إن من يحمل عنوان المسؤولية والزعامة, سواء أكانت زعامته دينية أو سياسية أو اجتماعية، أو أي كانت من أشكال المسؤولية, يصبح مسؤولا أمام الله أولا والمجتمع ثانيا, عن كل المجتمع وعن كل ما هو تحت سلطته ومسؤوليته، هذا بحكم الشرع والعقل والأخلاق والمنطق, ويكون هو أول المدافعين والمضحين من اجل مجتمعه, وأول المبادرين في درء أي خطر يواجهه مهما كان مستواه ونوعه وشكله.
هذا ما اطلعنا عليه وعرفناه في كتب التاريخ والسيّر التي حكت لنا عن حياة قادة الأمم والدول, خصوصا قادة الأمة الإسلامية، فكانوا نعم المسؤولين في تصدّيهم لعنوان المسؤولية. وسواء أكانوا بعنوان نبي أو وليّ أو إمام فقد كانوا أوّل المبادرين في الدفاع عن مجتمعاتهم التي هم المسؤولين عنها والمتصدّين لقيادتها.
لكن للأسف الشديد, نجد اليوم في العالم الإسلامي بشكل عام, وفي العراق بشكل خاص, نجد إن من تصدّى لإحدى هذه العناوين، خصوصا العنوان الديني أصبح في وادِ والمجتمع في وادٍ أخر, فالشعب العراقي يتعرض لكل ألوان وأنواع الاعتداءات والانتهاكات، من فتن وقتل وتهجير وترويع وتشريد وتجويع ومجازر, والمسؤول في صمت مطبق كصمت القبور, لا يحرك ساكن، رغم ما يُرتكب بحقّه ويتعرض له الشعب والمجتمع الذي تصدّى لمسؤوليته من جرائم وفظائع, بل والأغرب من هذا الصمت انه يتفاعل مع المجتمعات البعيدة التي هو غير مسؤول عنها بحال، كالمجتمعات الغربية أن لم يكن يفضلها على بلده وشعبه ومجتمعه!.
الأدهى والأمر من ذلك كله إن هذا المسؤول الديني (المرجع) في العراق يعطي المبرّر والغطاء الشرعي لقتل أبناء العراق، فيبيح دماؤهم ويهين كرامتهم بفتواه التي أعطت الشرعية لارتكاب المجازر والجرائم البشعة. وهذا يجعلنا نسأل ونتساءل ونطرح الاستفهامات بجرأة وحرية, لماذا هذا الصمت والسكوت عن ما يرتكب في العراق من مذابح يومية ؟ ولماذا يُمضي المرجع والزعيم الديني إجرام المليشيات الحكومية وفسادها وإفسادها بحق العراقيين؟. فلا أجد جوابا عن هذه التساؤلات والاستفهامات, أفضل وأدق وأعمق وأشمل من جواب المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في الاستفتاء الذي رفع لسماحته بتاريخ 5/ 2 / 2015م, بعنوان (صراعات وحرب طائفية في العراق), خصوصا في جوابه على سبب الاعتداء الذي تعرّضت له مرجعيّته وبسبب صمت الرموز والواجهات الدينية عن المجزرة التي ارتكبت بحق أتباعه ومحبيه, فكان جوابه دام ظله..
{باِسم العزيز القدير: أولا: تعرف الإجابة من خلال الإجابة على سؤال مفاده، ما هو سر الخلاف بين شخص اَحَبّ وطَنَه وشعبَه ورفَضَ كلَّ تسلُّطٍ واحتلالٍ وفسادٍ وإفساد وقوى تكفير ومليشيات وبينَ وضيعٍ نكرةٍ فاسدٍ مُفسِدٍ زعيم مليشيات همّه كرسيُّ الحكمِ وتنفيذُ مخطَّطاتِ الأعداءِ وتدميرِ البلادِ والعبادِ في الرشا والفساد والطائفية والتهجير والترويع والخطف والقتل والاِقتتال؟.
ثانيا: مما سبق يتضح عندكم سبب السكوت المخزي والصمت المشين الذي تلبّسَ به الرموز والعناوين من الانتهازيين والنفعيين والمسبّبين والمؤسسين للفساد والإفساد والذين لم يقتصر موقفهم وصمتهم التابوتي الصنمي على مجزرة كربلاء بل شملت كل المجازر في العراق ، فنسأل الله تعالى أن يثأر لدماء الشهداء وللأيتام والأرامل والنازحين والمهجرين والسجناء والمشردين والمضطهدين فينتقم من أعدائهم وظالميهم عاجلا عاجلا عاجلا شرّ انتقام وأن يخزِيَهم في الدنيا والآخرة ، والله العالم وهو ارحم الراحمين }.
من هذا الجواب يتضح لنا جليّا إن هؤلاء الرموز والواجهات ومَن يحمل عنوان المسؤولية وقيادة المجتمع, شركاء في الإجرام وارتكاب المجازر، وان صمتهم وسكوتهم هو بسبب الأطماع والأموال والمنافع الشخصية والجهوية الدنيوية الزائلة، وبغضا وكرها لكل صوت عراقي وطني حر لأنه يخالف ثقافتهم وأهواءهم ورغباتهم الضيقة, فصمتوا ويصمتون وسيصمتون عن المجازر والمذابح التي ترتكب في العراق لأنها تغذّي رغبتهم وتعطشهم للدماء, وتحقق لهم ما يصبون له من مكاسب ومنافع زائلة حتى لو كانت على حساب الشعب.
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1048922263#post1048922263
بقلم :: احمد الملا
التعليقات (14)
1 - العراق
هادي السلطاني - 2015-02-10 00:13:15
ماارخص الدم حين يشرعن سفكه من قبل (الفتوى) واللادينين في زمن التدين ...عندما يتحدث المصلح عن ايقاف مهزلة اباحة الدماء يتعرض هو الاخر للاباحة الكلية من دم ومال وعرض ..فكيف بمجتمع لايحل ولايربط كيف نتصور ان يكون دمه رخيصا اذا اعترض بكلمة على هؤلاء ابطال افلام الرعب ...السيد الصرخي وانصاره انموذج للمصلحين الذين وقفوا بوجه اعتى فتوى غربية صهيونية تنحر حتى الطفل في المهد ..الكاتب القدير احمد الملا تشخيصك الدقيق لما يحدث في بلد الدم هو انصار لذلك البلد ..دمت مبدعاً https://www.youtube.com/watch?v=VMZq2GbneMQ
2 - العراق
هادي السلطاني - 2015-02-10 00:13:51
ماارخص الدم حين يشرعن سفكه من قبل (الفتوى) واللادينين في زمن التدين ...عندما يتحدث المصلح عن ايقاف مهزلة اباحة الدماء يتعرض هو الاخر للاباحة الكلية من دم ومال وعرض ..فكيف بمجتمع لايحل ولايربط كيف نتصور ان يكون دمه رخيصا اذا اعترض بكلمة على هؤلاء ابطال افلام الرعب ...السيد الصرخي وانصاره انموذج للمصلحين الذين وقفوا بوجه اعتى فتوى غربية صهيونية تنحر حتى الطفل في المهد ..الكاتب القدير احمد الملا تشخيصك الدقيق لما يحدث في بلد الدم هو انصار لذلك البلد ..دمت مبدعاً https://www.youtube.com/watch?v=VMZq2GbneMQ
3 - العراق بغداد
علاء الدين - 2015-02-10 00:28:54
ترك الشعب يقتل وهم في اروقة القصور يمرحون ويسرحون ساسة ورجال دين سوى السيد الصرخي الذي اخذ العراق همه وشغله
4 - العراق
زيدون الزيدي - 2015-02-10 01:15:36
الزعامات الدينية لو استثنينا منها مرجعية السيد الصرخي الحسني في العراق تكون جميعها في خانة الشريك الاساسي بالقتل والتهجير والتشريد لانها اما كانت سببا في وصول الفاسدين للحكم والتسلط على رقاب الناس وثروات العراق او منها من اتخذ المجاملة والمساومةلاغراض وميول طائفية ذهبية فلم يبق الا منهج ومرجع الاعتدال والمدافع عن جميع العراقيين بكل طوائفهم ودياناتهم فهنيئا للشرفاء والاصلاء بمرجعية السيد الصرخي الحسني
5 - المصلح الحقيقي
فراس العبودي - 2015-02-10 09:11:42
نعم هذا الزمان وهذه البشرية التي ذكرها الرسول الكريم محمد عليه و آله وسلم والتي عبرة عن خشيته وتأنيبه لهم وعن وماسيحصدون منها فقال الرسول الكريم في حديثه مخاطباً ألمسلمين في ذلك الزمن والازمان المقبلة (كيف بكم لو رأيتم المعروف منكراً والمنكرا معروفاً فسيسلط عليكم شراركم فتدعون وﻻيستجاب لكم )ومانعيشه اليوم هو من مصاديق الحديث الشريف فتسلط علينا من ﻻ يرحمنا وعم الفساد والقتل والتهجير والتشريد وسفكت الدماء ورسخت الطائفية فاصبحنا طرائق قددا يقتل أحدنا الآخر بأسم الدين والعقيدة والمذهب لأننا ابتعدنا عن مصدر التشريع والامتداد الطبيعي للرسالة الاسمية السمحاء فعشنا ونعيش التسافل والتسافل بسبب تسليطنا واتباعنا لغير من هو أهلا للقيادة والاتباع وتركنا بل و حاربنا المصلح الحقيقي والمرجع الشرعي والقائد الاعلم قوﻻ وفعﻻ وصدقا وعدﻻ صاحب الأطروحة العادلة والوسطية والاعتدال ومطلق مبادرة السلام و الداعي للوحدة والمجادلة بالحسنى والفكر والنقاش الهادف والبناء بعيداً عن السب والشتم والتجاوز عن الرموز والصحابة والتابعين والعلماء الكرام من كل الأطياف والمذاهب والفرق صاحب مشروع المصالحة والمسامحة الحقيقة أنه المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني .
6 - نحن نتبرال من قتلة العراقيين العملاء ا
علي البصري - 2015-02-10 09:46:19
انحن نتبرا من قتلة الشعوب وخاصتا مجمع ابليس الذي نصبة الشيطان الااكبر في العراق ونحن وكل العرب ضد مشاهد القتل والتهجير والترويع والتشريد والتطريد نشاهدها يوميا مئات المرات, نسمع بها مئات المرات, نعيشها كل لحظة وكل دقيقة, حتى أصبحت جزء من حياتنا اليومية, اعتدنا أن نسمع أو نشاهد كيف تهان حرية الإنسان وكرامته ونحن ندين بدين الإسلام ؟! فهل يقبل الإسلام بهكذا إجرام؟!. ونحن نطالب كل المجتمعات الدولي والعالم الإسلامي وأصحاب الضمائر الحية وكل المسؤولين وأصحاب القرار بالتدخل العاجل والفوري لإيقاف سفك دماء العراقيين الأبرياء التي تراق يوميا لا لشيء سوا إنها وجدت في بلد يحكمه تجار دم وقتلة مأجورين وعملاء.
7 - العراق
احسان العبادي - 2015-02-10 11:01:57
بات الجميع ممن يحترم عقله وانسانيته على علم ودراية ان المؤسسة الدينية كانت ولا زالت سببا في تدمير البلاد وتمزيق العباد هذا لانها هي من سلطت علينا الحكومات منتهية الصلاحية ما بعد الاحتلال الغاشم وكذلك انبطاحها وصمتها المشين امام ما جرى من جرائم بحق ابناء العراق وشعبه ولولا بارقة الامل وشمعة النور التي حملها المرجع الصرخي لكان الجميع يعتقد ان الدين غير قادر على ايصال المجتمع والامة الى بر الامان والخلاص
8 - مرجعية عروبية
د. غالب الزيادي - 2015-02-10 16:47:11
السيد الصرخي الحسني غني عن التعريف ، رغم التعتيم والتهميش والاقصاء لكن الساحة العلمية والمواقف الوطنية والاخلاق الرفعية التي يحملها هذا المرجع ، هي خير دليل على قدرته على التصدي لمسؤولية المرجعية الحقيقية الواعية التي تمثل هموم وتطلعات الناس .
