مواضيع اليوم

في الأردن الرجال أيضا يعنسون

tahani Ruhi

2010-03-13 21:46:18

0

 

عمان- تهاني حلمي


لم تسلم الفتيات من الدراسات التي أجريت بشأن عدم زواجهن ، فتارة تبحث وسائل الاعلام في السبب وراء عنوستهن ، وتارة أخرى يتهمهن المجتمع بالعزوف والتعالي على مؤسسة الزواج ،، ولكن هل صفة العانس هي حكرا على النساء فقط ؟؟
في الأردن حيث نسبة الشباب تتعدى نصف سكان المملكة ، قامت إحدى الجمعيات الاجتماعية المرموقة بإعداد دراسة حديثة تحتاج إلى وقفة ، فالأرقام كبيرة والآثار المترتبة عليها مربكة ،، انها تشير الى"عنوسة الرجال وهذه الظاهرة لا تقل أهمية وتأثيرا من النواحي الاجتماعية والنفسية رغم تجاهل الكثيرين لهذه المسالة ربما للاعتقاد السائد بأن تأخر سن الزواج لا يمثل مشكلة قوية وبأن الشاب لا يعيبه عمره كما هي للفتاة.
لقد التقيت بالقائمين على هذا الدراسة ومجموعه من الشباب ( العزاب) للتعرف على آرائهم حول هذا الموضوع ،،،،
عادة ما تكون الدراسات هي المرجعية التي يتم اعتمادها لقياس مدى تنامي ظاهرة معينة في المجتمعات وفي تحقيقنا عن عنوسة الرجال ، لابد ان نشير إلى الدراسة الحديثة والتي صدرت عن جمعية العفاف الخيرية ، أعدها الخبير عادل بدارنة وأشار من خلالها إلى ارتفاع نسبة العزاب من الذكور من 38,3% سنة 1979 إلى %40 سنة 2004 ، ووصلت إلى %46 سنة 2008 ، في المقابل انخفضت نسبة المتزوجين من 60,3% سنة 1979 إلى %54 سنة 2004 ووصلت إلى %53 سنة ,2008
وأشارت الدراسة الى ارتفاع نسبة العزوبية في الأعمار أقل من (30) سنة بالنسبة للذكور حيث إن نسبة غير المتزوجين في فئة الأعمار 20 - 29 سنة قد ارتفعت من %53 سنة 1979 إلى 94,6% سنة ,2008
كما ارتفع متوسط سن الزواج بالنسبة للذكور من 20 سنة عام 1961 إلى 26 سنة عام 1979 ووصل إلى 29,5 سنة عام 2008 .
وبعيدا عن الأرقام وقريبا من الشباب ، فما الذي يبعد الشباب الأردني عن الزواج أو يؤخر إقدامهم على اتخاذ هذه الخطوة "حاليا ؟.

الوضع الاقتصادي
الشاب سعيد رحّال – مهندس كمبيوتر ، أكد ان هنالك عدة عوائق لعزوف الشباب عن الزواج ، اولها وأهمها الوضع الاقتصادي الذي يلعب دورا كبيرا في غض النظر أحيانا لدى الشباب والكثير من أصدقاء سعيد عن فكرة الزواج كليا. فالمهور مرتفعه ، والعادات الأردنية تحّمل الشاب جميع نفقات الزواج ، وتأتي العروس كما الضيفة الى بيتها الجديد ، ويتكبد العريس ثمن تكاليف حفلة الزواج بالكامل والمهر والذهب وتجهيز بيت الزوجية بالكامل من الألف الى الياء ، ومصاريف شهر العسل ، فيجد نفسه يبتدأ حياته الزوجية مثقلا بالديون والهموم وهي تشكل ضغوطات نفسية ، فيفضل بحسبة صغيرة أن يوفر عن نفسه عناء كل هذه التكاليف وان يقوم بعمل مشروع يحقق طموحاته وأحلامه وعائدات مادية جيدة .
ويضيف سعيد : " للأسف لقد اكتشفت ان الشباب لديهم ثقافة ضحلة عن أهمية فلسفة الزواج ، فلا أحد يبالي بتكوين أسرة ، وانجاب الأطفال ، ناهيك عن التجارب الفاشلة التي نراها ونسمع عنها من قبل الذين تزوجوا تجعل الشاب مترددا جدا في الأقدام على تلك الخطوة المكلفة ماديا ومعنويا في حال فشل الزواج ."

حرية الفتيات ،،

أما محمد الحريري ، والذي يعمل في مجال العلاقات العامة لاحدى شركات الاتصالات المرموقة ، فلا يجد ان سبب العزوف عن الزواج لدى الشباب هو سببا ماديا ، لانه يعرف الكثير من الشباب من أصدقائه (مرتاحين ماديا) بحسب قوله ورواتبهم تعتبر مرتفعه الا ان فكرة الزواج غير موجودة أصلا في بالهم ، ويعود ذلك الى الحرية الفتيات والتي ارتفع سقفها في مجتمع الأردن ، الذي يعتبر مجتمعا محافظا نوعا ما ، فأصبحت حرية الفتيات متاحة جدا .
ويقول الحريري : " أشفق على أصدقائي الذين تزوجوا ، لانهم دائمي الشكوى عن تعاسة حياتهم الزوجية ، وهناك بعض الحالات أدت الى هجر زوجاتهم وأحيانا الى الطلاق ، فلماذا علي أن أغامر واضع على نفسي ضغوطات تفوق قدرتي على التحمل في أن أضع نفسي مكان المساءلة المستمرة من الزوجة ( أين كنت؟؟) وأرى في الزواج تقييدا تاما لحريتي ، خاصة وأن ضغوطات العمل للشباب الذين يعملون في مجالنا كالعلاقات العامة هي أيضا تشكل عبء كبير لدينا . وبالنسبة لي أنا دائم الخروج بصحبة مجموعه من الأصدقاء من الجنسين جميعنا عزّاب ونتسامر ونقضي وقتا طيبا في أرتياد المقاهي والمطاعم ، وانا سعيد بحياة العزوبية."
ويعلق على ذات السبب مزين الشعر خالد الدادا ، حيث هو أكثر من يتعامل مع المرأة من خلال طبيعة عمله كصاحب صالون شعر للسيدات ، حيث باءت ارتباطاته العاطفية والخطوبة لست مرات متتالية من فتيات كان يعتقد إنهن مناسبات له للزواج – باءت بالفشل ، مما ادى الى العزوف كليا عن فكرة الزواج ، حيث يؤكد ان الفتاة تتقن فن التمثيل والتجمل في شخصيتها امام الشاب الجاد في الزواج ، وسرعان ما يكتشف امر ذلك الزيف في الشخصية من خلال مواقف معينة ومفتعلة لدى خالد لتسقط الأقنعة وينتهي المطاف بفسخ الخطوبة لست مرات .
وخالد المقتدر ماديا ، يقول بانه بات على قناعة تامة بانه اذا ما فكر يوما بالارتباط فلن يتردد في أن تكون العروس أكبر منه او مطلقة لأنها على حد تعبير خالد قد تكون صادقة أكثر من الفتيات الصغيرات واللواتي انعدمت عنده الثقة بهن للارتباط!!!

مسؤولية اجتماعية وأسرية

السيد مفيد سرحان مدير جمعية العفاف الخيرية قال: "إن من أهم أسباب تأخر سن الزواج بالنسبة للذكور هو ارتفاع تكاليف الزواج مقارنة مع متوسط الدخل لدى الشريحة العظمى من الشباب والمتمثل في ارتفاع تكاليف حفلات الزفاف والأثاث وارتفاع أسعار الذهب والعقارات والشقق السكنية والإيجارات وغيرها من متطلبات الزواج عندنا في الأردن .

وأضاف سرحان: إن العادات والتقاليد السائدة ساهمت في زيادة التكاليف حيث التقليد الأعمى للآخرين والمباهاة والتبذير الذي يرافق الكثير من الحفلات.

ومن أسباب عزوف الشباب عن الارتباط والزواج التي ذكرها سرحان الشروط والمواصفات التي يشترطها البعض في الفتاة كالتعليم والوظيفة والصفات الجمالية المتميزة.

وبسبب الظروف الاقتصادية: فإن الكثير من الشباب يبحثون عن الفتاة العاملة لتساهم في نفقات الأسرة وفي المقابل فإن الفتاة المتعلمة والعاملة تزيد من الشروط الواجب توفرها في الشاب من حيث الوظيفة والمستوى الاجتماعي.

ولهذه الأسباب فان دور الجمعية يكمن في التسهيل على الشباب المقبل على الزواج كما ان الجمعية تقوم بنشر التوعية وتثقيف المجتمع بأهمية وقدسية مؤسسة الزواج وبناء الأسرة من خلال المحاضرات والندوات والمطبوعات كما تقوم الجمعية بإجراء الدراسات التي تبين حجم ظاهرة تأخر سن الزواج وتقدم الجمعية المساعدات النقدية والعينة للمقبلين على الزواج.

وأضاف مدير جمعية العفاف الخيرية: إن مسؤولية التصدي لظاهرة تأخر سن الزواج هي مسؤولية مشتركة: فالشاب مسئول والفتاة مسئولة والأسرة كذلك والمجتمع عليه مسؤوليات وواجبات اتجاه أبنائه.
انتشار الزواج العرفي
ويبدو ان لهذه الأسباب المجتمعة التي خلصنا اليها في التحقيق يمكن ان نفسر "العنوسة" التي باتت ظاهرة تهدد المجتمع الأردني ، يمكن استنتاجها من خلال انتشار حالات الزواج العرفي نظرا لقلة التكلفة واللجوء الى طرق بديلة غير شرعية ، الا ان الإحصائيات الرسمية غير متوفرة عن حالات الزواج العرفي لانها غير موثقة ، الا وسائل الإعلام والجمعيات ذات العلاقة تناولت الموضوع كثيرا ، نظرا لانتشاره بين طلبة الجامعات.
وبقي أن نقول ، بعيدا عن الأسباب والدراسات ، فان الزواج كان ولا يزال نظاما اجتماعيا يكفل وجود علاقة دائمة بين الرجل والمرأة، و يعتبر حافظ ومعين للإنسان من الانحرافات الجنسية والأخطاء وعبارة عن حصن وقلعة محكمة لحفظ العفة والعصمة في الإنسان زواج هو أصل استمرار الخلق والذرية .
ثم ان إنجاب الأبناء، وتربتهم وتعليمهم هي من أهم فوائد الزواج ، فهل اهتزت حقيقة وفلسفة الزواج في أذهان الشباب الى هذا الحد ؟؟ وهل غاب دور الوالدين في إقناع أبنائهم بالزواج ؟؟؟ وهل سنستمر في عاداتنا الباذخة للتجهيز للزواج ؟؟ اسئلة قديمة ومتجددة مع تجدد الدراسات لتحرك المياه الراكدة حول هذا الموضوع من جديد .....




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !