مواضيع اليوم

في المرحلة المتوسطة نقرأ الكتب الجهادية داخل الصف

نافع العطيوي

2009-10-08 14:35:16

0

 

في المرحلة المتوسطة اعتقد اننا مرننا بمرحلتين مرحلة الريال وصلت لخمسة أو عشرة ريالات .. مرت سنوات طويلة لم تعد الذاكرة تحتمل عدد النقود المصروفة على الكلام الفارغ والأوهام التي لم نعرف أو نشاهد لها واقع أو أرض سوف تتحقق عليها وما يحدث الآن في فلسطين وأفغانستان يؤكد ان ريالاتنا مع أرواح من جاهدوا كانت لعبة في يد من روج للفكرة .
لست ضد القضية الكني ضد طريقة معالجتها .. فاللصوص سرقوا الأموال ووضعوها في حساب ( سهى ) ولم تصل لإخواننا , ودماء شهداء فلسطين لا يزال هناك من يراهن عليها ويتاجر بها ويستمتع بإراقتها ليل نهار .

المثير في مرحلة الجهاد الأفغاني تمثل في حرصنا كطلاب مراهقين على تداول كتيبات صغيرة داخل المدرسة يشاركنا قراءتها معلمي المرحلة وقت فراغهم أو في حصص الانتظار ويقوموا بشرح التفاصيل وتشجيعنا على الجهاد وتحديث أنفسنا به .

لا أتذكر الآن عناوين تلك الكتيبات لكن أتذكر انها تتحدث عن الجهاد وفضيلته وبركاته التي تحدث للمجاهدين مثل الرصاصة التي تصيب الأفغاني وتنثني من شدة إيمانه أو التي تسقط في جيبه , والكثير من القصص الخيالية التي يخجل الإنسان ويتعفف حتى عن مجرد ذكرها في زمن الحقائق التي لا تقبل التشكيك .

تسع سنوات مرت في تلك المرحلة كنا نسمي أفرادا بعينهم في مدينتنا بأنهم نالوا شرف الذهاب لأفغانستان وجاهدوا في سبيل الله .. كانوا يتحدثوا إلينا بكل خيلاء عن المرحلة ويعتبرون أنفسهم أفضل منا وكنا نحن نعتقد ونؤمن بذلك وننتظر الفرصة لنيل الشرف بعد ان نكبر.
بعد سنوات أصبح الأمر عادي وتقريبا ان لم يكن لك فعل حقيقي يعتبر ذهابك لأفغانستان مثل عدمه .. ومن أولئك الذين تندرنا على ذهابهم احد الأشخاص الذي تطوع والتزم دينيا في سن كبيرة نوعا ما , ومعه احد أصدقائه , كانوا معروفين بأنهم لم يكملوا تعليمهم .. وضخوا قبل ذهابهم لأفغانستان أموالهم في طرق " المزاج " المختلفة .. واستغربنا جميعا من ذهابهم لأفغانستان .. قبل ان يعرفوا الدين على حقيقته فالتزامهم لم يمضي عليه عدة أشهر .
بعد ذهابهم أدهشتنا عودتهم السريعة فقد انتهت الحرب وتم الصلح مع السوفيت بعد وصولهم مباشرة .. وعندما نسألهم عن الجبهة كانوا يقولون لم نحارب فقد تم توزيعنا على القسم المختص بتقدم الأكل للمجاهدين وان الجبهة بعيدة عنهم ولم يشاهدوا الحرب على حقيقتها واقتنعوا بممارسة الطبخ في جبال أفغانستان.. لان الحرب انتهت .. احدهم الآن في السجون السعودية اعتقل أكثر من مره بسبب ما يردده الناس عن انتمائه للقاعدة .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !