في الردّ على من يزعم بالوثنية في الإسلام
على الرغم من إقحام التحريف والتبديل للوثنية في الديانتين اليهودية والنصرانية . وحيث تكرست هذه الوثنية في الديانة المسيحية على نحو خاص عقب مؤتمر قونية الشهير الذي دعا إليه الإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين تأثرا بإمه هيلانة التي إعتنقت النصرانية ؛ فإنه وفي البداية يجب التوضيح أن الديانات السماوية التوراة والنصرانية لم تدع في الأصل إلى الوثنية ، بل أنزلت تعاليمها وهديها على موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما السلام تدعو إلى الوحدانية وعبادة الله الواحد الأحد . ولكن وبعد فترة وبسبب التدخلات السياسية والأطماع الذاتية وإنحراف بعض الأحبار والرهبان طال هذه الكتب السماوية (الإنجيل والتوراة) التحريف والتزوير وفق اِلأهواء فقالت اليهود عزير إبن الله وقالت الطائفة الأكبر والأشهر (الكاثوليكية) من النصرانية بالثالوث (الأب / الإبن / الروح القدس) ورفعوا الخشبة وزعموا أن المصلوب هو المسيح عيسى إبن مريم وجعلوه إبن الله والعياذ بالله كبرت كلمة تخرج من أفواههم ..... وما بين هذا وذاك ومحاكم تفتيشهم وحروبهم الدينية فيما بينهم تشظت طوائفهم ومناهجهم وبات لا يعرف بين المئات منها من هو الإله ومن هو الرب ومن هو الروح ومن هو الإبن أو القديس والشيطان حتى.
وثن من نسج الخيال .... وما صلبوه ولكن شبـّـه لهم
أما الإسلام فقد جاء على المحجة البيضاء وكان ولا يزال واضحا جليا لا لبس فيه . ولا يزال القرآن حيا في الصدور ومتوافرا في مصحفه دون أن تفلح المحاولات المستميتة في تزويره أو تحريفه . بل ولم يستطع أحد تغيير حرف فيه. وبالتالي فليس من الإنصاف مقارنته بغيره من التوراة والإنجيل الذين تم تحريفهما .....
إن من أكبر الأخطاء أن يقول قائل: (فالاله بدل ان يكون هو المفكر والمرشد يصبح المعبود) .... لأنه هنا سواء أكان يعلم أو لا يعلم يزعم أن الإله هو مخلوق مثل غيره من المخلوقات حين ألصق به صفة (المفكر) .... وهذه ليست من صفات خالق الوجود (الله الواحد الأحد) بذاته والذي ليس كمثله شيء . والذي هو عـز وعلا عالم وقادر وله الكمال بذاته وصفاته .
ومن ثم فلا يجوز أن نصفه بأنه (مفكر) .. كما لا ينبغي أن نستنكر عبادة المخلوقات له ، لأنه حري بأن يعبد وما خلق الله الإنس والجن إلا ليعبدوه . وكل المخلوقات بما فيها الجماد تسبح لله وتعبده وتسلم له بالألوهية عن رضا أو عكس ذلك .. ومن يزعم أنه لا يسلم لله الخالق بالعبودية فليقرر أن لا يمرض ولا يغضب ولا يجوع ولا يظمأ ولا يموت ولا ينام ولا يتقدم به العمر ، ولايذهب إلى الحمام ولا تتغير رائحته إن لم يغتسل .. وهلم جرا من صفات المخلوق الذي يتبجح بلسانه وتخذله طبيعته التي لا يستطيع تغييرها.
ربما كان الإمبراطور قسطنطين ، وبوذا من المفكرين ثم الفيلسوف والمفكر اللاهوتي أوغسطين ثم كارل ماركس كذلك على سبيل المثال لا الحصر . أما الله عز وجل فهو خالق الوجود وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون..... وكل ما حاك ببالك فهو عكس ذلك لأنه عز وعلا لا تحيط به الأبصار ولا تدرك كنهه العقول ولا تلمسه أو تتصوره الحواس البشرية البسيطة بطبيعة خلقه لها قياسا بقدرته عز وعلا.....
وإذا كانت الحواس البشرية العادية لا تدرك الملائكة النورانية أو الأبالسة النارية وهي من المخلوقات فكيف بالك بإدراكها لخالق الوجود؟
مسلمين يؤدون الصلاة خارج باحة المسجد الحرام بسبب الزحام ... كل الأرض جعلت للمسلمين مساجد
وطالما كان الأمر كذلك وحيث كان الإنسان في حالة بحث فطري دائم عن الخالق فقد من الله عليه بأن جعل له بيتان في الأرض يحج إليهما ويطوف يهما طواف تقديس للخالق وليس تقديس للبناء .
وهذان البيتان هما بيت الله الحرام الذي بمكة (الكعبة) وكذلك بيت المقدس الذي بناه يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام بعد بناء جده إبراهيم عليه السلام للكعبة بأربعين سنة . وحيث تجدر الإشارة إلى أن الكعبة كان قد قام آدم عليه السلام ببنائها ليطوف بها كما تطوف الملائكة في السماء بالبيت المعمور ، وكي عبد فيها ربه بعد هبوطه من الجنة. .... ولكن الفرق بين هذين البيتين المقدسين وبين بقية الأمكنة الأخرى في الأرض مثل الفاتيكان ومعابد بوذا والمعبد الذهبي في الهند والصين وكوريا وتايلاند هو أنها نتاج قناعات بشرية محضة دون أن يأمر الله عز وجل ببنائها أو ممارسة العبادة فيها والحج إليها . بل وقد بنيت على أركان الضلال والتيه لما وضعوا ونصبوا داخلها وحولها وفوقها وعلى باحاتها من أوثان وأصنام بشرية وحيوانية وطيور ...
إذن الفرق الأول والميزة الأجل هو أن الله عز وجل هو الذي أمر ببناء الكعبة المشرفة وكذلك بيت المقدس وحدد لمن إختارهم من رسله المكانين بكل دقة وليس إعتباطا .
كما حدد الله عز وجل الكيفية التي يعبد بها والزمان الذي يحج إلى بيته فيه ...
والفرق الثاني وهو الأهم أن الكعبة المشرفة والمسجد الأقصى يعبد فيها الله عز وجل دون حاجة إلى توسيط أصنام أو أوثان بين العبد وربه على العكس من بقية الدور التي إختلق بنائها أناس عاديون لأغراض بعيدة كل البعد عن العبادة الخالصة لوجه الله تعالى .....
هنا تمارس الوثنية حيث السجود لأجلها وليس لله
في الجاهلية والكفر والضلال البوذي اليهودي والمسيحي يجعلون بين العبد وخالقه واسطة عبارة عن اصنام وأوثان وأحبار ورهبان وكهنة .... وكانوا ولا يزالون يدعون الحق الإلهي . وقبيل عقود خلت جعلوا من الملوك والأباطرة والأمراء أنصاف آلهة وظلال الله في الأرض لا لشيء سوى إستغلال سلطة هؤلاء والقوة والنفوذ لتصفية الحسابات فيما بينهم وتنصيب محاكم التفتيش لمحاكمة وتعذيب وحرق من يصفونهم بالمارقين والزنادقة وعبدة الشياطين من أتباعهم ورهبانهم الذين يختلفون معهم في الراي.
من جهة أخرى فإن الإسلام لا يعطي قدسية لمكان دون آخر فيما يتعلق بأداء الصلوات . فكل أرض الله مساجد ما عدا أماكن القاذورات ومعاطن الإبل وغيرها من النجاسات ....
ولو كان في الإسلام وثنية لكان قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجده أحق بممارسة هذه الوثنية وإطلاق العنان لتصويره وتدبير طقوس عبادته .. ولكن الإسلام والمسلمين كانوا ولا يزالون الأبعد عن الوثنية حين يصفونه صلى الله عليه وسلم بالمخلوق البشري المصطفى المعصوم حبيب الله وخاتم الرسل والأنبياء.
هذا التمثال المتفرس في النهر مهمته حماية الصيادين والملاحة فيه ... والمردود معروف بالطبع وهو دفع الصيادين وربانة المراكب أتاوة وقرابين ونذور للكهنة والسدنة نظير خدمات هذا الوثن المهمة
أما والقول أن المسلمين يفعلون مثل الوثنيين عند إكتشاف أحدهم وجود إسم الله على تفاحة أو ورقة أشجار فالقائل بهذا يظلم الأمة حين يأخذ بالشاذ ويضرب صفحا عن رصد التوجه الجمعي لعموم المسلمين وخاصة علمائهم الذين لم نسمع بأحد منهم وقد إستغل ذلك ليختلق منها مذهبا يشذ به عن الجماعة طمعا في مكاسب الدنيا الفانية... وحتى لو وجد من يقدم مصلحته على دينه ؛ فإن تماسك الأمة الإسلامية وعلى رأسهم علماءها يجعل من المستحيل أن يغري سامري آخر بعض مسلمين لعبادة عجل أو توصي هيلانة أخرى بمنع تعدد الزوجات وبتجسيم شبيه مصلوب فوق خشبة على هيئة صليب توطئة لعبادته إلى جوار الله الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء. أو يساوم قسطنطين آخر على الصلاة تجاه المشرق وتحليل أكل لحم الخنزير إرضاءاً للحاشية الرومانية الوثنية في بلاط ملكه.
إن الزائر لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجد فيه بالطبع صورا وتماثيل . والحاج والمعتمر لبيت الله الحرام لا يجد وسطه أو حول الكعبة المشرفة أصناما وأوثان وملاهي كما كان الحال في الجاهلية أو كما هو الحال في بقية الديانات الأخرى السماوية المحرفة والأرضية في كافة القارات ...
وهنا بيت القصيد في بعض ما كتبت ذلك أن الغير من دون المسلمين قد إتخذوا قبور بعض البشر وحتى مدافن الحيوانات والمخلوقات المشوهة خلقيا دورا للعبادة تجبى إليها الصدقات ويحج إليها الأتباع ونصبوا داخلها الأصنام والأوثان بما يجعل العبادة في هذه الحالة غير خالصة مخلصة لوجه الله تعالى .... وحين تسألهم عن الله يقولون لك نؤمن بوجود الله ولكن هذه الأصنام والأوثان التي نضع أمامها القرابين والبخور والنذور ونسجد لها ونرتل في مواجهتها الصلوات إنما تقربنا لله زلفى وهي واسطة بيننا وبين الخالق .......
تمثال بوذا في الصين
سبحان الله !! وهل يحتاج المخلوق إلى واسطة بينه وبين خالفه ؟؟ وأية واسطة هذه التي يصنعها المخلوق نفسه وبيديه أو بالماكينة من البرونز والأخشاب والفخار ثم ينقلب إليها ليعبدها ... بل أيهما حري بأن يتبع الآخر ؟ الصانع أم المصنوع ؟ المتحرك الناطق المفكر أم الجامد الأبكم الأصم الأبله عديم العقل ؟
كيف يمكن لعقل صاف أن يقارن بين هذه الضلالات وبين الدين الإسلامي الواضح المتسم بشفافية الكمال بين دفتي المصحف الشريف؟
من طقوس عبادة الشيطان التي أفرزتها العلمانية الضالة
الحمد لله الذي أمر خليله عليه السلام بإقامة قواعد البيت لنطوف حوله بدلا من أن نطوف حول أنفسنا وملذاتنا الدنيوية البيولوجية كما يفعل أتباع الضلال وأذناب الوثنية من الملحدين والعلمانيين ......
والحمد لله أن الكعبة المشرفة وبيوت الله المعدة للصلاة في كافة أنحاء العالم على نهج الإسلام كانت ولا تزال طاهرة مطهرة للعاكفين والركع والسجود . ولم نسمع في يوم من الأيام أن جماعات أو طوائف أو فئات إسلامية قد جعلت من المساجد الإسلامية أمكنة لتقديم النبيذ وإسطبلات لخيول المسافرين وصالات رقص وحجرات لممارسة الدعارة على سبيل الموانسة وملء جيوب القائمين عليها بالأموال مثلما كان يفعل أهل الضلال والمغضوب عليهم من النصارى واليهود عبر العصورفي الأديرة والمعابد. وحيث باتت العديد منها حاليا وتحت شعار العلمانية تفتح أبوابها لعقد القران بين المثليين جنسيا بحجة الحرية الشخصية.
التعليقات (0)