مواضيع اليوم

في المنزل

alpha omega

2009-12-24 22:49:06

0

زهرة رحمةالله

- يجب ألا تتحدث بهذه الأمور..تقو ل زوجتي
وهي تشيح بوجهها إلى الجهه الأخرى
-إذا رأيت منكرا غض الطرف .. أنها الطريقة
المثلى للتعاملة مع الأمور..

.أن تلك المرأة ترفع الضغط والسكر في دمي .
أثقب وجهها بعيوني ..بعدم التصديق والغضب....
أصرخ فيها
-أقول لك بأنني رأيت زوجة المدير مع موظف في
الشركة في وقت غير مناسب ووضع غير مناسب
تقولين غض الطرف..
- ماذا كانت النتيجة حين حدثت المدير بالموضوع ..
؟؟ تسأل بالتهكم وهي تفترسني بعينيها الحادتين..
- زوجة المدير ذهبت إلى القاهرة في رحلة صيف
- والموظف لازال هناك يتقفز مثل الحمار بين المكاتب..
- وأنت أأأنت ..؟تسأل بإصرار..
- أنا هنا في المنزل في إجازة إجبارية وبدون مرتب.
- .اقول بإنكسار وعدم الحيلة ..
في الشارع

أقول لأبي علاء صاحبي بأنني رأيت حارس الشركة
يسرق بضاعة من الشركة..فذهبت وبلغت المدير فسألني
المدير ماذا كنت تفعل هناك في ساعة متأخرة من الليل..
-أجبت ؟؟ سألني أبو علاء بفضول وهو يوسع عينيه
على الأخر.
لاشىء ..... ..أحسست بالذهول و بأن شيئا ما ضربني
.على رأسي بعنف كرر المدير السؤال ..
حاولت أن أبحث عن الإجابة لكنني فقدت ذاكرتي ...كان
رأسي كالنفق المظلم يعمه الدخان..ووجدت نفسي في
مركز الشرطة...في الزنزانة بين السكارى والمخبولين..
- أحسست بفراغ هائل.. أين حواسي أين أفكاري أين هويتي..
يقترب ابو علا مني ويهمس في اذني
- إذا رأيت منكرأ غض الطرف..
- أنك تتحدث مثلها ..أقول بحزن ...
- لماذا أنا ارى والناس ...يقاطعني صاحبي
- الكل يرى ولكن يتكيفون ..
أنظر إليه مصعوقا كانني أكتشفه من جديد
..صديقي منذ أيام الدراسة لم نفترق إلا قليلا .
.أمورا كثيرة كانت تجمعنا واليوم كأنني أراه أول مرة
... هزيلا هرما وجهه الآسمر محروق من كثرة تجواله
تحت الشمس بدون هدف..اليوم يحاول الأيفهمني..
أتركه وأدفن نفسي في الزحمة..

في الطريق..
الحرارة والغبار والصراخ وأبواق السيارات
والناس من حولي عائمة في ألية وفتور..
أحس بضغط دمي يهدر في صدغي
ورأسي يغلي كالمرجل.. أبحث عن مقعد
أجمع جسدي وشتات أفكاري وروحي الحائرة..
في مقهى قريب القيت نفسي على مقعد و حاولت
أن أبحث عن الهدؤ في تلك الفوضى المنفلته
دون جدوى هل اعود إلى المنزل حيث زوجتي
ولغتها المنشارية تكوي روحي..تلك المرأة الجميلة
الرقيقة غدت شرسة قاسية ..هل أذهب الى الشركة
من سيستقبلني هناك الزملاء لا يكادون يلقون
التحية أو يسالون عني بالهاتف ..لا أحد في
الشركة يرحب بي أو ينظر في وجهي ..كنت أشعر
بإرهاق شديد..لم انم ليلة البارحة الزنزانة كانت ضيقة
مكتظة ورائحتها عفنة ..مكان غريب يطبق على أنفاس
اؤلئك البشر بسحناتهم الغاضبة القاسية.. الكالحة..
.وقفت على قدمي وفكرت في العودة إلى المنزل
أنه وقت القيلولة والزوجة في غرفتها نائمة ..سأتسلل
إلى غرفة الجلوس و أحظي بقسط من الراحة..
وضعت رأسي على الأريكة و غبت في نوم ثقيل .
.لا أدري كم مر من الوقت حين فتحت عيني كان
الظلام دامسا والجو حارا والأشياء من حولي
غامضة الملامح والصمت ثقيل..
أين ستكون زوجتي ..؟؟فكرت ثم أحجمت عن
التفكير فيها وفتحت الباب وتسللت إلى الخارج..في
الخارج كان كل شيء يكتم أنفاسه والجو خانق
لا نسمة هواء تهز أوراق الأشجار في الرصيف
المقابل ... والسيارات تعبر الطريق مسرعة.. هاربة
في الإتجاه الأخر ...قدماي قادتني إلى بوابة الشركة
شيء ما هزني بعنف تلبستني يقظة فجائية ..
إضاءة مبهرة وأفراد مجهولون منتشرون كالنمل..
وبسرعة فائقة يفتحون الطوابق الصفيحية للشركة
والحيطان ويطوونها وبلمحة البرق يلقونهما في
الشاحنات..استدرت إلى الخلف ورحت أعدو
بشدة أسابق الريح اقتحمت غرفتها ورحت اصرخ بجنون ..
-انهم يسرقون الشركة ..يطونها يسرقون .لقد
ر أيتهم ..قذفتني بنظرة متهكمة غاضبة لسعت
وجهي وعادت للنوم ..
يجب أن أبلغ المدير أبلغ الشرطة أقدم بلاغا
للحكومة..فالوضع خطير..أٌقول لنفسي ..
رحت أركض إلى خارج المنزل مندفعا بغير هدى
.. لا أدري كم ركضت وأين ..لكنني حين وقفت كان
ضؤ النهار يلامس الأشياء ويهبهاا الحياة و الصفاء.
..كنت دوما أعشق لحظات انبلاج النور وأستقبلها
دوما بحب ونشوة.. كل شىء ينتفض
بالحياة من حولي ..لكنني لا أعي شيئا
الإرهاق يقتلني ..وقدماي لاتكاد تحملني
واسمع صرخات خلفي التفت إلى الوراء
وأنا أغالب غيمة سوداء تخترق رأسي
رأيت خلفي صبيان يحملون الحجارة
والعلب الفارغة ..
ويهتفون ..المخبول المخبول..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !