مواضيع اليوم

في ذكرى إستقلال الجزائـر !

عبدالسلام كرزيكة

2011-07-05 14:08:47

0

في مثل هذا اليوم من العام 1962، إفتك الشعب الجزائري حريّته من الإستعباد والإستعمار الفرنسي، أو هكذا ظن واعتقد .. فأقام الأفراح لإنجلاء كابوس فرنسا عن سماء الجزائر البيضاء، ولإرتفاع أيادي مرتزقتها السادية السوداء، عن أجساد وأراضي وممتلكات الجزائريين !..

الشعب الطيب لم يكد يُصدّق برحيل المُستعمر، فلم يُمانع أن يتسلم زمام أموره ويتصرف في شؤونه ـ في عهد إستقلاله الجديد ـ جنود سلاح سابقين، ماداموا جزائريين، ومادامت أغلبية الشعب كانت قد رفعت السلاح من قبل، سواء في وجه المحتل، أو في وجه أعداء المحتل في جبهاته الآسيوية والأفريقية والأوروبية الكثيرة الأخرى !.. كما لم يهتم الشعب لأمر قادته الجُدد، وإلى أي جانب كانوا يُحاربون قبل الإستقلال ؟.. أإلى جانب المجاهدين والثوار ؟.. أم إلى جانب العدو كحرْكة وبيّاعة ؟!.. ولم يهتم لأمر تاريخهم، أكان مُشرّفا أم مُخزيا أثناء الإحتلال !.. وقدّم صكوك غفرانٍ مجّانية وبالجملة لجميع الجزائريين الشرفاء والخونة على حدّ سواء، بمناسبة الإستقلال ؟!..

إستقلال ألصقته فئة محددة بأسمائها، ونسبت فضل نيل الجزائر والجزائريين إياه لنفسها، وسُمّيت تيمنا بنضالاتها السالفة الخالدة (المجاهدين) !.. ومكانتهم خاصة في جزائر الإستقلال، لأن جهودهم جبارة في مقاومة الإحتلال، وطرده من الديار !.. ورغم أن أغلب الشعب كان مُجاهدا إلا أن أقلية فقط نالت حظها من (بطاقات) المجاهدين، والمُفارقة أن تلك الأقلية المحظية بعد الإستقلال ـ والتي تبوّأت مراكز حسّاسة في الدولة، والتي استلمت دفة قيادة الجزائر المستقلة ـ كانت في أغلبها عميلة لفرنسا أثناء إحتلالها للجزائر !.. فاتضح بعد أكثر من أربعة عقود على الإستقلال، بأنه شكلي ، بلا طعم ، وبلا سيادة حقيقية ، وبلا ديمقراطية ، وبلا إنجازات ؟!..

بعد تسع وأربعين سنة، إتضح بأن إستقلال الجزائر كان كذبة كبرى، لأن فرنسا رحلت وهي فرحة أكثر من الجزائريين بإستقلالهم الشكلي، لأنها فرّخت عملاءها، وتركتهم يكملون عنها رحلتها الإستعمارية !.. لذلك يظهر تمسك مؤسسات الدولة الجزائرية بالقوانين والتشريعات الفرنسية، لأنها مؤسسات محكومة بقبضة من حديد، ممن يرفضون تجسيد إرادة الشعب الجزائري في سن قوانينه، وإصلاح منظومته التشريعية .. فمهمة هؤلاء تقتضي منهم الحفاظ على الوصاية الفرنسية المستمرة والمتواصلة على الجزائر !..

ورغم كل شيء .. هنيئا لشعب الجزائر العظيم بذكرى الإستقلال، فهي تذكرنا على الأقل بأن هناك ثورة قامت، سبقت الإعلان الرسمي عن الإستقلال الشكلي !.. الذي لايشبه الإستقلال إلا في إسمه، أما طعمه فهو تبعية وذل وبؤس وتعتيم وتكميم وتهميش وبيروقراطية ومحسوبية و..و..وكل ما يمكن وصفه بالإستعباد!..

05 . 07 . 2011

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات