أتدري أيها الإنسانُ أنك (قزمٌ) في الأرض، فيما لو ألتقطت لها صورة من فوق ؟!.. لأن هناك إحتمال ظهورالماء، والتراب، وحتى الهواء المُتشكّل في سحب بيضاء تحوم حولها، لكن لا وجود لإحتمال ظهور الإنسان سوى بتقريب تلك الصورة مئات المرّات، وبعدما تظهر ناطحات السحاب التي رفعها عاليا فوق مستوى رأسه، وكذا الأبراج العملاقة و صوامع الجوامع، والجبال الشاهقة، و.. و ؟!..
فأنتَ بصراحة، كنتَ ستكون أسفل السلسلة الغذائية في الطبيعة، لولا نعمة (العقل) التي منّ الله بها عليك ؟!.. وحتى وأنتَ عاقل وواعي ومُدرك، فأنتَ لستَ كاملا أمام الكامل الذي (رصف) كل تلك المجرّات والأجزاء الكونية المترامية الأطراف، والتي تجهل حدودها وبعض معالمها وعوالمها، مع ما أوتيت من قوةٍ وعلم ؟!..
إذن، ربّما هوالوقت المُناسب لتدرك حجمك الطبيعي مُقارنة بالأرض أيها الإنسان !.. وتدرك حجم الأرض مُقارنة بالمجموعة الشمسية !.. وتدرك أيضا حجم المجموعة الشمسية مُقارنة بالمنظومة الكونية !.. لتدرك بعدها أنْ لامعنى لنكرانكَ وجود قوة أكبر وأعظم من الكون نفسه، هي وحدها القادرة على التحكم في موازينه وقوانينه ؟!.. تلك القوة لايمكنك تصوّرها وأنت العاجز عن تصوّر أشكال الحياة على أقرب جيران كوكبك الأزرق ؟!..
والأهم من كل ما سبق، أنه ربما الوقت المناسب لتدرك أن لإدراككَ أيضا حدودا، لايمكن لعقلك تجاوزها حتى ولو كان عقلا نابغة وعبقري !.
02 . 12 . 2011
التعليقات (0)