كما يعلم الجميع، فأنه لا توجد معابر حدودية رسمية بين المناطق الكُردية على جانبي الحدود السورية ـ العراقية مع إقليم كُردستان، و يمكن عبور الأشخاص و البضائع و المعونات و المواد الإغاثية من طحين و مازوت و غيره بسهولة لولا وجود مسلحي حزب العُمال الكُردستاني على الجانب الكُردي السوري، إذ أنهم لا يتركون أحداً يدخل أو يخرج دون أن يوقفوه و يأخذوا منهُ المعلوم، بحيث أنهم لا يدعون أي شخص يدخل معهُ حتى أشياء شخصية دون أن يدفع لهم ما يُعادل نصف قيمتها و كأنهم شركاء لهُ في مُلكه، كما يقومون أحياناً بمصادرة البضاعة و أخذها لأنفسهم أو بيعها لمصلحتهم.
لذلك فإن دعوة بعض الناشطين سلطات الإقليم إلى فتح البوابات (و هي غير موجودة أصلاً) يفتقد إلى الدقة و الموضوعية، و هو مجرد هروب إلى الأمام و قفز على المشكلة الأساسية، و بمثابة وضع العربة أمام الحصان.
لنفرض أن إقليم كُردستان فتح ما يُسمى بالبوابات و أرسل المساعدات و سمح للآخرين بإدخالها، فمن سيقوم بإستلامها؟ هل سيذهب جميع المحتاجين إلى الحدود لإستلام حصصهم أم سيستلمها الآبوجيين، و عندها ستكون الأولوية فيها لرفاقهم طبعاً، ثم سيقومون بإبتزاز الناس و (قلع عيونهم) حتى إعطائهم شئ ما، هذا إذا أعطوا الناس شيئاً، في حين سيقومون ببيع المتبقي، و هو في الأصل مساعدات إنسانية، جرياً على نهجهم و بأسعار خيالية، في حين أن الناس لم تعد تملك شيئاً.
أليست مثل هذه التصرفات هي التي دفعت سلطات الإقليم إلى القيام بما يسميهىالبعض بإغلاق حدوده مع مناطقنا؟ ألا يجدر بنا بأن نقوم من جهتنا بحل هذا الإشكال الذي يعوق وصول المساعدات إلى أهلنا في حال إطلاقها، أم أننا إعتدنا إختيار الحل الأسهل الذي لا يكلفنا شيئاً، إذ و كما هو معروف فإن الإقليم لا يمتلك مثل غيره شبيحةً يخيفنا بها في حال قمنا بتخوين مسؤوليه و شتمهم.
أرجو أن يفكر الجميع قليلاً في المساعدة المالية التي أرسلت قبل أيام من ألمانيا إلى سريه كانْيه و سهولة وصولها إلى المدينة الكُردية بسبب حرية العمل للتنسيقيات على جانبي الحدود في ظل وجود الجيش الحُر هناك.
و لنفرض أيضاً أن الأقليم الكُردي مُجبر على مساعدتنا، و لنقل أنهُ يمكنه نظرياً القيام بعملية الإغاثة من ألفها إلى يائها، و يمكن للبشمركة توزيع المساعدات في مناطقنا، و لكن هل نحنُ أموات لهذه الدرجة بحيثُ لا نستطيع إزالة العقبات اللوجستية من جهتنا، أم أن الله تعالى فتح تلك الفتحات في وجوهنا فقط للشكوى و التذمر و التخوين و تلقي ما يدسهُ الآخرين فيها بأياديهم.
العملية بحاجة إلى تدبير و عمل أكثر من الصراخ الغير المجدي، و إلا لخرجنا بالنتيجة و كأنك يا زيد ما غزيت.
التعليقات (0)