أن تختلف زوايا النظر في الامور السياسية، أن تتلاقى الآراء في جلسات حوارية، أن تتفاوت طرق التعبير الديموقراطية.
أمر مشروع في الإعتبارات الوطنية و مسموح به في كل الأوقات الحرجة، الحزينة، السعيدة، المجيدة، الكئيبة، وللجمهور أن يتقبل أو لا يتقبل ذلك كله.
أما أن تتداخل المصالح الإنتخابية وتتضارب الغرائز الديموغرافية، أما أن تستثمر اللحظات الحرجة لتحقيق مكاسب مرحلية، أما أن يتم التعاطي مع الوطن بألعاب صبيانية، ويتاجر بالدم بلا أدنى أحاسيس إنسانية، فهذا شيئ عجاب معاب، ينظر إليه بارتياب.
ما حدث في حضرة الشهداء وهم لم يدفنوا بعد، وبعد أن تمّ دفنهم:
1- إعتداء على بذلة الشهداء بذلة قوى الامن الداخلي التي لبسوها لسنوات طوال ليدافعوا عن وطنهم.
2- إعتداء على قصر الشهداء، القصر الذي سكن فيه الشهداء من رؤوساء الحكومة و بناه الشهيد رفيق الحريري.
3- إعتداء على عمل الشهداء الذين كانوا مسؤولين عن أمن هذا القصر و مسؤولين عن سرية الحماية لهذا القصر طوال سنين عديدة وبالذات الشهيد وسام الحسن.
4- إعتداء على حرمة الشهداء الذين أدير الظهر لهم و هم لم يغل عليهم التراب بعد، و قطشت جنازتهم بطائش فوضوي لبث الفوضى والتخريب.
5- إعتداء على تاريخ الشهداء الذين ناضلوا ليحافظوا على هيبة مقام رئاسة مجلس الوزراء و دفعوا دمهم ثمنا" لوحدة لبنان أرضا" وشعبا" ومؤسسات.
هذا كله ليس من شيمنا، لم تتعود عليه أخلاقنا، لم نألفه سابقا" في قيمنا، خَطِرٌ للغاية ممقوت للنهاية.
في حضرة الشهداء خشوع الدماء، في حضرة الشهداء يرفع الدعاء، في حضرتهم يكون للوطن الولاء،
في حضرة الشهداء تقام الصلوات ليرتاحوا، تجند كل القوى لكشف قتلتهم و الإقتصاص من الحاقدين الذين قتلوهم.
في حضرة الشهداء لا يشتم أصدقاؤهم و أحباؤهم، ولايرمى بالأحجار والعصي والنار جنودهم وحماتهم.
في حضرة الشهداء لم أرى إلا القليل من الحاضرين حقا"، ليكونوا في حضرة الشهداء!!!
التعليقات (0)