مواضيع اليوم

في أية بورصة أو سوق نحن؟؟؟؟

mariam al sayegh

2009-09-13 21:38:10

0

أنا المسمى جلوف أقول لك أخي مسافر لقد دخل علينا شهر رمضان المبارك بالصحة و العافية.

استعدادات متواترة للمزيد من الاستهلاك .معاني اسلامية مبتدعة من كل من هب و ب.الكل يفتي و الكل يناقش في الدين و في منافع الصيام .من عادتي حسب قناعات شخصية أنني لا أتزاحم معهم في المساجد للصلاة و أنا مستعد لأتنازل عن بعض حسناتي لأتجنب مضايقاتهم.اذا قلت لأحد عرضا بأنني لا أصلي في المساجد أندم أشد الندم.انه يحاججني أشد المحاججة و للأسف فلو عرف سيجنبني هذا الهراء البغيض.

أخي جلوف.؟

أقول لك بأن العيش في هذه الوضعية يشبه العيش في الغابة و الفرق بينهما أن العيش في الغابة هو حرب معلنة أما في مجتمعنا فهو نفاق غير معلن…

صديق أو فلان يشنف أسماعك بنفحات الاسلام و حالا تكون أنت أول ضحايا مكره و فساده .

ذهبت الى السوق لشراء بعض الاحتياجات .كنت لابسا ضراعية و كان الجيب منتفخا بالمفاتيح .لم يكن الزحام كما العادة .نظرات بعض الباعة أثارت ريبتي .لم يجرؤ احد على أن يشرح لي الأمر .كانت جماعة من الشبان متحلقين حول عربة شبه فارغة يتظاهرون بالبيع.جاء أحدهم و زاحمني من الأمام و جاء آخر من الخلف اضطر الى الانحناء و تفقد ما في الجيب.ربما لم يتمكن فعاود الكرة مرات عدة ثم تكلف بالأمر آخران .كانوا يزاولون مهامهم بكل طلاقة.

أخي جلوف فلتعلم أن هؤلاء الشبان لا يتجاوز أكبرهم سنا العشرين خريفا و كانت وجوههم كلها مشروطية الشكل .لو كانت عندنا صناعة سينمائية لاستغل هؤلاء الشبان سينمائيا بعد أن استغلوا سياسيا و انتخابيا.أتصورهم أبطالا لفيلم مانياكوب ذلك الشرطي الرهيب.

أخي جلوف .يجب أن تعلم بأن أحد أفراد القوات المساعدة المرابضة لاستبباب الأمن قال لأحدهم بعد أن انتفضت في وجهه امرأة / اعمل دون ضجيج و الا سأضطر لطردك من هنا ؟

اننا نسرق من الضحايا مثلنا كما من السياسيين الانتهازيين و المنخبين الجماعيين و البرمائيين..

يا جلوف ؟اننا في غابة لا نفوز الا بما التهمت معدتنا من فتات ..قبل آذان العشاء يخرج الناس بلبداتهم متوجهين الى المساجد التي يؤم بها شيوخ مقرؤون أجلاء .عندما تشاهد جحافل الناس تظن بأن بلاد العربان بخير و لكن العكس هو الواقع.اعلم بأن هؤلاء هم الذين تشتكي منهم و لا تهمك مظاهرهم.؛فيهم المرتشون و الكذابون و المنافقون و المجرمون..فيهم من لا تعرف الرحمة الى قلبه طريق…

اعلم أن الأخلاق مفردات تخص المقام فقط و عندما تحيد عن مقامها و مقالها فحدث و لا حرج؛لا أجد أحسن وصف لهذه الحالة أحسن من كلام عبد الرحمان المجدوب الذي يقول/ السن كيضحك للسن و القلب فيه الخديعة….

أنا أظن عند نفسي بأنني متدين بمقياس مقبول أو مقبول جدا و لكن المنافقين يجادلونك على أساس أنك مخطيء.في هذه الحالة و حسب هذه العقلية فأنت و أنا معرضان للانتقاد الأجوف حتى لو لامسنا الكمال بتديننا و أخلاقنا..

اعلم بأنه في رمضان المبارك يكثر فلاسفة الدين.و يشرع حتى المجرمون في النقاش و التقويم..هذا يوحي بأن الدين عندنا يخضع للمناسبات فقط..من خلال الملاحظة أرى بأننا انسان العربان متعصب الى أقصى درجة و هو مستعد لسحق الآخر من الخريطة.و اعلم بأننا في الهاوية..

يا جلوف أحيطك علما بأن جرأة بني العربان تستفحل فقط بين الأفراد العاديين أما حالتها ازاء أكابر القوم و القواد فانها تنقلب عبادة.

يا جلوف ألا يقولون بأن العبادة لله وحده فلماذا يعبدون الملوك و الرؤساء؟أليس هذا قمة النفاق؟

اني أجلس في المقهى مع الأصدقاء و العلاقة بيننا هي علاقة مصغرة لعلاقة الأمير و الرعية؛علاقاتنا مبنية على الوصولية و التملق.المتخلق مغفل حسب العرف و الداهية الذي يشبه شفرة الحلاقة يعتبر واقعيا…

اعلم بأنني في العمل أصنف نفسي على أنني قادم من عالم الخرافة؛فأنا غير محين اجتماعيا و أجد نفسي تائها و بليدا لمجرد أنني لا أساير الرشوة و الزبونية و عبادة المسؤول..و اعلم بأن هذه الحالة الشاردة لا تعني بأنني على وفاق مع المواطن..

انهم يقولون بأن الحاجة التي لا تباع و لا تشترى فهي حرام فتخيل اذن في أية بورصة أو سوق نحن؟

ان أكبر ميسور حينما تتملكه ملكة التصدق فانه يتصدق على البؤساء بخبزة و التي تبدو لي اهانة و ليست صدقة..ان هذا يسمى في المجتمع بالطنز..

في هذا الشهر المبارك دأبت العادة على تفريق التمر على المصلين عند آدان صلاة المغرب و الحقيقة أن النفاق هو أم الاختراع.فلم لا يتصدق كل واحد على المجتمع بحسن أخلاقه لا غير لنحصل على مجتمع اسلامي بحق؟

يا جلوف؟عند كل صلاة ألاحظ بأن التقوى هي سمة ظاهرة لكل من هب و دب .و من ضمن هؤلاء المصلين من لازالت أنيابه مضمخة بدماء همزة و ما أدراك ما همزة.

انه رمضان و عندما أكون في الشارع أعاين صورة مكبرة للقنوات الماجنة و قنوات الجنس؛الفتيات و المسنات و غيرهن شبه عاريات و أقربهن الى الحشمة مخضرمة ترتدي حجابا على الوجه و من الأسفل فحدث و لا حرج .و أزيدك علما بأن رجالا و شبانا مفتولي الشخصية يقتاتون مما يدره عليهم فساد الحريم..و اعلم بأن الفساد أو التحرر كما يوصف هو في طريقه ليصبح حداثة و تحررا.و اعلم بأن الانسان المتخلق أصبح مشبوها بين عشيرته و بني قومه..

اعلم بأننا نكذب على أنفسنا لما ندعي التاريخ الغابر و الأوسط و الحديث و اعلم أن المجتمعات العربية تعكس أهواء قوادها؛فهي تئن لمجرد أن القائد مكسر الخاطر و تفرح بالرغم عنها لمجرد أن القائد في حالة من الأدرينالين السلطوي………

و للحديث بقية يا مسافر

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !