مواضيع اليوم

في ذكراها إلـ46: فتح إلى أين..؟

حسام الدجني

2011-01-02 06:39:20

0

تجربة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الوطنية عمرها الثوري والنضالي والسياسي تجاوز الخمس والأربعون عاماً، وبما أنها تجربة فهي قابلة لأن تصيب وأن تخطأ، فلذلك حركة فتح كغيرها من الحركات والأحزاب السياسية لا تتسم بالقداسة، وهذا لا جدال فيه، ومن هذا المنطلق مسموح النقد البناء والهادف الذي من شأنه أن يعيد البوصلة لاتجاهها الصحيح.

وسأتناول أبرز ثلاث تحولات في تاريخ فتح:
أولاً: فتح الثورة
ثانياً: فتح السلطة
ثالثاً: فتح ما بعد المؤتمر السادس

أولاً: فتح الثورة
منذ أن أطلقت حركة فتح رصاصتها الأولى في الأول من يناير/1965، كانت الانطلاقة التنظيمية لحركة فتح، وهذا الارتباط بين الرصاصة وبين الانطلاقة هو سر جاذبية حركة فتح لجماهير أمتها العربية والإسلامية، وباتت تمثل حينها السواد الأعظم من جماهير الشعب الفلسطيني، لأن الشعب عشق وتغنى بحروف فتح، فحركة التحرير الوطني الفلسطيني هي شاملة وكاملة، وخصوصاً عندما تكتب هذه الكلمات والحروف بدماء القادة المؤسسين أمثال خليل الوزير وصلاح خلف وغيرهم.
وبدأت مسيرة فتح الثورة، تخطو بوتيرة عالية نحو تحقيق الهدف، ولكنها أخطأت التقدير في تعاطيها مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وطغى قرار القائد على القرار المؤسسة، لتدخل منظمة التحرير في نفق التسوية مع إسرائيل، وفتح أبرز مكوناتها، لتبدأ المرحلة الثانية لتصفية حركة فتح والمنظمة والقضية الفلسطينية.

ثانياً: فتح السلطة
بعد أن وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات اتفاق أوسلو، والذي تمخض عنه مشروع السلطة الفلسطينية، انصهرت حركة فتح في هذا الجسم الجديد، وأغدق العالم على السلطة الفلسطينية بالمال، فأخمد فتح وثورتها، فسقط الرشاش، وبقي الشعار، وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ فتح السياسي، واعتقدت فتح وما زالت تعتقد أنها من وراء مشروع السلطة الفلسطينية هي تؤسس للدولة الفلسطينية، وفعلاً تورطت فتح خلف هذا الوهم، فغابت التعبئة التنظيمية التي تقوم على أساس تحرير الأرض وطرد الاحتلال، وبدأت ثقافة جديدة عند الجيل الثالث والرابع عند فتح تقوم على أساس المصالح الحياتية، فغابت مصلحة التنظيم، وبدأت مرحلة إفساد ممنهج للكادر التنظيمي، ظهرت تداعياته في جولات الانتخابات المحلية والتشريعية، وأثناء سيطرة حركة حماس على القطاع، فسقطت فتح وذهبت السلطة من يدها في قطاع غزة، وما زالت تمسك لحتى اللحظة بالضفة الغربية، وعملت على تجاوز أزمتها الداخلية فعقدت المؤتمر السادس في الضفة الغربية لتبدأ المرحلة الثالثة.

ثالثاً: فتح ما بعد المؤتمر السادس
في مارس/2008 عقدت حركة فتح مؤتمرها السادس، وكان عقد هذا المؤتمر حاجة ماسة لفتح من أجل تنشيط الكادر التنظيمي والخروج من مرحلة الترهل واستنهاض الهمم والقيام بمراجعات نقدية ذاتية لما سبق، وبناء رؤية وإستراتيجية لما هو قادم.
لم تقرأ حركة فتح تاريخها جيداً، فقد يكون أحد أهم أسباب تورط حركة فتح في السلطة الفلسطينية هو ازدواجية منصب ياسر عرفات فكان رئيساً لفتح ورئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئيساً للسلطة الفلسطينية، وها هو الخطأ يتكرر فمحمود عباس يترأس اللجنة التنفيذية ويترأس السلطة الفلسطينية ويترأس حركة فتح، وبذلك تتحمل حركة فتح كل خطايا السلطة الفلسطينية من تنسيق أمني ومن فساد إداري أو مالي، ومن اعتقالات سياسية وغير ذلك من الخطايا.
لذلك لم يكن المؤتمر السادس طوق نجاه لحركة فتح، بل شرذم المشرذم وجزأ المجزأ، فزاد من ترهل حركة فتح، وتورطت بمسئولية ديمومة السلطة ومؤسساتها، وتعززت ثقافة المراتب والراتب عند كادرها التنظيمي، وغابت لغة البنادق ضد الاحتلال التي قامت فتح من أجلها.

الخروج من المأزق:
1- الإسراع في عقد المؤتمر السابع للحركة لإعادة لم شمل الحركة، ويشارك فيه الجميع الداخل والشتات في عملية انتخابية نزيهة.
2- فصل منصب أمين عام الحركة عن أي مناصب قيادية أخرى.
3- إعادة الحياة لمؤسسات فتح الأكاديمية والتنظيمية من خلال عملية إصلاح إداري ومالي.
4- الوقوف بجانب الحركة الوطنية الفلسطينية بالضغط على السلطة الفلسطينية من أجل وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، لأن تداعياته ستنعكس سلبا على فتح.
5- تجريم الاعتقالات السياسية.
6- تبني تعبئة تنظيمية وفكرية تقوم على أساس الكفاح المسلح كخيار للتحرير، واستنهاض الكادر الفتحاوي من أجل ذلك.
7- العمل بكل الوسائل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية.
8- فصل العمل الحزبي عن العمل الرسمي في مؤسسات السلطة.

أعتقد لو سارت حركة فتح على هذا المنهج ستجد نفسها قريبة من نبض الجماهير، وستعود قائدة للمشروع الوطني جنباً إلى جنب مع كل الحركة الوطنية الفلسطينية، وإذا استمرت في طريقها السياسي الحالي فمصيرها قاتم ومجهول.

Hossam555@hotmail.com

 

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات