سعيد البدري مع حلول الذكرى الثانية عشرة لهجمات 11أيلول الشهيرة, التي اتهم في تنفيذها ما يعرف بتنظيم القاعدة الارهابي والذي اثبتت الاحداث اللاحقة ان اهدافها اكبر من اجتثاث هذا التنظيم وقادته والذين صوروا لسنوات على انهم شخصيات خرافية خفية تتحرك بطريقة الاشباح وطاقيات الاخفاء وطاقة عبور الزمن ضاربين عرض الحائط نظريات الامن القومي واسلاك الجيوش الشائكة وحتى نظرية اينشتاين النسبية متحدين في ذلك مخابرات وتقنيات اكبر دول العالم تطورا ونفوذا بل انهم اكدوا حسب تصوير الاعلام الشرقي والغربي لهم انهم اشخاص خارقون فوق كل الارادات والخطط وجيوش العالم المتقدم، انهم اسامة بن لادن والظواهري والملا عمر وابو دجانة وغيرهم من شخصيات كارتونية تحمل فقط وفقط اسماء اسلامية تمتهن القتل والتكفير تنفيذا لإرادات ومخططات من يأمرهم بها, وبعيدا عن لغة التشكيك ونظرية المؤامرة التي غذتها انظمة الحكم الغربي والعربي على حد سواء في نفوس الشعوب الغربية وجعلتها هذه الانظمة عصاة غليظة تضرب بها الشعوب الاسلامية الساعية لاسترداد الكرامة نجد وفي قراءة سريعة لأحداث وهجمات سبتمبر التي اشعلت فتيل الحرب على الاسلام الاصيل بمساعدة وتخطيط مخابراتي دولي وتواطؤ سعودي كبير حيث قامت الاخيرة بتربية هذا التنظيم واول من يسأل عنه الامير بندر بن سلطان رئيس جهاز المخابرات السعودية الحالي الذي كان مسؤول الارتباط المكلف من قبل امريكا مع هذا التنظيم ابان الحرب المقدسة مع الاتحاد السوفياتي الذي اجتاحت قواته افغانستان خلال العقد الثمانيني من القرن المنصرم، اقول بعيدا عن لغة ونظرية المؤامرة ماذا حدث ولماذا وكيف وهل يستطيع تنظيم متخلف امتهن القتل وبات أداة لتنفيذ مخططات الغرب ودوله ان يخترق منظومة الامن القومي الامريكي ويفعل ما يفعل في ظروف كالتي كان يعيش العالم حيث تصنف امريكا العالم على اساس المحاور, وقد كنا نرى بوضوح التصنيفات التي تطلقها حكومات البيت الابيض على مختلف الشعوب والحكومات في الشرق الاوسط وغيره من مناطق العالم حتى سمي محور بأعداء امريكا واخر بمحور الشر كما اطلق على محور السعودية مصر الاردن الذي دعم التسويات مع اسرائيل بمحور الاعتدال العربي الى غير ذلك من مسميات ونظريات كانت تسوق في العلن من قبيل صدام الحضارات والحرب الكونية وكل ذلك كان الهدف منه امرين اولهما ادامة حالة الصراع بخلق اعداء مفترضين ولاجل ذلك فالداخل الغربي الامريكي خصوصا كان بنظر قادته ومؤسسات صناعة القرار فيه يحتاج الى عدو بحجم الاتحاد السوفياتي الذي انهار وانتهى تأثيره فلم يكن الا الاسلام ومن يريد الخير للامة الاسلامية هو العدو فسارعت المؤسسة الاعلامية الضخمة ومراكز الابحاث للشروع برسم صورة العدو المفترض ووجدت في ابن لادن والقاعدة ضالتها الذي امتثل فمثلت اشرطته وصوره ومجازره واخيرا هجماته على برجي منظمة التجارة العالمية والبنتاغون المبرر لحرب هذا العدو والذي لازال تنظيمه وخطره باقيا حتى الان بفعل هذه الصناعة المحكمة لينعكس كل ذلك على واقع الاسلام ودوله وشعوبه، هذا ما يخص الداخل الغربي وشعوبه المضللة اما خارجيا فمثل حضور وتواجد شخوص هذا التنظيم في أي بلد واي علاقة سابقة لهم مدعاة لمهاجمة وتصفية أي شخص او نظام فكانت علاقة الزرقاوي باجهزة مخابرات الاردن مدعاة لضرب بعض رموزه, كما ان تواجد هذا الارهابي في العراق وانتقاله داخل الاراضي العراقية بتنسيق مع نظام صدام مثل ورقة ضغط على ذلك النظام كما ان شائعات ومعلومات مضللة تحدثت عن وجود بعض العناصر المرتبطة بهذا التنظيم في ايران مدعاة لتهديدها رغم انكارها لوجود مثل هذا التواجد في حين ان المئات منهم يتدفقون على العراق وسوريا وليبيا والجزائر واليمن وحتى الصومال لضرب استقرار هذه البلدان وكانت صور التصدي الامريكي واضحة فمرة تقول امريكا انهم اعدائها ويطاردون تواجدها مما برر الكثير من الجرائم التي حدثت في العراق, لكننا راينا ان قيادات للتنظيم كانوا محتجزين في غوانتانامو تسلموا مناصب في ليبيا ما بعد القذافي دون ممانعة امريكية.ان كل ما قيل ويقال بات مكشوفا ولعل القادم هو ضرب الضد النوعي للقاعدة ايران وحزب الله بفلول هذا التنظيم الذي اوجد اصلا لتصفية كل جهد اسلامي صادق كما نرى في عدد من دول العالم المحبة للحرية والتي تريد العيش بكرامة بعيدا عن ثقافة العنف والقتل والاجرام التي صنعها الغرب ونفذها تنظيم القاعدة العميل لأمريكا رغم ان هذا الامر صعب التصديق من قبل الكثيرين خصوصا من انطلت عليهم خدعة الخطر الاسلامي قادم ضمن مخطط تم العمل عليه اصطلح عليه بالإسلام فوبيا الذي ادخل حيز التنفيذ منذ عقدين من الزمن, فهل نرى مخططا جديدا يستهدف عالمنا بعد ان تكشفت الكثير من اكاذيب العدو الاسلامي المفترض ام ان هذه الورقة لازالت فيها بقية يمكن ان تؤدي المطلوب وتفضي لاستمرار تربع امريكا على عرش قيادة العالم المنقاد لها دون ممانعة تذكر ولسان حالها يقول شكرا للقاعدة وشكرا لأيلول الذي جاء لها بفتح هذا العالم وسيادته وقيادته.
التعليقات (0)