ماهر حسين.
أدى أهالي بلعين البارحة صلاة الجمعة على أراضيهم المُستردة من الاحتلال الإسرائيلي ...فبعد 6 أعوام من النضال والجهاد أستعاد أهالي بلعين 1200 دونم أرض تنفيذا" لقرار سابق للمحاكم الإسرائيلية وبهذا نجح أهالي بلعين وكل من شاركوهم النضال والجهاد في استعادة الأرض وإزالة جزء من الجدار و يتحدث الأهالي الآن عن اعمار الأرض وزارعتها وعن إنشاء مجموعة بيوت باسم (بلعين الغربية).
نضال ومقاومة سلمية شعبيه ...6 سنوات ...استعادة أرض ...إزالة جدار ....أعمار...بناء ...كلمات محورية يدور حولها النجاح الذي حققه أهالي بلعين وكل المتضامنين معهم .
صلاة الجمعة في الأسبوع الماضي كان لها طعم مختلف.... في بلعين.... فلقد أٌقيمت الصلاة على الأرض التي استعادها الأهالي بفعل تمسكهم بحقهم وإصرارهم على عدالة قضيتهم وبفعل الدعم الجماهيري الذي نجحت بلعين في تحقيقه حيث أن المشاركات الواسعة للأهالي وللمتضامنين من كل الجنسيات والدول كانت بمثابة التعبير اليومي والأسبوعي عن تمسكنا بحقنــــا وعن عدالة قضيتنا وعن الدعم الإنساني الذي نحظى به...وهذا الدعم لنا بفعل عدالة قضيتنا وإنسانيتها .
لأهالي بلعين نقول ألف مبروك ونرجو الاستمرار بالعمل على اعمار الأرض وعلى التواجد بها وكما أننا نتقدم بالشكر لكل متضامن وقف مع هذه القضية العادلة ويجب المبادرة بتكريم كل من شارك بدعم قضية بلعين وبشكل خاص تكريم كل من أتوا من خارج الوطن ومن كافة الجنسيات للتعبير عن دعمهم للحق والعدالة .
في بلعين انتصر الحق على القوة وتضامن الجميع مع العدالة وفرضت العدالة نفسها على الاحتلال بفعل الجماهير المؤمنة بحقها وبعدالة قضيتها وبفعل التضامن الدولي الفعلي مع قضيتنا ...لم يستخدم شعبنا السلاح ولم يقم أبناءنا بإطلاق النار على الاحتلال ولم يقم أحد بتفجير نفسه ولم يقم البعض بتجهيز كمين...شعبنا الحر صاحب الحق وصاحب الأرض مع المتضامنين معه و بإيمانهم بالحق وبصدق نواياهم فرضوا العدالة بسِلمية وبعيدا" عن أي عنف .
إن ما حدث ببلعين هو نجاح حقيقي للمقاومة الشعبية وهو دليل على فاعلية النضال الشعبي الجماهيري السلمي...فلقد حققنا بالمقاومة الجماهيرية الشعبية السلمية انتصار حقيقي وهو يشير الى قدرتنا على التعامل مع كل محاولات الاحتلال لفرض تغييرات على الأرض لصالح الاحتلال أو المستوطنين وهذا النجاح يجب البناء عليه ويجب تعزيزه في وعي الفلسطيني وبكل الطرق فلكل قضية محلية نحن بحاجه لتحقيق النصر بها هناك أسلوب .
6 سنوات ...6 سنوات مظاهرات وإعتصامات ومشاركات وتضامن وتحقق النصر وانتصرت المقاومة الشعبية... 6 سنوات بدون أن نمنح الاحتلال فرصة للحديث عن إرهاب وعن مخططات وعن عمليات وبدون ان نمنحه المبرر لمزيد من المصادرة للأرض ...بحقنا وبعدالة قضيتنا وبحبنا للحياة انتصرنا... وبالمقاومة السلمية والشعبية حققنا الهدف ....
إن ما حدث ببلعين يجب أن يجعلنا نعيد النظر بتجاربنــــا وان نقرأ أسباب وعوامل نجاح التجربة الوطنية وأسلوب العمل الذي اتبعه شعبنا البطل ......علينا أن نفهم ما حصل بشكل صحيح وأين يكون هذا النجاح دافعا" لنا لتقييم أداوت النضال وأسلوب علمنا لتحقيق الأهداف وأهدافنا الآن واضحة ومحدده ويكاد يكون هناك إجماع وتحقق هذا الإجماع بفعل اقتراب حماس من الموقف الرسمي يوما" بعد يوم تا فنحن على المستوى الوطني نريد دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس ونريد لشعبنا الحق بالحياة بكرامة وعٍزة على أرضه وبسلام مع الجميع وعلى الصعيد المحلي هناك قضايا متعددة تتطلب منا النضال والمقاومة السلمية والشعبية ومنها القضايا التي تتعلق بالأراضي المصادرة وإقامة المستوطنات والتعامل مع مشكلة المياه وغيره الكثير الكثير ...
