في اليوم الوطني مالذي حدث
جمعنا يشعر بالسعادة فاليوم الوطني ذكرى عزيزة على كل مواطن ومواطنة كيف لا وهو الحضن الكبير والقلب الحنون والمستقبل الزاهر والتاريخ العريق وتقوم عليه قيادة حكيمة رشيدة طموحها عنان السماء لترتقي بالوطن والمواطن ، لكن هناك بعض السلوكيات والممارسات التي لم ولن تعكر صفو الفرح لكنها كانت حوادث لا ترقى لمناسبة عزيزة كاليوم الوطني خصوصاً وأنها صدرت من أبناء وبنات الوطن وبطريقة خادشة للحياء.
لكي نقف على تلك الممارسات علينا أولا أن نتحلى بالصدق مع أنفسنا قبل كل شيء ونقول للمخطيء لقد أخطأت وللمسيء لقد أساءت ولمن أصاب لقد أصبت وهذا هو تمام العدل والإحسان، بمواقع التواصل الاجتماعي هناك لغة خطاب قديمة عنوانها الذكر هو المسؤول أما الأنثى فليست مسؤولة عن شيء هي الضحية والذكر هو الجلاد!
لستُ ابرر التحرش فهو سلوك مشين يخفي خلفه شخصية مريضة متوحشة لكن أليست تلك الحالة المرضية مشتركة بين الجنسين بطرق وأساليب مختلفة، لماذا أمر الله تعالى الرجال بغض البصر وحفظ الفرج وأمر النساء بذلك الأمر أيضاً وزاد عليه وجوب الستر ولبس المحتشم والقرار في البيت إلا لحاجة...، قد يقول قائل هناك خلاف وهناك علات وهناك وهناك صحيح ذلك لكن أليس القرآن بواضح لا يحتاج لتفصيل وتوضيح ففيه الدليل وبالعقل والتدبر نصل إلى الحقيقة، الخلاف الذي يردده الغالبية قال به مجموعة أشخاص لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة والإجماع أكبر من دائرة الخلاف فلماذا نتمعن في الدائرة الصغيرة ونترك الأمر الواسع والكبير..
زي المرأة لا يبرر التحرش بها أياً كان وخروجها من بيتها لأي غرضِ كان لا يبرر التحرش بها أيضاً لكن أليس جدير بالذكر أن تكون المرأة ملتزمة بما يدين به المجتمع فهي جزء منه وهي الأصل والتزامها ليس انتقاصاً لها وإنما حفاظاً لها لتبقى طاهرة عفيفة..
كل من صدر منه سلوك مشين يتجاوز حدود الأعراف والتقاليد والقيم والمسلمات الدينية والمجتمعية لابد من معاقبته ووضعه تحت طائلة القانون بغض النظر عن جنسه وهذا ما نصت عليه لائحة الذوق العام والتي لم تُفرق بين ذكرِ وأنثى فالجميع في هذا الوطن سواسية والعدالة صاحبة القول الفصل في النهاية.
بالتأكيد هناك أسباب دفعت بالخارجين عن المألوف لأن يرتكبوا تلك الأفعال الغير مبرره، والمجتمع ليس مجتمعاً ملائكي ولسنا بمدينة أفلاطون الفاضلة لكن الأسباب لا تخرج عن الفهم الخاطئ لمفهوم الحرية وحدودها ولا تغفل عن الخطاب الوعظي الذي شحن النفوس تجاه المرأة وصورها ككائن مخلوق لتفريغ الشهوة الحيوانية،
هناك من يظن ويعتقد أن اليوم الوطني مناسبة شعارها افعل ما شئت وكأن ذلك اليوم يومُ مفتوح لا ضبط وانضباط فيه، لكي نتخلص من بعض السلوكيات والممارسات لابد من التركيز على المثلث الهام "التعليم، الأسرة، سلطة النظام" ذلك المثلث كفيل بالحد من بعض التصرفات فالتعليم والأسرة يزرعان القيم والنظام يردع من يحاول تعكير صفو الحياة، تعطيل حركة السير والازدحام المروري وخروج بعض الشباب والشابات عن المألوف جميعها مظاهر سيئة، لو تم اقامة الفعاليات المختلفة في الملاعب الرياضية و تنوعت الفعاليات لما رأينا تلك السلوكيات ولما عايشنا ذلك الازدحام الذي تسببت به الألعاب النارية في بعض المواقع، إقامة الاحتفال بالاستاذ الرياضي سيكون أكثر تنظيماً وتنويعاً وانضباطاً وهذا ما نتمناه في قادم الأعوام فوطننا ينمو واعوامه مديده في ظل قيادته ورقي مجتمعه..
نقطة :
(يقول الناس " أذهب مع التيار " ولكن هل تعرف ما الذي يذهب مع التيار ؟ إنه السمك الميت !).
روي كين
التعليقات (0)