أسابيع قليلة أدار بها الدكتور نبيل العربي الدبلوماسية المصرية، فحقق قفزة نوعية في السياسة الخارجية المصرية والتي أعادت لمصر دورها المحوري في المنطقة، لتعود دولة مركز ذات ثقل جيو سياسي.
وانطلاقاً من هذا النجاح الباهر لشخص الدكتور العربي، والذي استمده من ربيع الثورات العربية، ومن رائحة دماء شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومن الثقة العربية الأصيلة التي منحت للدكتور نبيل العربي بأن يتولى رئاسة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، خلفاً للدكتور عمرو موسى، فإن أعين أمتنا العربية والاسلامية بدأت تتجه نحو هذا المنصب الجديد، وكلها أمل بأن ينجح الدكتور العربي في ادارة الجامعة العربية لتكون عنواناً للوحدة العربية والعمل المشترك، وهنا أضع على أجندة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بعض المقترحات التي تعبّر عن نبض الشباب العربي الثائر:
أولاً: أن تجعل من الجامعة العربية اطاراً جامعاً للدول العربية وهذا يتطلب ما يلي:
1-العمل على وحدة الاتحادات العربية الأخرى، مثل مجلس التعاون الخليجي، واتحاد المغرب العربي، مع الاستفادة من التجارب الثمينة لكلا الاتحادين وأخص بالذكر تجربة مجلس التعاون الخليجي في مجالات الدفاع المشترك، وحركة الأفراد والبضائع والسوق المشتركة وغيرها.
2-العمل على اعادة دراسة ميثاق جامعة الدول العربية بما يضمن الزامية قراراتها ومحورية دورها، وتأثيرها في المشهدين الاقليمي والدولي.
3- وضع أسس الوحدة العربية والعمل العربي المشترك سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فجامعة الدول العربية تمثل زخم جيوسياسي وجيو استراتيجي واقتصادي وبشري وحضاري وثقافي لو استثمر صحيحاً، سيصبح العرب في صدراة الأمم.
ثانياً: استثمار دور الجاليات العربية المنتشرة في شتى أنحاء المعمورة، من خلال:
1-أن تستحدث الجامعة العربية جسماً ادارياً جديداً يختص في شؤون الجاليات المقيمة خارج الوطن العربي، ويتكون هذا الجسم من 22 دبلوماسياً ويرأسهم الأمين العام، ومن مهامهم تشكيل لوبيات عربية تؤثر في القرار الدولي بما يخدم المصالح القومية العربية، ويشرف هذا الجسم على مؤتمرات سنوية عامة في الدول ذات التأثير الدولي، ويتم ذلك عبر التواصل مع السفارات العربية في العالم من أجل دعم القضايا العربية وعلى رأس تلك القضايا النزاع العربي الاسرائيلي.
2-أن تقوم الجامعة العربية باعادة قراءة التاريخ، وخصوصاً تاريخ الحركة الصهيونية والذي يقوم على أساس تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي، وكتابة الرواية التاريخية الحقيقية فيما يتعلق بالحق التاريخي في فلسطين ونشرها بكل اللغات، وعبر كل المواقع والصحف العالمية، وسيكون للجاليات دور هام في نشر الحقائق.
3-تشكيل صندوق عربي تساهم به كل الدول والشركات ورجالات الاعمال وغير ذلك لدعم انشاء ماكينات اعلامية في الدول ذات الثقل السياسي، لتفوق في عملها ما يقوم به اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية.
ثانياً: التعليم والصناعة والزراعة والبحث العلمي
أتمنى على الدكتور نبيل العربي دعم التعليم بكل مكوناته وأشكاله والاهتمام بالعلماء ودعم مشاريع البحث العلمي التي تخدم المصالح القومية العربية، وتخلصنا من التبعية للغرب، فإن نجحنا في صناعة السيارة والطائرة والجوال والشرائح الذكية فإن المستقبل لأمتنا العربية، ومن الممكن أن يتم ذلك من خلال:
1-توفير جوائز وحوافز قيمة لأفضل بحث علمي يخدم الدول العربية والاقتصاد العربي.
2-دعم المشاريع الزراعية للشباب بما يحقق الأمن الغذائي العربي.
3-وقف كل اشكال نهب الثروات العربية سواء من خلال محاربة الفساد، أو تصدير مشتقات النفط بأسعار زهيدة.
وأخيراً وليس آخراً، نحيطك علماً سعادة الأمين العام بأن ما قبل ربيع الثورات العربية ليس كما بعده، فالشعوب العربية تقف وراء التغيير الايجابي، وأنت تستمد شرعيتك من رحم تلك الشعوب ولا يستطيع أحد أن يقف في وجه خطواتك المعلنة، لأن الجماهير لن تقف مكتوفة الأيدى، فسر على بركة الله، وخطوات كهذه ستجد دعماً من الدول الاسلامية ومن أحرار العالم....
كاتب فلسطيني
التعليقات (0)