في انتظار جودو
كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 3765 - 2012 / 6 / 21 - 22:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
• ربما يرجع تأخير إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية إلى تكتيك يستهدف إجهاد عصابة الإخوان المسلمين والجماهير التي تجيشها تحريضاً ضد الشرعية القانونية. . فأكبر عدو للعصابات الإجرامية هو القانون ومن يقومون بتنفيذه، وأفضل صديق لهم هو الفوضى وإثارة حماسة الدهماء. . لقد وقعنا في فخ الإخوان مرة وأحرقنا أقسام البوليس ومقار أمن الدولة، فهل نكررها ثانية من أجل عيون مرسي ومجلس قندهار؟!!. . المجلس العسكري قام بحل مجلس شعب الثورة، ويعوق عمل دستور ثورة على يد حزبي الإخوان والسلفيين، ويؤخر إعلان فوز محمد مرسي مرشح الثورة لرئاسة الجمهورية. . الثورة بتضيع يا رجالة!!. . في ستين داهية!!. . هي ديموقراطي إخوانية إذن أن تتيح للشعب المصري الاختيار بكل حرية بين انتخاب مرسي لرئاسة الجمهورية أو حرق مصر. . "أبو اسماعيل يحذر : سنبدأ في عصر الإنتقام اذا فاز شفيق .. واللي هينتخبه يستاهل اللي هيجراله". . لماذا لا يتم القبض على هذا الرجل ومحاكمته؟!!
• نحن الآن بمصر في حالة وسط بين النموذج التركي والباكستاني، حيث الجيش يحمي الدولة والعلمانية، والظلاميون ينتشرون ويشاركون بالحكم، والشارع منقسم بين هذا وذاك، وهي حالة لا بأس بها نسبياً، ومهما كانت تحفظاتنا على العسكر وتاريخهم الرديء مع السلطة، فإنهم الآن هم حماة الدولة والحضارة من عبث المخربين الظلاميين وأعوانهم الأراجوزات إياهم من عينة فلان وفلان (هم عارفين نفسهم وكلنا عارفينهم). . اتضح أن الأخطر من توغل الإخوان في مؤسسات الدولة هو تغلغلهم في الحركات الجماهيرية مثل كفاية و 6 أبريل. . المجلس العسكري يعرف قطعاً المكان المناسب لمن يهددون الدولة والشعب المصري الآن، بداية من صفوت حجازي وليس انتهاء بخيرت الشاطر. . ترى ماذا ينتظر ليضع الأمور في نصابها الصحيح؟
• علينا أن ننتبه لقبسة النور التي ظهرت وسط الظلام، وهي أن أكثر من 48% من الشعب المصري (ما لم يكن الأغلبية) أعطى صوته للدولة المدنية. . يبدو أن الشعب المصري قد بدأ يثبت أنه ليس بالسذاجة والغفلة التي يتصوره بها إخوان الخراب، رغم أن الكثير من النخبة ينكفئون الآن على وجوههم!!. . أسبشر الخير بتكوين جماعة "قضاة من أجل مصر"، فلقد اعترفوا وأبلغوا عن أنفسهم بأنفسهم، والآن يمكن تطهير القضاء وفقاً للوائح والقوانين التي تحكم عمل وسلوك القضاة. . الظلاميون في كل مجال يفضحون أنفسهم ويكفوننا عبء فضحهم وكشفهم أمام الجماهير.
• من يتأمل أحوال النخبة التي احترفت المعارضة وتدعي اليسارية والليبرالية ولديه قدر من الإنصاف، لابد وأن يقول للإخوان حلال عليكم يا رجالة.
• بالطبع لو مرسي هو الفائز لا أتمنى له التوفيق فيما ينتويه لمصر، لكني أتمنى أن يوفق في خدمة الوطن بما يكفل تقدمه وحداثته، فهل تسعده أمنيتي هذه أم تغضبه؟!. . أشعر ببعض الاطمئنان أنه لو جاء سيكون رئيس جمهورية بركة، ياكل ويشرب ويتفسح وفل الفل. . هو يعني المطيع للمرشد اللي عمله رئيس حزب، ها يمانع إنه يطيع طنطاوي لو عمله رئيس جمهورية، دا راجل فل وعسل ولقطة يا رجالة، ونهارنا قشطة انشاء الله؟!!
• أكرر ما سبق قوله، أن الفريق أحمد شفيق لا يواجه فرداً أو مرشح حزب محترم، لكنه يواجه مرشح عصابة إجرامية ذات تاريخ دموي، ولا ترضى بالإمساك بفريستها مصر بديلاً. . لا داعي لأن يجهد مرسي نفسه بأداء اليمين لحكم مصر في ميدان التحرير، إذ يكفي أنه حلف على المصحف والمسدس أمام فضلية المرشد. . سؤال بسيط جداً جداً: هل ما يصدر عن محمد مرسي وحزبه الآن تصرفات مرشح رئاسي وحزب محترم، أم هو أداء عصابة وبلطجة؟. . همسة في أذن جماعة 6 أبريل: بالتأكيد يعرف الجميع الفرق بين حركة شبابية ثورية، وبين حماسة متهوسة وجهل كجهل الدبة التي قتلت صاحبها. . يا شباب مصر الطاهر والمتحمس: دعوا الظلاميين يدافعون وحدهم عن الجهل والكراهية والتخلف. . احتفظوا لأنفسكم بعدة خطوات بعيداً عنهم، فهم ذئاب ما أن تنتصر حتى تستدير إليكم أنتم أولًا لتعقركم.
• تشارك التيار الديني مع الناصرييين العروبجية والتحق بهم اليساريون في نشر ثقافة الكراهية للأجانب، واعتبار كل أجنبي جاسوس أو عدو جاء لنهب أو تخريب البلاد، وعندما تتقد نيران الكراهية لن تقف عند حد، بل تنتشر إلى سائر مكونات الوطن، بل وداخل هذه المكونات ذاتها. . الكراهية هي اللعنة التي أصابت البلاد منذ حركة حسن البنا وكل ماتلاه من توجهات. . ياليت المصريين يتوقفون عن توقع أن يأتيهم الخير أو الشر من الخارج، فلا هذا ولا ذاك يمكن أن يؤثر فينا، ما لم يرتكز على ما هو موجود لدينا بالفعل. . لو طهرنا ما بعقولنا وقلوبنا فسوف ننتج الخير، وسيسارع الخارج بركوب موجة هذا الخير ليجد له مكاناً بيننا، والعكس بالعكس. . ما يصدر عن الغرب من هلوسات تبدو تأييداً للظلاميين ترجع لجهلهم بنا وبأحوالنا، ولتمسكهم بقيم الديموقراطية التي تقدس رأي الشعب، حتى لو شعب حالته منيلة بستين نيلة، ومن يسند للغرب بلاوينا سواء عن تعمد وكراهية، أو نتيجه عجزه عن فهم كيفية تفكير الشعوب الغربية، والآلية التي يتم بها اتخاذ القرار في مؤسسات دولها، فإن تلك مشكلته وحده.
الولايات المتحدة- نيوجرسي
التعليقات (0)