الأسماء و القوائم ضمن حملات دعائية لا ندري كم من الوقت يلزم لكي يتبين كذبها و زيفها، فالذكرى السابعة لإحتلال العراق أريد لها أن تغيب لتترك مكانها لصورة أخرى بألوان الفرح المفقود على ارض الواقع في العراق، يجعلون الحق باطلا و الباطل حق، يعلموك دروس جديدة لم يعهدها التاريخ، يقلبون المفاهيم، فالمنطق يقول التحرر و السيادة و الأمن ثم تأتي الديموقراطية و الإنتخابات و ليس العكس.
بالنسبة لأم تبحث عن ولدها الضائع بسبب الأحداث الطائفية التي حدثت ابان دخول المحتلين و "سيادة" سياسيو "العراق الجديد" ما همها ان تقدم علاوي أو المالكي او الهاشمي أو تأخر، فكلهم في النهاية قد تسلقوا على عذابات الشعب العراقي و دموعه ، أغرقوه بوعود من قبيل انتهاء "عهد النظام البائد".
فساسة "العراق الجديد" اليوم تحدثهم عن الإصطفاف الطائفي المستجد على التركيبة العراقية يحدثك عن سقوط نظام صدام حسين، تقول له أين الأمن الموعود؟؟ يقول لك صدام هو من ضرب حلبجة، تقول له أين ايرادات النفط العراقي؟ و في ما صرفت؟ يجيبك صدام هو الذي "اعتدى" على ايران؟؟ سيايون مثل هذه الطينة كيف لهم أن يؤسسوا لبلد سليم سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا...
أما بالنسبة للمحتل الأمريكي فلا يهمه كثيرا من يكون على رأس الحكومة.. علاوي أو المالكي أو حتى الشيطان، جل ما يهمه أن يصورلمواطنيه أن الهدف الذي ذهب أبنائهم الى هناك من أجله قد تحقق، فالعراق اليوم ينتخب، و لكن و ليس مهما ماذا بعد ذلك، العراق اليوم ملون و لكن لا تهم ان كانت ألوان الموت.
بالنسبة لي و أنا أستذكر يوم استقلال بلادي أحلم باليوم الذي سنستذكر فيه سويا مع العراقيين يوم استقلال العراق من الإحتلال الأمريكي المباشر و الذي استجلب الإحتلال الإيراني الغير مباشر، أنا أؤمن أن ذلك اليوم قادم لأن شعب فجر ثورة كثورة العشرين الخالدة لا يمكن أن يعيش ذليلا و هو يتحمل تداعيات الصراع الأمريكي الإيراني على أرضه.
التعليقات (0)