شهدت شاشة المسرح الوطني، مساء السبت، العرض الأول والحصري للفيلم التاريخي الملحمي محمد رسول الله للمخرج الإيراني مجيد مجيدي .
وحضر عرض الفيلم ووزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري و وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن دانائي فر، والوكيل الأقدم لوزارة الثقافة جابر الجابري، ووكيل هيئة السياحة والآثار الدكتور قيس رشيد، ومدير عام دائرة العلاقات الثقافية فلاح العاني وعدد كبير من علماء الدين، فضلا عن عدد من السفراء العراقيين والمسؤولين الحكوميين ورؤساء الاتحاد والنقابات الفنية والثقافية العراقية . وقبل بدء عرض الفيلم ألقى المؤرخ والناقد السينمائي مهدي عباس كلمة الافتتاح باللغتين العربية والانكليزية قال فيها: "يشهد المسرح الوطني اليوم السبت عرضاً لأهم فيلم يوثق طفولة النبي بأسلوب سينمائي، فقد حرصت وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح ودائرة العلاقات الثقافية العامة بالتعاون مع المستشارية الثقافية في السفارة الإيرانية أن يكون اليوم هو العرض الأول لهذا الفيلم الذي يعدّ أضخم إنتاج سينمائي في المنطقة، إذ بلغت ميزانيته 40 مليون دولار، وتم الاستعانة فيه بخبرات وكوادر عالمية في مجال إنتاج السينما".
بدوره قال مخرج فيلم محمد رسول الله الإيراني مجيد مجيدي: "أنا سعيد جداً بحضوري في العراق فقد كنت انتظر هذه اللحظات لعرض الفيلم، فهو حصيلة سبع سنوات من العمل الشاق مع السينمائيين الإيرانيين والعالميين، ففي هذه الأيام نشاهد العالم ينقل صورة سلبية عن الإسلام بعيدة عن الوئام والمحبة، إذ نشاهد المجاميع المتطرفة التي تدّعي الإسلام نقلت صورة سلبية عنه"، مضيفاً: "عملت طيلة ثلاث سنوات بتحقيقات تاريخية وفقهية واستشرت علماء دين من جميع المذاهب؛ ليكون هذا الفيلم موحداً، فهنالك أفلام قليلة تناولت الدين الإسلامي، أمّا في الأديان الأخرى فهنالك 200 فيلم، فللنبي أيوب أنتج 80 فيلماً، ولبوذا فيلمان، وقبل 42 سنة أنتج مصطفى العقاد فيلم الرسالة". وقال وزير الخارجية إبراهيم الجعفري في تصريح على هامش عرض الفيلم: "مثّل الفيلم شوطاً متقدماً عن الأفلام السابقة التي تناولت نفس الموضوع، وهذا الهام من حياة الرسول، وستبقى كلّ قدرات المخرجين في القصص التي ستنقل لا ترقى إلى مستوى الرسول (ص)، وسيبقى كلّ جيل من المخرجين يقدّم إضافات لا لشيء، إلا لأن بحر الرسول وعطائه لا حدود له"، مضيفاً: "فعند عقد مقارنة بين هذا الفيلم والأفلام السابقة أشعر أنه خاض أشواطاً متقدمة من ناحية التجسيد ولغة البدن والتفاعل والتماهي بين الممثلين وأدوارهم، فاللغة متينة والتعابير والتوصيفات كانت رائعة جداً، فيها كلمات نقلتنا إلى عالم القلب، وحتى في النحو العربي أيضاً، ففي الترجمة كانت لغة متميزة وراقية وناجحة".
وعن تحريم عرض الفيلم أكدّ الجعفري: "من ناحية تحريم عرض الفيلم هو لا يشكل طعناً من مطاعن الفيلم، فهو يفرض نفسه بأنه عرّج على الديانات والمذاهب باحترام، ولم يكن متقوقعاً في العنصرية والقومية ولا في الطائفية، وحاول أن يمتد مع حياة الرسول، وامتد معه فكان يتنفس من رئة مفتوحة وخلا من أيّة شوائب، فالفيلم أضاف للمشهد الثقافي العراقي أصالة الإسلام والارتباط، فالأمة التي تنسى تراثها وتاريخها تموت، والفيلم مليء بالنبضات التراثية والتاريخية التي تبعث الحياة وتشكل نبضات في عروق الأمة"، متسائلاً: "لماذا تنقطع الأمة عن أصلها وتراثها؟"
التعليقات (0)