مواضيع اليوم

في حضن الرئيس .. قصة قصيرة

ازهار رحيم

2009-02-09 08:00:09

0

د.ازهار رحيم

ـــــــــــــــــــــ

azharrrehim@yahoo.com

الشتاء على الابواب..ولم تستعد له بعد..بدات نسائم الصباح تقرص اطرافها…نظرت اليه…كان يغط في نوم عميق…كم احبه..تذكرت كيف واجهت الجميع تحددت كل ذكور العائلة من اجل الزواج به، وهاهي الان تقرض اطراف ايامها ندما.. وحسرة احست بركلات جنبيها تغرب جانبها ثم تزحف نحو قلبها..ربما كي تذكرها انه هنا… ينتظر شهرين لتحرير من سجن احشائها…هو هنا يريد الخرفع للعالم منزلقا بين كفي اب.. وليس كما هي تفكر.. ان تحذف اسم الاب من قاموس وليدها القادم…
نفذت المؤونة لديها ولم يبق لها سوء دنانير وصاحبة البيت ستدق بابها غدا للمطالبة بايجار البيت….وهو يرام… كميت بجانبها… الغى كلا ما قد بكدره من مطاليب الحياة متعلقا بحجة واحدة…هي اختباؤه في البيت، خوفا من مفارز الامن العسكري، فهو لم يلتحق بوحدته العسكرية منذ اربعة شهور… استذانت من جارتها، صديقها، نفذت اخر لقمة رز هربتها لها و؟؟؟؟؟؟ تحت عباءتها مع كيلو سكر خوفا من اشقائها الذين ملوا مساعدة زوج الاخت العاطل، الهارب.. اليك لا يتقن سوى النكاح والطعام هكذا كان بسمة شقيقها الاكبر بعد ان ضبطها تمد يديها بيد بنطال والدها لتأخذ منه دينارين.. اتهمها بسرقة الوالد، صفعها، ركلها، نعتها بالساقطة التي باعت نفسها لسكير عاطل وهاهي تدفع ثمن كل لحظة تحدث بها الجميع لتندفع منه… حبها الاول..
تكور الطفل جانبا وركلها على اسفل بطنها، احست بجور ممزوج بالياس، عليها ان تفعل شيئ لاجله فقط، هو الذي لاذنب له سوى انه ثمرة زواج فاشل مغضوب عليه.. تذكرت نصيحة ابنة عم جارتها بعد ان فاضت دموعها شلالات امامها وهي ؟؟؟؟ حاجتها… ونشيج كلماتها يتساقط كاسياخ حارة تحفر وجهها وتخنق مخاض التوسل في حلقها.
-انك تحملين شهادة المتوسطة وامكانك العمل بها..
حاولت كثيرا.. الاوضاع الان محتقنة والجدود ملتهبة والحرب في اوجها، لا احد يلتفت لمثلي.. فليس لدي معارف ولاوساطات تمكني من الدخول لاي مكان العمل..
-خذي رقم هاتف هذا… ولن تندمي وسوف تفتح لك كل الابواب، انه رقم الرئيس المباشر وقد خصصه لامثالنا المحتاجين، لن يخذلك او يردك خائبة… وابتسامة غامضة مرت بهدوء على ملامح وجهها…. ذهبت اليها الكثيرات في طلب عمل ومال او الشكوى ازواجهن او اهلهن فكان لهم صقرا هاميا…ستخرجين من عنده وقد حلت كل مشكلاتك بلمسة سحر قد تنقلك لعالم اخر…
-لن تخسري شيئا سوى فعل المحاولة..
-أخذت الورقة منها ودستها في صدرها.. الى ان تذكرتها الان…
