فيلم حماس ... الطويل
التاريخ : 12/11/2009
كتب حسن عصفور /
سنتجاهل فضيحة حماس الوطنية بملاحقتها رائحة ياسر عرفات دون هوادة في قطاع غزة .. فالفضيحة هنا تنطق بعار لن تمحوه يوما مصالحة او معانقة ، لانه فعل خارج القيم الشعبية الفلسطينية ثقافة وسياسة ، تاريخا وحضورا كفاحيا .. فخلود عرفات في ذاكرة الشعب يفوق ظلامية خاطفي بعض الوطن ..
ونذهب لما قام به د. دويك بفتح صندوق العجائب الذي تمتلكه حماس ، فالرجل الذي صمت طويلا منذ حرب مشعل وبعض حواريه الدمشقيين ضد الشرعية الفلسطينية ، رغم أنه تحدث باستحياء قبلا ، خرج أول امس بحديث يحمل بعض مما يستوجب القراءة الخاصة ، فظهوره الان هو شكل من التحضير النفسي والشخصي وربما السياسي لما تعتقد حماس أنه بات بعد قوسين من تحقيق حلمها التاريخي باستكمال حلقة السيطرة على مقاليد حكم السلطة الوطنية الفلسطينية باعتلاء د. دويك سدة رئاستها ، اذا ما استقال الرئيس عباس أو غير ذلك مما تتمناه حركة حماس ..
ود.دويك بشر الشعب الفلسطيني بأن حركته حماس ستوقع على الوثيقة المصرية للمصالحة ، كما هي ، نهاية الشهر الحالي ، وهو لم يوضح أسباب هذا التراجع الكبير والذي أدى الى تغيير موقفهم منها ورفضهم اياها قبل أيام فقط ، وهل ستتعامل مصر مع رغبات حماس التي أوردها مشعل في خطابه الجولاني العتيد ، و سيتم تغيير مضمونها بعد اتهام كتائب القسام لها بتجاهل المقاومة وسلاحها ، وهل انتهى الإجحاف حولها ، أم أن مصر ستطبع نسختين واحدة لفتح وفصائل العمل الوطني وأخرى لحماس ومنتجاتها من أجل نزولها عن شجرة خطاب مشعل الدمشقي قبل فترة .. لم يحدد د. دويك الأسباب السياسية الحقيقية التي ستدعو حركة حماس الى تغيير موقفها الكلي من الهجوم وحرب اعلامية على الوثيقة ( بالامكان مراجعة خطابات مشعل وتصريحات محمد نصر وعزت الرشق وكذا محمد نزال حولها ) ، فالتوقيع يتطلب تغييرا من أحد الطرفيين اما حماس او مصر ، وكما بات معلوما فالقاهرة أعلنت أنها لن تعيد فتح الوثيقة ومن يرغب فليوقع ومن لا يرغب ليتحمل مسؤوليته حولها ..
لذا واستنادا لتصريح د. دويك من يكون استبدل موقفه سيكون حماس ، طبعا وكما العادة الجارية ستتناسى كل ما قالته عن الوثيقة وربما تتهم غيرها بالاعاقة ، ولكن ولآن السيد عزيز لم يخبر من يتطلع هو وحماس لرئاستهم من أبناء الشعب الفلسطيني ، يصبح حقا البحث في اسباب ذلك اجتهادا ، خاصة أن الاعلان جاء من قيادة حمساوية تعيش بالضفة الغربية الأكثر قربا لخالد مشعل من قيادة حماس السياسية في قطاع غزة المتصادمة مع خطاب مشعل ..
التغييرالمنتظر في موقف حماس نتاج أزمة حادة تعصف بها بين غالبية قيادتها بالخارج مع القيادة السياسية في قطاع غزة ، ما بدا يمثل تحديا صارخا لسلطة الباب العالي في دمشق ، مشعل ، رغم لجوئه لكتائب القسام ، وهو ما لم يؤت ثمارا ، خاصة بعد رسائل مصر الواضحة جدا وربما للمرة الاولى أن معبر رفح سيكون له ترتيبات جديدة ( رسالة صغيرة كان بمنع بعض شخصيات حماس ثم السماح لها بالسفر) ، متوافقا مع حملة حقيقية على حركة التهريب المالي والاقتصادي في انفاق رفح ، وحماس قبل غيرها تدرك أن قرارا مصريا يعني الكثير جدا لأثرياء التهريب وهم بغالبيتم من حماس ..
كما أن بعض ما يلوح في الافق حول استعداد منظمة التحرير الفلسيطينية باستعادة ولايتها السياسية والقانونية اذا لم تجر الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها الدستوري ، وهو حق كامل للمجلس المركزي صاحب قرار التأسيس قبل 15 عاما ( وطبعا قبل خوض حماس الانتخابات) ، فغياب الانتخابات سيمنح المجلس المركزي الحق في الولاية السياسية – القانونية اما للتمديد للرئيس عباس في حالة تراجعه عن رغبته الخاصة استجابة لنداء وطني وعربي ودولي ، أو اختيار رئيس جديد الى حين توفير مناخ الانتخابات ، وهو إجراء لمنع حدوث الفراغ القانوني الذي تتمناه حماس طبعا للتشكيك بالشرعية الوطنية ، واستنادا لنهاية ولاية المجلس التشريعي في يناير القادم سيكون من حق المجلس المركزي التمديد للمجلس التشريعي الحالي او عدم التمديد وفقا للحالة السياسية في حينه ، وعليه يصبح المجلس المركزي صاح الحق التشريعي الى حين انتخاب مجلس تشريعي جديد ..
وحماس تدرك قبل غيرها معنى ذلك جيدا ، لذا ستجبر على البحث عن صيغة تحفظ ماء وجهها للتراجع عن موقف مشعل الجولاني ، لحصار دور المجلس المركزي القادم .. وعليه تبحث عن بعض المخارج بين أنفاق السياسة وعبر وسطاء دون اعلان.. فيلم حماس الطويل يتواصل لخطف ما يمكن خطفه حتى تستقيم ظروف نجاح خطة موفاز الجديدة .. والى حين نتابع مشاهدة ما لدينا من مشاهد تستحق المتابعة مع أدوار جديدة ..
ملاحظة: غاب مشعل وبعض محبيه في المكتب السياسي لحماس عن الكلام .. أهي زكام سياسي أم استعداد لمرحلة سورية جديدة .. بعض الظن اثم أليس كذلك .. ربما.
تنويه : هل بات الرئيس عباس شرعيا الى حين وفقا لتصريح دويك .. سؤال هامشي لااكثر؟
التعليقات (0)