تحوّل الحديث عن الإتفاق النووي السري بين إيران و الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى نقطة تثير الجدل و النقاشات الحادة بين كل من مؤيدي الإتفاق ومعارضيه. ففي إيران تحتدم النقاشات بين التيار المؤيد للحكومة ومعارضي الإتفاق النووي في الحرس ومجلس الشورى الإيراني بسبب وجود نصوص سرية للإتفاق النووي و كذلك في الأوساط النيابية ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأمريكية وهي الدولة المعنية بمراقبة تطبيق إيران للإتفاق وذلك على خلفية وجود اتفاق سري لم يكشف عنه في حزمة الإتفاقات النووية.
رغم ما نشرته وسائل الإعلام الدولية و المحلية حول وجود نصين سريين بين إيران و الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتضمن منشأة "بارتشين"، إلا أنّ المسؤولين الإيرانيين ظلوا يستنكرون عملية تسريب نص الإتفاق السري دون أن ينفوا أو يؤكدوا صحة مثل هكذا نصوص سرية وقعتها طهران مع الوكالة الذرية وبعلم وإشراف من حكومة طهران والحكومات الست المتفاوضة في فيينا.
فقد إستنكر نجفي مندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التسريبات التي وصفها بالتهديد للصناعة النووية الإيرانية التي تتعارض و البند السابع من ميثاق الأمانة العامة للوكالة. وظلّ النقاش محتدماً في مجلس الشورى الإيراني - لجنة مناقشة التوافق النووي- المطكلفة بمناقشة الإتفاق النووي و ملابسات النص السري الوارد في الإتفاق. حيث عملت اللجنة المذكورة بدعوة مسؤولين إيرانيين على علاقة مباشرة وغير مباشرة بالملف النووي للإستماع الى أرائهم حيث فجّر الرئيس السابق لفريق التفاوض الإيراني سعيد جليلي مفاجئة عندما أكد أن النظام الإيراني "تعرض لإذلال" نتيجة توقيعه على الإتفاق الأخير.
يشار الى أن أهم فقرة في البنود السرية في الاتفاق هي الموافقة الإيرانية على خارطة الطريق التي اتفق
ت عليها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن تواصل الوكالة الذرية التحقيق في الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني وتجارب حول إنتاج سلاح نووي قامت بها إيران في وقت سابق. وفي خضم الحديث عن النصوص السرية في الإتفاق النووي يبقى واضحاً أن طهران أرادت أن تتخلص من عبء هذا البرنامج و مثلما أرادت أن تتخلص من عبء الحرب مع العراق نهاية الثمانينات من هنا نستطيع أن نفهم إصرار الإيرانيين على المضي قدماً في الإتفاق و رضى المرشد من نتائج المفاوضات.
التعليقات (0)