في صباح اليوم التالي ذهبت لبيت خالتها ولحسن حظها كان البيت خاليا الا من خالتها المسنة..ادرات قرص الهاتف…لم تصدق ما كانت تفعله…رن جرس الهاتف في اذنها وقلبها وكل جسدها، سمعت صوتا ميزته بسهولة على الجانب الاخر كثرة ما سمعته وهو يطلق التصريحات والتنديدات والمهاثرات على شاشة التلفزيون..صونة على الهاتف اكثر من خوفها آلة الدمار والحرب التي تسكنه.. هل تكلم فعلا رجل الذي يجب وعبيت اليد الحديدية التي تضرب بوحشية كل من يعارضها… خلال الثلاث السنوات التي مضت حضرت مع والدتها مجالس غراء لشباب ختمهم قبور حفرها بوحشبة.. ؟؟؟؟؟؟ مرت هذه الافكار بسرعة امام عينها ولم تدرك ما فعلت الا وهي تغلق سماعة الهاتف بعد سماعها آلو…آلو.. تصبب العرق من كل مسامات جسدها، خلت يديها ترتجف لثواني وشفتاها تدمدم… ماذا فعلت؟؟ كيف اغلقت سماعة الهاتف بوجه… وقبل ان تستفيق من ذهولها… رن جرس الهاتف عدة مرات… رفعت السماعة… ليتجد صوته… هادئا متسائلا لماذا اغلقت الهاتف….؟
مرت الساعات مهرولة قبل الثواني.. انهى يومها بسرعة ليأتي موعدها..الساعة الحادي عشر صباحا بدا الزمن مغبرا، نائيا، غابت تفصيلات او غيبتها عن عمد في صفحات ايام مضت متسربلة بدقائق الحياة اليومية… كان اسمها مدونا عند اول باب حرس الى داخل مكتبة الواسع الفخم ادخلها سكرتيره الشخصي وهو ينظر بحيرة.. نحو بطنها النافر الى الامام.. بعد ان دخلت قبلها سيدة ؟؟؟؟؟ وامرأة اخرى مع ابنتها…كانت كانها منومة مغناطيسيا لم تكن تدرك حقيقة ما تفعله ولم تكن تفكر سوى بالوظيفة التي سوف يمن بها عليها.. ربما عليها ان تتوسله وتحرك في دواخله… شكة الكرم والنخوة العربية التي طالما سمعته يتغنى بها كالطاووس ربما ستأتي نصيحة ابنه عمه جارتها باكثر من وظيفة..ربما مبلغ من المال. وقد يراف لمدى حملها وقد يخصص لطفلها القادم مبلغا لتسديد مصاريف الولادة.. تلك الافكار غيبتها عن العالم الذي من حولها… وحملتها بعيدا عن عيون كل الحرس الذين كانوا يتغرسونها بتساؤل…ونهم مبتور...
-تفضلي بالجلوس…
-كم عمرك يامها..
-سبعة عشر عاما..
-تبدين اصغر من ذلك وضحك بصوت مرتفع وهو يروي لسكرتيرة حادثة اول امرأة يغلق سماعة الهاتف في وجهه الرئيس.. قائلا لها انك دخلت التاريخ… ما رأيك ما هو عقابها…
-عفوا سيدي.. كنت مرتبكة وخائفة..
-وهل زال الخوف عنك الان…
-كانت تتلهى بصر ابهامها وهي تتلو الشهادة مع نفسها..
-اعذرني سيدي فلم اكن… قاطعا ضاحكا.. كنت امزح معك يا حلوة
-خرج السكرتير بعد ان قدم لها عصيرا لم تذوقه مثله من قبل… انعشها قليلا.. لكن مازالت الرهبة تتلو الصلوات في اتون روحها.. ما الذي فعلته…؟
الى ان بادرها قائلا.. ما الذي اتى بك يا حلوة…؟
-انا بحاجة الى الوظيفة وزوجي جندي في الجبهة…قاطعها نعم.. نعم فهمت…
-انظري في عيني عندما تتكلمين معي…
-عفوا سيدي…
-عيناك جميلتان يامها… هل تعرفين تلك القصيدة.. عيون المها بين الرصافة والجسر….
-نعم سيدي…لكنك اجمل من ك القصائد يامها…
تهدلت شفتاها من الدهشة.. وهي تنظر متعجبة اليه…
-الم يقل لك الاخرق زوجك كم انت جملية.. حرك كرسيه جانبا.. وناداه…اقتربي يامها.. تعالي هنا.. لارى لون عينيك العسلي…
-قادتها خطواتها رغماغها اليها…. سبحها من يدها ليجلسها في حضنه..
-احست ان الهواء اختفى من الغرفة ولم تعد تميز الالوان في الستائر والجدران والاثاث كل شيء اصبح غائما.. يلتف حولها بعنف متزامنا مع ركلات طفلها الذي بدأ وكانه يريد ان يمزق جدران بطنها معترضا بدأ اصعابه تنسل في خصلات شعرها المسترسل نعج على كتفها ليضعك وجها بملامح طفولية وشفاها التي تورمت بلون الدم الذي ترك كل انحاء جسدها ليحتقن في وجهها….
وضع يدها الاخرى على وجهها..وبدأت رؤوس اصابعة رحلة دنسة من خلاها لتغرو.. رقتها من الخلف نزولا الى فستانها لماذا ترتجفين..لن اوذيك فقط اريد ان ارة نعومة وجهك…
بدأت تحس بشيء ما ينتفض تحتها.. يصحو، ينتفخ، يولد مع ثقلها.
عرفت ان الذكر استيقظ في الوحش.. الان فهمت معنى الابتسامة الفاوضة التي رأتها ترقص في وجه المرأة التي اعطتها رقم الهاتف.. تلك الساقطة لو كانت تعلم بالذي سيحدث لن تفكر لحظة واحدة بالقدوم الى هنا… كان مستسرلا…لاهيا بخصلات شعرها… اما يده اللص الاخرى كانت تنتهك تفاصيل جسدها بلؤم حتى سحب شفتيها الى شفتيه بحركة مباغته ندت عنها صرخة ملتاعة خرجت منها دون استداءان او تفكير ودموعا حارة لاهبة بدأت تطفر من عينيها الى وجهة… كان حزن العالم وشجنه تجمعوا في تلك اللحظة في ؟؟؟؟؟ لتكسر بوابات الدمع فيفض انهارا مالحة اخرة… تلك وجه وهو غائص في شهوته…. تنبه الى دموعها المتسابقة الى حدود تكسرت متوسلة ان يغتقها من وحشيته شهوته.. اطلقها متعجبا.. وعيناه غاضبة… لاتوجد فتاة او امرأة لاتتمنى ان تكون في مكانك الان…. لم تجبه…واستمرت دموعها.. تتراكض فوق خدها وشهيق اخرس مكتوم ملتاع يتلوي منستحبا من فهما. دفعها…لتنصب امامه واقفة وعيناها مغمضة غارقة في بحيرة دمعها..قائلا اجلسي هناك..
كتب على ورقة امامه… بعصبية…تعيين في احدى الوزارات…
دفع ايها الورقة….سالها في أي شهر انتِ….
اجابته….في الشهر السابع…..
كان عليك ان تلدي ثم تأتين لمقابلتي…
اذهبي الان للسكرتير
لم تصدق فاسمعته اخذت الورقة بسرعة واغلقت الباب خلفها تناول السكرتير الورقة متعجبا من انتهاء المقابلة بهذه السرعة..وخاصة ان دلائل الرضا كانت بادية على وجهه الرئيس سلسلة المقابلات المتعبة والمقرفة لتسهيل بهذه الصغيرة.. وقد تعمد ان نجعلها الاخيرة.. ليأخذ راحته وهو يعرف ذوقه جيدا في النساء..
كل تلك الذكريات تهادت منسلة من ذاكرتها ببطء وهي تشاهد مكبلا مع حرسين في طريقه لقاعة المحكمة….

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كاتبة وصحفية عراقية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !