في انتظار المحاكمة

نظل في انتظار المحاكمة لأعلام الفساد الذي قبضوا على رقبة مصر وخنقوها وأذلوا شعبها وأفقروها وأشبعوا شعبها شعارات فارغة كاذبة وزيفوا إرادتها وأفسدوا اقتصادها وجعلوا الرشوة بندا ثابتا في حياة المصريين ..فأصبحت الرشوة مفتاحا لكل معاملة مع الحكومة ...وصار الشعب المصري في واقعه الأغلب  قسمين راش ومرتش ...هذه الحقبة السوداء انتهت مع ثورة 25 يناير وتركت خلفها آثارا سيئة من فساد الأخلاق تستغرق وقتا للإصلاح والتهذيب ..وشعب مصر قادر إن شاء الله على تنظيف الحكومة والهيئات الرسمية والمصالح من أوتاد الفساد في كل وظائف الحكومة والقضاء على المتطفلين الذين يتقاضون الملايين في شكل رواتب مقتننة وهي في الحقيقة سرقات ونهب معلن لشعب مصر الصابر...لقد كان فساد الحكام والرسميين وأعضاء الحزن الوطني دافعا للتجار أن يحتكروا وللموظفين أن يرتشوا وللمقاولين أن يتقاسموا السرقة مع مهندسي الحكومة وللموردين أن يبيعوا الوهم للشركات الحكومية مقابل ملايين الجنيهات ويوقعون على الاستلام لأنها تحدث (طبقا للقانون) وهل يعقل أن تسمى الرشوة في دفاتر الحكومة والقطاع العام (إكرامية) وتصير بندا معترفا به في الدفاتر والحسابات؟...هل يمكن لمصري أن يشرح لنا ما تعنيه كلمة إكرامية في الحقيقة؟...إبحثوا عن هذه الكلمة (إكرامية) في كل دفاتر الحساب تجدونها أكثر المفردات استخداما وشيوعا...