في الدعوة لعقد مؤتمر أصدقاء الشعوب الإيرانية

لم تمرّ على تصريحات أحد كبارالمسؤولين في الخارجية الإيرانية ،أمير حسين عبد اللهيان ، سوى ساعات وجاءت ردة فعل الحكومة البحرينية غاضبة جداً غداة انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في المنامة . وذلك بسبب اتهام الاخير للبحرين باستخدام الغازات السامة في قمعها للمتظاهرين البحرينين.
جاءت ردة فعل الحكومة البحرينية على لسان المسؤول الأول في الدبلوماسية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة. تحدث وزير الخارجية بشكل جريئ و من غير المعهود في تغريدة على صفحته الشخصية على الـ «تويتر» . حيث دعا فيها الى ضرورة انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب الإيراني لإنقاذ هذا الشعب الذي وصفه بالمظلوم ممّا يمرّبه.
إنّ تصريحات الوزير البحريني في غاية الأهمية والدقة . ولا نقاش في ضرورة انعقاد مثل هذا مؤتمر لنصرة الشعوب في إيران التي تمرّ في ظروف عصيبة بسبب تطاول النظام على حقوق مواطنية المدنية وحقهم في تقرير مصيرهم .
ولكن نستغرب من تصريحات المسؤولين الإيرانيين و نظامهم يحرم شعبه من أدنى متطلبات العيش الكريم وهو يتشدّق بحقوق الشعوب الجارة وينادي بمنحها حقوقها في التظاهر والتعبير عن الرأي .لكنه وفي وضح النهار ينتهك حقوق شعبه ويحرمهم مما يستحقون أن يكونوا فيه.
ايضاً هنالك علامة إستفهام كبيرة يجب أن توضع أمام أي مبادرة كهذه وهي أنه من يمكنه تمثيل الشعوب الإيرانية و من يحمل الشرعية اللازمة للحضور في مؤتمر أصدقاء الشعوب الإيرانية ؟ وكيف يمكن تجنّب ما حصل ويحصل للشعب السوري بسبب أزمة الشرعية و إشكالية التمثيل لدى المعارضة للنظام السوري وكيف يمكن معالجة أزمة التمثيل والشرعية معاً .؟! وهل توجد أصلاً أحزاب لديها الشرعية الكافية لتمثيل شعوبها في مؤتمر اصدقاء الشعوب الإيرانية ؟
الإجابة على هكذا سؤال صعبة للغاية حيث لا يمكن حصرها بلا أو نعم بل إنّ مهمة البحث و الإختيار الديمقراطي تصعب عند هذه النقطة . والتساؤول يظلّ مطروحاً في مؤهلات التمثيل الحقيقي و الشرعية الكافية التي تمرّ عبر قنوات ضيّقة لمن اراد تمثيل شعبه .فمن هنا وقبل الحديث عن انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعوب الإيرانية يجب مناقشة إشكالية التمثيل والبحث عن مخرج من أزمة الشرعية أولاً وإلا سنظل ندور في نفس الحلقة المفرغة.