أقام تجمعُ "فنانو العراق" حفلاً فنياً كبيراً في مرسى الجادرية ببغداد بحضور مثقفينَ وفنانينَ واعضاء مجلس النواب العراقي وبمشاركة خريجي دورتَي التصوير والإعلام البالغ عددهم 300 شاب وشابه وقد ضم الحفل العديد من الفقرات الفنية والثقافية وتوزيع شهادات المشاركة للمتدربين وقد افُتحح الحفل بكلمةٍ للسيد رئيس تجمع "فنانو العراق" الاستاذ محمد عباس اللامي قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم أيُّها الحضور الكرام ورحمة الله وبركاته.يقتضي واجبُ الوفاءِ أن أستهلَّ كلمتي بالتحيّةِ والتقدير ِلقوّاتِنا الأمنيّة، وقوّاتِ الحشدِ الشعبيِّ وهي تخوضُ أشرسَ معركةٍ يبرزُ فيها الشرُّ بصورتِه السوداويّة، وسيرتِه السيِّئة وهو يغتالُ الحياة، ويسرقُ الابتسامة َمن شِفاهِ الإنسان، وفي مُقابـِله يبرزُ الخيرُ، وهو يُقارِعُ من أجل ِبناءِ الحياة، وإعادةِ الابتسامةِ إلى الشفاه.أيّها الحضورُ الكرام..يُشرِّفـُني أن ألتقيَكم اليوم في هذا الحفل؛ لأقول: إنَّ الفنَّ بكلِّ تنوُّعاتِه مطلبٌ إنسانيّ، وإنَّ الإعلامَ الصادقَ مبعثٌ للحياة؛ لذا يأتي الاهتمامُ به من منطلق ِأنَّ الوجودَ الحضاريَّ للأمّةِ يطيرُ بجناحين، جناح ٍيتأسّس من عناصرَ مادّيّةٍ، وآخرَ يتأسَّسُ على الاستجابةِ للحاجاتِ الذوقيّةِ، والجماليّةِ؛ إذن ينبغي للفنِّ والإعلام ِأن يكونَ تعبيراً إنسانيّاً سامياً عن معاني الترقـِّي والكمال ِتنمُّ بتلطـُّف عمّا وراءَ الكلمةِ، والصوتِ، والصورة، وهو رسالة ٌ ناصعة ٌشفـّافة ٌمُستقيمة ٌلا ترى فيها عِوَجاً، ولا زيفاً، تجلو الحقيقة َ، وتزفـُّها للناس ِفي حللٍ بهيّة.أيَّها الحضورُ الكرام.. تجمُّعُ فنانو العراق إذ يُسوِّغ ُلنفسِه القيامَ بمُبادَراتٍ فنيّةٍ وإعلاميّةٍ إنـَّما ينطلقُ من قيمتين، هما: الحكمة ُ، والإبداع، وهما قوامُ العمل ِالفنيِّ والإعلاميِّ، ومفتاحُ طاقةِ العقل ِ والقلب، ومن دونِهما تستغلقُ الحقائقُ، وتختلط ُالمفاهيم؛ فتصيرُ الحياة ُميداناً للتصارُع، بدلاً من أن تكونَ ميداناً للتعارُفِ والتعايُش؛ لذا فليتضافرْ إدراكـُنا، وإبداعُنا، وفهمُنا، وسعيُنا لبثِّ كلِّ ما تهفو إليه النفسُ، ويرنو إليه العقلُ، ويطلبُه القلبُ بأخلاقيّةٍ إنسانيّةٍ، لا بأخلاقيّةٍ مادّيّةٍ ترى الفنَّ والإعلامَ ترفاً، ولهواً.أيُّها الكرام..أختمُ كلمتي مُوجِّهاً نصيحتي إلى إخواني وزملائي... نتطلـَّعُ في تجمُّع ِ"فنانو العراق" إلى أن يحملَ خِرِّيجو دورةِ التصوير ِكاميراتِهم لتصوير ِالحقيقة، وعرضِها دون تحريفٍ، أو تزييفٍ، ونـُريدُكم أن تنحازوا إلى جانبِ الخير ِفي معركتِه الوجوديّةِ ضدَّ الشرّ.. كما أتوجَّهُ إلى زملائي خِرّيجي دورةِ الإعلام.. أن يكون خطابُكم، وصوتـُكم، وصورتـُكم مُعبِّرة ًعن رسالةٍ إنسانيّةٍ رسالةٍ يجدُ فيها الإنسانُ نفسَه، لا أن يفقدَها وسط َصخبٍ وضجيج ٍبلا معنى، ولا صورةٍ مُعبِّرة..نـُريدُ لهذا الجمع ِالكريم ِأن يكون كمّاً نوعيّاً مُنتِجاً لكلِّ ما يبعث ُالحياة، ويُعمِّرُ الأرض، وتسيرُ سفينة ُالإنسانيةِ في وجهتِها الصحيحة وهي تخمرُ عُبابَ التحدِّيات من دون ِأن تضطربَ بأمواج ِالأزمات..أختمُ حديثي معكم.. بالشكر ِالجزيل ِ إلى كلِّ رجالاتِ ونساءِ العراق ممَّن حملوا همَّ الوطن، وكانوا مشاعلَ مُضيئة ًفي دربِ السائرينَ على طريق ِالبناء.ومن اللهِ نستمدُّ العونَ، هو ربُّنا، وعليه التـُكلان.
التعليقات (0)