مواضيع اليوم

في احتكارالإيرانيين للقضية الفلسطينية

خالد الأحوازي

2014-08-04 18:59:38

0

التيار اليميني داخل النظام الإيراني والمتمثل بجنرالات الحرس الثوري وقادة الأحزاب الدينية المتطرفة في إيران إضافة الى المؤسسات التابعة للمرشد الإيراني "علي خامنئي" يعملون على احتكار القضية الفلسطينية بسبب الأهمية البالغة التي تمتلكهاهذه القضية لدى الجماهير العربية والإسلامية. لذلك فإنها تمثّل للنظام فرصة حيوية لكي يطرح نفسه للعالمين العربي والإسلامي على أنه المنقذ والمخلص للشعوب العربية والإسلامية وأنه يمسك بزعامة هذا العالم دون تنافس من أحد.ولإنّ فكّ رموزعلاقة النظام بالفصائل الفلسطينية المسلحة تأتي عبر معرفة العلاقة بين قيام النظام وهذه القضية لذلك يحرص النظام على نهجه الإحتكاري لدوافع ثورية أعلن عنها منذ نشأة ثورته في إيران والمتمثلة بالدفاع عن المظلوم ومساندته.

احتكار3

احتكار القضية الفلسطينية من قبل النظام في إيران لا يقتصر على منافسة الإيرانيين للدول العربية والإسلامية التي ينظر لها على أنها تنوي خطف هذا الدور أو لعب دور مهم في الصراع العربي الإسرائيلي.فالصراع السياسي بين كل من إيران و دول طامحة لزعامة العالم الإسلامي مثل تركيا والسعودية ليست خافية على أحد. بل إنّ الإحتكار الإيراني يتجاوز ذلك بكثير.حيث يعمل النظام على ممارسة احتكار في الداخل الإيراني بالتزامن مع الإحتكار الخارجي للقضية. ويظهر ذلك بكل تجلياته بصورة نمطية عندما تفرض الرقابة والتعتيم الإعلامي على كل صوت يعتبر نشازاً أو يغرّد خارج سرب الماكنة الإعلامية الإيرانية في القضايا معينة.

احتكار 22

الإعلام الإيراني يسعى الى التسويق لمرشده "علي خامنئي" على أنه الشخصية الوحيدة التي تسعى الى تبني القضية الفلسطينية وبقية القضايا الإسلامية. حيث تجد أطروحات خامنئي في السوق الإعلامية الإيرانية الداخلية والموجهة ، على أنها الحل الأمثل وبقة الأطروحات التي تطرح من قبل أفراد أو حكومات تصوّر على أنها عديمة الجدوى. هذا الإحتكار الذي يمارسه التيار المندفع للمرشد يفرض رقابة على الأصوات المعتدلة في النظام مثل أصوات "روحاني" و"رفسنجاني"أو زعماء الإصلاح مثل "خاتمي" و"جبهة التيار الإصلاحي" التي تسعى لتغيير الصورة النمطية التي يمثلها النظام و العمل خارج إطر الإحتكار على القضايا الإقليمية التي يتبناها نظام طهران وهذا الأمر يلقى رود فعل غاضبة وأحياناً عنيفة من قبل النظام لأنها لا تتماشى مع مبادئ ثورته وأطروحات قادته.

احتكار 11

ولكي تعود إيران الى المحيط العربي والإسلامي بصورة مقبولة للجماهير المسلمة والعربية يجب على القائمين على مشروع الإحتكار الإيراني لقضايا العرب والمسلمين أن يدركوا بأنّ زمن الإحتكار قد ولّى دون رجعة فعليهم أن ينصتوا لصوت العقل والإعتدال المطروح من قبل الزعماء الإيرانيين المعتدلين والإصلاحيين لكي تعود إيران للعب دور إيجابي في حل القضايا لا تعقيدها والعمل بصورة متكافئة ومتضافرة مع بقية الدول المعتدلة لمعالجة القضايا بعيداً عن الإنفعال أو العنف و حتى مظاهر الإحتكار.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات