فيلم 2012 وتصريحات مخرجة
الإستفزازية للمسلمين
مخرج الكوارث رونالد إيميريتش
فيلم 2012 الذي بدأ عرضه في دور السينما ووزعت أسطوانات ألـ DVD الخاصة به أوائل شهر نوفمبرالماضي في معظم عواصم العالم ؛ أعيد فتح أبواب النقاش حوله مرة أخرى في أوساط المثقفين العرب خاصة والمسلمين عامة بعد أن أدلى مخرجه رونالد إيميريتش Roland Emmerich بتصريح للوسائط الإعلامية ردا على سؤال يتعلق بأسباب تجنبه إضافة منظر تخيلي لإنهدام الكعبة المشرفة إسوة بما تم تصويره من هدم لكافة رموز الديانة المسيحية (الفاتيكان) والديانات والفلسفات الأرضية الأخرى كالبوذية والهندوسية جراء الزلزال الذي تعرضت له الأرض في فيلمه ....
وقد كان رد مخرج الكوارث الطبيعية الشهير رونالد إيميريتش أنه خاف من أن يؤدي ذلك إلى صدور فتوى إسلامية بإهدار دمه على غرار ما حدث لغيره وأبرزهم الهندي سليمان رشدي.
وبالطبع أثارت هذه التصريحات لمخرج الفيلم الكثير من السخط لدى كل من إطلع عليها. نظرا لما تحمله من تلميحات إستفزازية للمسلمين وكأنه يصفهم بالإنغلاق الفكري والتزمت والمسارعة إلى إسالة الدماء عبر الفتاوي الشرعية حتى لو كان الأمر مجرد شطحات خيال.
ويهمنا لو كان هذا المخرج قد واجه بتصريحه هذا بعض المثقفين العرب والمسلمين ، حتى يدرك أن الديانة والحضارة الإسلامية لم تبنى على سفك الدماء وإهدار الأرواح كيفما اتفق كما حاول الإيحاء به . بل هناك آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة تنص صراحة على حرمة الدماء والرفق بالحيوان ورعاية النبات .وحيث جاء في الآية رقم (151) من سورة الأنعام : [ قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ماظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون] ..... والآيات الدالة على حرمة الدماء كثيرة ..وحيث يجب ملاحظة أن الله عز وجل لم يفرق في هذه الآية بين دم المسلم أو الكافر بل جعله جميعا في صعيد واحد ...
وفيما يتعلق بإحتمالات هدم الكعبة المشرفة لأسباب مرتبطة بكوارث طبيعية بحتة هي أحداث جرت من قبل .. بل وأن هدمها في آخر الزمان على يد مسلم واردة حسب الأحاديث النبوية الشريفة عن العلامات الصغرى والكبرى الدالة على قرب قيام الساعة ....
وفي جانب العلاقة بين المسلم وأخيه المسلم ؛ قطعا لايدرك هذا المخرج أن حرمة دم المسلم على المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة المشرفة التي هي رمز دينه الحنيف .؛ حيث أن الكعبة المشرفة كبناء أو تقبيل الحجر الأسود ليست هي الغاية المقصودة بقدر ما هي تكريس للطاعة وتحريم لما حرمه الله من مكان وزمان وتأسي بسنة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم ....... وقد هدمت الكعبة أكثر من مرة جراء سيول وحرائق وزلزال منذ أن كانت أول بيت وضع للناس ولا تزال....... بل ومعظم المسلمين يدركون أنه وفي آخر الزمان سيقوم رجل مسلم من خراسان مستخدما يديه بهدم الكعبة عبر إقتلاع أحجارها حجرا إثر حجر وأكثر من مسلم ينظرون إليه ولا يستطيعون دفعه عنها.
على أية حال يبقى هذا الفيلم وإن أخذه معظم النقاد في الغرب على اعتبار أنه مجرد فانتازيا كوارث .. إلا أن العديد من مشاهده تكاد تكون وكأنها مشاهد تقريبية من أهوال يوم القيامة مستوحاة مما جاء في بعض آيات القرآن الكريم من مظاهر وأحداث قيام الساعة على الكرة الأرضية ومنها على سبيل المثال قوله عز وجل في سورة الزلزلة :[إذا زلزلت الأرض زلزالها (1) وأخرجت الأرض أثقالها (2) وقال الإنسان مالها (3) يومئذ تحدث أخبارها (4) بأن ربك أوحى لها (5)]
وقوله عز وجل من سورة القارعة: [القارعة (1) ماالقارعة (2) وما أدراك ماالقارعة (3) يوم يكون الناس كالفراش المبثوث (4) وتكون الجبال كالعهن المنفوش (5)]
ومنها قوله عز وجل في الآية رقم (24) من سورة يونس: ((حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارا ..).
ومثل غيره من أفلام كوارث أخرى يعمد المخرج الذي شارك بدوره في كتابة النص .... يعمد إلى تصعيد الأحداث من خلال أسرة أمريكية صغيرة مكونة من زوج وزوجة منفصلين عن بعضهما ولديهما ولد في سن الصبا وبنت في سن الطفولة. وتسكن الزوجة المنفصلة رفقة بنيها في فيلا عشيق لها (وهو الواقع الأمريكي على ما يبدو) ... العشيق طبيب نفسي ..أما الزوج المنفصل فهو سائق خاص يعمل لدى بليونير ولديه محاولات أدبية متواضعة من خلال كتاب قام بتأليفه ولم تباع منه سوى 500 نسخة.
على الجانب الرسمي يتعرف أحد الأساتذة المساعدين في مجال الكيمياء على الخطر المحدق بعد دعوة زميل دراسة (هندي) له إلى زيارته في الهند لمشاهدة بوادر حدوث كارثة أرضية بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض وغليانها ... وليعود هذا الاستاذ المساعد ليطلع رئيس موظفي البيت الأبيض وبالتالي رئيس الولايات المتحدة (الزنجي) بهذا الخطر المحدق وأن تقدير حدوث الكارثة هو عام 2012م .... وبعد فترة بفاجأ هذا الأستاذ المساعد أن السلطات الرسمية تعلم بمايجري وأن رؤساء الدول الكبرى مطلعين على ذلك وقاموا بتمويل بناء سفينة برمائية فضائية ضخمة ) بنفس فكرة سفينة نوح ولكن مع التكنولوجيا) لإنقاذ أنفسهم وأودعوها في مكان سري بالصين ... وحيث لم ينسوا بالطبع تحميل عديد من الحيوانت الأليفة والبرية فيها .
وعند حدوث الكارثة التي شملت الكرة الأرضية أجمع يحاول بطل الفيلم إنقاذ طفليه مع أمهما المنفصلة عنه وكذلك عشيقها عبر ركوب طائرة تجارية صغيرة يقودها العشيق ...
وفي حين يتخذ الرئيس (يبدو أن المقصود به أوباما) الأمريكي قراره بالبقاء وقضاء نحبه إلى جانب شعبه . يهرب كبير موظفي البيت الأبيض والإدارة الأمريكية بالطائرة الرئاسية الأمريكية نحو الصين .. وفي هذه الأثناء يفلح بطل الفيلم في ركوب طائرة مع طفليه وأمهما وعشيقها ثم الهبوط بها إضطراريا في مكان ما . وركوب طائرة أخرى مع البليونير الذي يعمل سائقا لديه أقلتهم إلى الصين ودخول السفينة التي تتعرض هي الأخرى لمتاعب تمنعها من الإقلاع ولكن البطل ينقذها في اللحظة الأخيرة.
كل هذه الأحداث تجري وسط دمار هائل غير مسبوق نتج عن إنفجار وزلزال في معظم أنحاء الكرة الأرضية..... وبعد توقف الزلازل والأعاصير والبراكين والتسونامي المصاحب لها تعود الأجواء للصفاء ويخرج من نجا من بشر وحيوانات وطيور إلى السطح . ثم وتأتي الأنباءالسعيدة من أفريقيا بأنها لم تتعرض لدمار وأن حجم الكارثة لم يدمر الأرض تماما وأن الفرصة لا تزال مواتية لبدء الحياة عليها من جديد.
بعض لقطات من فيلم 2012
التسونامي على شواطي الصين والزعيم الروحي البوذي ينتظر الموت غرقا وهو يترنم بدعاء يمجد فيه "الآلهة الغاضبة" ويطلب لأتباعه المغـفـرة
الحرائق تعم الكرة الأرضية
الطائرة التي هرب بها بطل الفيلم مع أسرته تطير وسط ناطحات سحاب تتهاوى
دمار مدينة لوس أنجلوس وغرقها في المحيط
الطائرة التي أقلت البطل مع أسرته في لقطة أخرى وأمامها ناطحات سحاب لوس أنجلوس تتهاوى
السيارات تتساقط من شرفات موقف السيارات متعدد الطوابق
الطائرة التي أقلت بطل الفيلم مع أسرته وقد خرجت من المدينة
التعليقات (0)