لماذا تسارع الحكومة الأردنية ممثلة بوزارة الخارجية الى المبادرة بإبلاغ الدوائر الدبلوماسية الأمريكية عن استعدادها للتعاون في فرض عقوبات مالية وربما اقتصادية على الشقيقة سوريا في الوقت الذي يزور فيه رئيس مجلس الأعيان على رأس وفد كبير الشقيقة سوريا ويعرب لها عن وقوف الأردن معها ومع القيادة السورية ضد ما يسمى المؤامرات ضدها .
أن تحرك وزارة الخارجية بالمبادرة الى إعلان الاستعداد للتعاون مع الإدارة الأمريكية لفرض عقوبات مالية واقتصادية على سوريا لا يخدم الشعب الأردني ...ولا يخدم موقف الحكومة أمام الشعب في ظل هذا الوقت الحرج من تاريخ المنطقة وهي تقف على فوهة بركان .. يهدد الجميع .
وربما موقف الأخوة في الإخوان المسلمين وحزبهم جبهة العمل الإسلامي تسرع في الرد على الحراك في سوريا بالوقوف متظاهرين أمام السفارة السورية وهم ينادون بإسقاط النظام في سوريا ليؤلبوا الإخوان في سوريا ضد حكومتهم .. مما سيدفع بمزيد من التشنج بين الأردن وسوريا .. وربما يؤكد ما ذهبت اليه اتهاماتهم للأردن في دعم الحراك الشعبي في سوريا .
وهذا يعكس تخبط الإدارة الحكومية وعدم تنسيق المواقف بينها من جهة .. وعدم وضوح الرؤيا عند الإخوان في جبهة العمل الإسلامي .. مما سيؤثر بالتالي على العلاقات الأخوية التي تكرست عبر الزمن .. ومما يجدر ذكره أن الكثير من أبناء الشمال سيلاحظون السيارات التي تحمل اللوحة السورية .. وهي تجوب شوارع اربد بشكل لافت .. مما يدلل على نزوح أعداد لا باس بها من الحدود التي باتت شبه مغلقة .. أو مغلقة تماما ..
فما هي الفائدة المتوخاة من استعداد الخارجية الأردنية الى المبادرة بإعلان استعدادها التعاون والمشاركة في فرض عقوبات مالية واقتصادية على سوريا .. ونحن نشكل الحدود الجنوبية لسوريا .. والتي ربما ستكون منفذا للكثير من النازحين واللاجئين إذا تأزم الأمر في سوريا أكثر لا سمح الله .
ويتخوف الكثير من أبناء الشمال في الأردن المجاور لسوريا من تردي الحالة الاقتصادية في المحافظات الأقرب لسوريا ( المفرق واربد ) .. خصوصا وان اغلب التجارة والمواد التموينية هي بضائع سورية ... فالكثير من أبناء الشمال يذهبون الى الرمثا لشراء الملابس والمواد التموينية المختلفة .. وبالطبع بأسعار ( تشجيعية ) هذا ولا زال الكثير من التجار الأردنيون يعانون من تأخر وصول بضائعهم من حمص وحلب ودمشق ..من ملابس وأقمشة ومواد تموينية يعتمد أهل الشمال عليها .. حتى الخضروات والفواكه ...علما بان التجار قد دفعوا وتعاقدوا على شحنات مؤجلة .. فالأسواق شاهدة على تداول السلع السورية بكثرة ..والتي باتت رفوفها فارغة .. يشكو اصحابها من كساد وخسائر جسيمة .
وكما نعرف أن موسم الصيف على الأبواب .. والملابس ذات المنشأ السوري تلاقي إقبالا منقطع النظير في الشمال لأسباب كثيرة .. منها الجودة المقبولة .. والأسعار المعقولة .. والتصاميم الفريدة المعاصرة والمنافسة ..
وستضر بالموسم السياحي في سوريا كثيرا بسبب إغلاق الحدود ... حيث يذهب الكثير من الأردنيون الى سوريا لقضاء إجازاتهم الصيفية بسب فرق الأجور والدخل بين البلدين لمصلحة الأردن ... وارتفاع تكاليف السياحة الداخلية الأردنية ...
من مصلحة الأردن بقاء سوريا قوية .. مستقرة .. ومن مصلحة المواطن الأردني .. فلا اقل من توحيد الجهود .. والتزام الحياد ... على الرغم من حالة البرود التي تسود العلاقات بين البلدين منذ فترة زادها تأزما اتهام الحكومة السورية الأردن بدعم الثورة وإمداد بعض القبائل الأردنية للقبائل السورية في مدينة درعا الحدودية بالسلاح .
ومؤخرا قيام أهالي الرمثا بمظاهرة دعما للمتظاهرين في درعا ..
التعليقات (0)