تأسيس قوة عربية مشتركة تعني بالمفهوم العسكري تمكين القوات العربية التدخل السريع لمواجهة التحديات و التهديدات التي تواجه الأمن القومي ، بعبارة أخرى أنّ تشكيل مثل هذه القوة يتطلب مواجهة الدول التي تتدخل أو المليشيات التي تتبع لتلك الدول حيث يتدخلون بشكل سلبي في شؤون الدول العربية. من هذا المنطلق ولأن ّ إيران لديها الباع الأوسع في التدخل في الشؤون العربية ستكون الدولة المستهدفة للقوة العربية المشتركة وفي نفس الوقت الدولة المعرقلة لمثل هذه القوة العربية الطموحة.
لا ضير بأنّ الدول العربية بأسرها ستكون أعضاء في القوة العربية المشتركة بشكل تلقائي كونها أعضاءً في الجامعة العربية إلا إذا رفضت دولة من الدول هذا المشروع بشكل طوعي. لكن بما أنّ تشكيل قوة عربية مشتركة حلم الشعوب العربية بأسرها منذ تأسيس الجامعة العربية يبدو مستبعداً وتحت الضغط الجماهيري أن ترفض أي حكومة عربية مثل هذا المشروع.
بشكل مبدئي فإنّ أهم التحديات التي تواجه مشروع القوة العربية المشتركة يتمثل في اختلاف القادة العرب حول مقاربة القضايا السياسية والأمنية ابتداءً من سوريا والعراق ومروراً بليبيا ومصر ووصولاً الى اليمن. رغم ذلك أكد رؤساء أركان الجيوش العربية خلال اجتماعهم ذي الصلة الذي عقد في القاهرة مؤخراً على "أهمية وضرورة تشكيل القوة العربية المشتركة، نظراً للأبعاد الإستراتيجية المتعلقة بها لحاضر ومستقبل المنطقة العربية، ومواجهة التحديات التي تواجهها في صيانة الأمن القومي العربي، والحفاظ على سيادة الدول واستقلالها وسلامة ترابها الوطني ووحدة أراضيها". خطوة كهذه ستواجه تحديات جمة و عرقلة كثيرة من قبل التحالف الإيراني في المنطقة و التي تعتبر طهران مثل هذه القوّة على أنها موجهة لطموحاتها نظراً لقطع يد تدخلاتها في شؤون العرب الداخلية. ولربما سيكون من الصعب مقاربة الآراء بين أعضاء بسبب تقارب بعضها مع طهران أو خشيتها من غضب الإيرانيين عليها.
التعليقات (0)