مواضيع اليوم

فيما بيني و بين النص قول في الكتابة سعيف علي الظريف

سعيف علي

2009-07-31 13:58:57

0

فيما بيني و بين النص

قول في الكتابة

سعيف علي الظريف

 

     كثيرا ما كنت أصطلي بحرقه الكتابة. كالجسد المسفوح الذي ينتظر لفافات الطبيب ليضمد جروحا ‏ غائرة بعيده. كنت أحاول لسنوات أن أعود إلى الكتابة بعد أن أخذ ني الشغل إلى الهموم اليومية المتراكمة والالتزامات التي لم تكن تنتهي حتى رمتني أرضا ولكم كنت أعرف إنها ستطرحني أرضا. كانت الاختلاجات النفسية تفعل فيا فعلا رهيبا، كانت تعقد كل غريب الشعور، وتصطفي كلاما معقودا ‏مركبا، نائيا عن الكلام ونائيا عن الفهم أحيانا فكنت اضطر للكتابة ملقيا الكلام على عواهنه حتى يتسنى لي الرجوع إليه حينا آخر لأعيده إلى الحياة. وكان هذا الأمر يشاكل الغرق بقدر ما يشاكل السباحة و يشاكل الحقيقه بقدر ما يشاكل الوهم و يشاكل مكوثك أرضا بقدر ما يشاكل طيرانك و يشاكل وقوفك بقدر ما يشاكل سقوطك.‏

     ان تبدع كان يعني دائما أن تطارح و تقارع امتدادك الفيزيائي في الفضاء و بين عالم الحلم الذي هو كتابة هنا و أن تهادن و تراوغ العالم المحيط أو أن تطب منه الصفح على عالم الغياب الذي تنغمس فيه لحين و تعود فيه لنفسك و كان هذا الأمر يطالبني بالمثابرة و المجاهدة و تحمل نظرات العتاب و ما أكثرها و أن أنازع نفسي في علياءها حتى تعود إلى وحيها مثل صدفة ممهورة بالذهب .  كذا أنا ممعن في الصلا ة و ممعن في التيه والبحث والحفر. لا أقلم أظافري إلا لماما، ولا أقص شعري إلا قليلا ولا تمشطني أمي، وقد نسيت أني مازلت بحق طفلا اخرق ‏كثير السفه و كثير الغلط .

    يتمتدد الكلام على الصفحات مثلما تتمدد حبيبة على فراش ويتمدد الحب على الصفحات كما تتمدد على الخد قبلة ومثلماينام العاشق. فالكتابة حب والحب تيه وإغواء ونقيصة الحب شعر والشعر إغواء ومناسبة فرح وترح فى آن.

        كنت  أريد بحق أن أحكم كل تك الخيول البيض التي ترتع في خضرة المعنى وتجعلها كما يجعلها مدرب  السر ك تسير على تلك المساحة فى انتضام حلو ورتابة قوية، لا تهتز بعاصفة كحافر يطأ اليبس، و يطأ أيضا اللين لكنه يتقدم على نغم السياط وقد تكون الإرادة نورا بين عالم الكلمة الشعرية و عالم الكلمة التى تنطقها سلالة النثر ولكنى حتى هذه اللحظة.وهذا اعتراف لا أستطيع تبيينها أو البحث عنها. فحتى هذه اللحظة  ما أزال منخرطا في الشعر ومتعة المجاز. لا يزال يأسرني إليه... جمعا... جمعا.

كيف تمضي بعيدا بنفسك وبآلائك و كيف تمضي بعيدا عنك وبعيدا عني وبعيدا عن بوارق السحب، وكيف تمتص الصاعقة إذا لم تكن قادرا على استيعاب الشحنة التي تستبد بك وتجعلك أسيرا فارغ الفاه مترصدا بغير النزول من الشعر و حتى النثر.

   إلا أن النثر صنو الشعر ممارسة محرمة و اشتغال بالحب و العشق و البدعة و الحلم و الإحلام، و بارتكاب الحياة. و هو إذ يكون كتابة يكون نصا و إذ يكون نصا يكون جسدا يخضع عند الولادة للمشرط وللا داة و هذه محنته الأزلية و محنة كل كتابة مبدعة قريبة ‏ من الحلم و منغمسة في الانفصام و الازدواج و الارتواز وكذا. متعة و متعة و لحظات عذاب متمتع في. اللذة. هو لحظات من السحر و أصوات من مزمار داود وقوة سليمان

‏ يقول الهمس احيانا أنت كما أنت ظا لع في أسمائك و متجذر داخلها، و متأجج في أنانيتك، و وحدتك وعزلتك و ليس هذا غير بعض الحقيقة التي لا ترضى أن تعقدها في صوتك و لا ترضى أن تفسح لها سماء غير السماء التي تؤويني و تؤويك .تمتطي السماوات السبع لان سماء واحدة لا تكفيك و كذا يكون النثر مثل الشعر و القص مثل القصيدة و كذا تعود لتغني ألمك بكلمات ليست إلا مجازا كالشعر ينتصر فيها لأنه لمعانها و كذا الكتابة كل الكتابة .

سعيف علي الظريف

saifdrif@gmail.com

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !