في خطاب السيسي .. مصر بلا سياسة ! 

في خطاب السيسي .. مصر بلا سياسة ! 

 

بعد خطاب السيسي الأخير شبه البعض من المؤيدين "للإخوان" الجيش المصري بالجيش السوري وأن الجيش المصري لم يفعل سوى أنه استعاد سلطته التي سلبتها منه "الشرعية" متناسيا أن الجيش السوري وراءه بشار يقتل شعبه دفاعا سلطته عليه ! أما الجيش المصري فقد رأيناه "جميعا" محايدا وحاميا لثورة 25 ينائر فما الذي تغير ؟ 

ومن الواضح أنه لو لم ينحرف مرسي عن أهداف الثورة لصالح جماعته (الأخوان) لما فقد شرعيته ولوقف العالم أجمع في وجه السيسي والجيش المصري !!

وإذا كان الجيش هو الذي كان يحكم مصر منذ 60 سنة - كما يقول البعض - فلماذا تنازل عن السلطة أبان ثورة 25 ينائر ليقف مع شباب الثورة ويترك مبارك يواجه مصيرة ، وهو يعلم أن الأخوان يقفون بالمرصاد وينتظرون الفرصة ؟! فما الذي تغير أثناء حكم مبارك وما الذي تغير أثناء حكم مرسي ؟ 

من جانب آخر اعتقد أن مصر دخلت مرحلة جديدة وخطيرة بعد خطاب السيسي الذي لم يكن برأيي موفقا فقد استغله خصومه لتحريض الجيش ضده وتحريف قوله (مواجهة العنف والإرهاب) إلى كلمة واحدة هي قتل المصريين ! وأن كان الأخوان قد أساءوا لأنفسهم بتحريف خطاب السيسي ليقولوا للعالم أنهم هم المعنيون وكأنما يعترفون بأنهم هم أهل العنف والأرهاب!

واعتقد أن الخطر يكمن في أن السياسة في مصر ضائعة فقد كان خطاب السيسي مباشرا ومن الواضح أن السيسي عسكري أكثر منه سياسي ! وكذلك كان خطاب مرسي الأخير قبل عزله كشف بعد "الأخوان" عن الاحتراف السياسي ! 

ورغم هذا التخبط ومحاولة إبراز كل جانب لعضلات القوة التي لن يروح ضحيتها إلا الشعب المصري إلا أن الإرادة الشعبية كما تعطي (السلطة) لمن تراه تنزعها منه أن خالف أهدافها وربما تنهض الثورة من جديد في مواجهة السيسي كما فعلت مع مبارك ومرسي فمن الواضح بل من المؤكد في الحالة المصرية أنه ما يزال هناك من يستغل الفررص من الجانبين لصالح أجندته الخاصة .