وطنيا" هدفنا هو الدولة ...وللرئيس أبو مازن والقيادة مصداقية عالية بعمله الصادق لإقامة الدولة ولتحقيق السلام و لتحقيق هذا الهدف يوجد استجابة للرغبة الدولية بالتفاوض ولكن ليس التفاوض للأبد وليس التفاوض مع ما يتم ممارسته بحق شعبنا ...نريد مفاوضات تجعل دولتنا واقعا" نعيشه وينعكس على المنطقة التي يجب أن تعيش السلام باعتبارها منطقة الإيمان بالله عز وجل ولكل الديانات ... كنا نتمنى أن تستجيب حكومة الاحتلال لمعطيات التفكير ولضرورة النظر للمستقبل فينتهي هذا الاحتلال الذي يسبب الأذى للجميع .
فهذا الاحتلال لم يعد خطرا" علينا وأذى لنا ولكنه بفعل العزلة الدولية لإسرائيل تحول إلى خطر كبير عليها وللأسف تفكير وسلوك ومواقف حكومة نتنياهو القاصر ما زال يفرض نفسه على المنطقة وعلى الموقف الأمريكي مما يجعل فرص تحقيق السلام تتهاوى وهو ما فرض على القيادة السياسية للشعب الفلسطيني التوجه لحلول مرتبطة بالمؤسسات الدولية .
فلسطينيا" ومحليا ... علينا أن نتعلم من تجربة بلعين وبالمقابل علينا أن نتعلم مما حدث بعورتا ...ولا أريد هنا الدخول بتفاصيل المقارنة حتى لا يسبب هذا إثارة للبعض ولكني أدعو الجميع للتفكر وللتفكير بما حدث بعورتا وبما حدث ببلعين ...كيف خسرنا وكيف ربحنا ...بماذا خسرنا وبماذا ربحنـــا ....لماذا تضامن العالم مع بلعين ولم تجد عورتا نصير ...أسئلة كثيرة قد تفتح الباب لكل شخص منا لإعادة تقييم موقفه وللحديث عن ضرورة تطوير استراتجيه محلية تتعامل مع واقع الاحتلال .
لسنا بحاجه للسلاح وللاستشهاديين كما يظن البعض ...لسنا بحاجه إلى صواريخ ...صواريخ تقتل منا بالخطأ ما تقتل وتكون بمثابة مبرر للاحتلال ليقتل منا المزيد وتجربتنا بغزة حاضرة وشاهدة ......إننا بحاجه لإبراز قدرتنا على العمل المتواصل بسلمية وبجماهيرية وبقدرة على توفير التغطية الإعلامية بالإضافة إلى حشد المؤيدين للقضية العادلة....نحن بحاجه إلى إظهار الدعم الدولي لنا وحشد أنصار قضيتنا ....وهنا يجب أن نعي بأن هناك دور خاص لفلسطيني المهجر في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية .
علينا تعزيز الدور لفلسطيني المهجر وبشكل خاص بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ...علينا التواصل معهم ودعمهم وتقوية دورهم ...علينا أن نمنحهم الدور المطلوب لهم ..فهذا الدور سيكون أساس في الفترات القادمة في دعم قضايانا الوطنية المحلية وبدعم الموقف السياسي للقيادة السياسية للشعب الفلسطيني .
إن ما حدث ببلعين هو انتصار للمقاومة السلمية الشعبية وهو هزيمة للخطابات وللكلمات الرنانة ...كما أن ما حصل ببلعين هزيمة لأصحاب الأحكام المطلقة الذين يؤمنوا بالوسيلة بما يفوق الهدف ...فنحن نريد الحرية والاستقلال ويمكننا أن نتحاور وطنيا" على طريقة الوصول إليها ...ويمكننا أن نجتهد بطريقة تحقيق الأهداف ... ولكن لا يمتلك أن يقول لنا احد ...هذه هي طريقة النضال وفقط تلك هي الطريقة ...إن ما حدث ببلعين يجب أن يشكل مقدمة لدراسة أوضاعنا الوطنية وقضايانا المحلية وان نتجاوز عقلية الشعارات والتفكير الجاهز ...فهذا يقول بان الكفاح المسلح هو الطريق الحتمي والوحيد ونحن نقول له بأنه طريق ولكن هناك طرق أخرى ومنها ما انتصرت بها بلعين .. وهذا يعتقد بان النصر يعني الموت والقتل والدماء ونقول له ها هي بلعين تنتصر بعدالة قضيتها وبسلام وأمام اعتي الجيوش ...انتصرت بلعين بقوة الحق ..
أخيرا"..
في بلعين ..انتصرنا سلميا" .
من بلعين... علينا أن نتعلم .
التعليقات (0)