9 - كلام منطقي
سالم عبد الله القرغولي - 2015-02-10 17:24:32
أنا من المتابعين لمواقف السيد الصرخي .... وهو رجل شجاع وله مواقف مشرفة
10 - موضوع جميل
حامد \\ ابو حنين - 2015-02-10 17:36:29
حياكم الله
11 - العراق
نبراس عاصم - 2015-02-10 17:40:35
مرجعية السيد الصرخي مرجعية رسالية ضحت ومازالت تضحي من اجل العراق والأسلام
12 - أكيد الموضوع بائس
سعيد - 2015-02-11 15:56:10
طاب يومكم
13 - إلى من يهمه الأمر
ن ف - 2015-02-11 17:05:47
أفهم من مقالة الكاتب وبعض المعلّقين أنّ هناك فرق بين مرجعية ومرجعية. فمرجعية زيد قد تكون أفضل من مرجعية عبيد أو ربما العكس صحيح. كما أفهم أيضاً أنّ الكاتب وبعض المعلّقين يُفضلون الإسلام السياسي على المجتمع المدني! ولكن ألا يتفق معي الكاتب والمعلّقين الأفاضل أنّ الدين مُقدّس والسياسة مُدنّسة؟ وإذا كان الأمر كذلك فكيف يُمكن خلط حجر السياسة مع بيضة الدين؟! لقد إنشغلنا يوماً بالمدّ القومي وصفّقنا للآيديولوجيات (حزب البعث، الحزب الشيوعي وغيرها) والآن جاء دور النظام الثيوقراطي (حكم رجال الدين) الذي عاث هو الآخر في الأرض فساداً ومزّق نسيج مجتمعنا شرّ تمزيق وقتلنا وشرّدنا وهجّرنا وسرق خيراتنا.. ألا ترون، يا سادة يا كرام، أنّ الأوان قد آنَ لحكم ((مدني)) يتساوى فيه الجميع.. حكمٌ لا فرق فيه بين عربي وعجمي إلا في العمل والمواطنة الصالحة؟ إذا جاء الجواب بـ نعم، فنحنُ إذاً بحاجةٍ إلى ثورة. والثورة تعني التغيير.. وما ينبغي تغييره هو واقعنا الفاسد. أشكركم على قراءة تعليقي.
14 - الى \" ن ف \" تحية طيبة
د. علي العامري - 2015-02-11 22:26:14
الى صاحب التعليق المعنون بــ ( الى من يهمه الامر ) \" ن ف \" .... نحن ندعوا الى المدنية والحكم العادل وعدم التفريق بين الناس على اي حساب او اساس واما ما ذكرناه من كلام عن مرجعية السيد الصرخي الحسني واشاراتها فهذا لا يعني اننا نريد الحكم الديني او الاسلام السياسي كما سميته وانما ذكرناه لانه شخص مواطن الضعف ووضع يده على الجرح كما يقال وممكن ان يستفاد هذا السياسي او ذاك من هكذا كلام يصدر من شخص فاهم ومردك لمجريات الاحداث وهذا ليس بالامر المعيب ... وان كان الاسلام السياسي يحقق طموح الناس بكل اطيافهم فلماذا لا نأخذ به وان كانت المدنية تخدم الانسان فلماذا لا نريدها ؟؟ نحن نبحث عما هو يخدم الانسان تحت اي مسما سواء كان مدنية او اسلام سياسي او اي اسم اخر الشيء المهم هو العدل والانصاف والمساواة وخدمة الانسانية بكل اطيافها