فيلم بنهكةِ حمراء
الليالي الحمراء بين الذكر والأنثى عنوان وخلاصة أفلام الستينات والسبعينات الميلادية وعنوان الألفية الجديدة أيضاً فمن فيلم عصور السطح التونسي إلى فيلم أحضان دافئة في الزمن الماضي يبقى البحث عن الجسد ومذاقه ولذته وحرارته بأي طريقة ووسيلةٌ كانت متصدراً المشهد .
على سبيل المثال لا الحصر فيلم عصفور السطح " 1990م " الذي يحكي ما يدور داخل الحمامات النسائية التي تشتهر بها بلاد المغرب العربي يتطفل طفل فيدخل فيشاهد النساء عاريات بالكامل عدا " الفرج " فيفكر لماذا ذلك الجزء مغطىً بالكامل وغيره واضحٌ ومكشوف فيبدأ بالبحث عن طريقةِ للاكتشاف ويحاول ويحاول حتى أنه حاول إغواء فتاة فأقنعها بأنه يٌجيد غسل جسدها وعندما هم بخلع ملابسها السفلية والعلوية دخلت أم الفتاة وشقيقاتها فأنهار المشروع وطٌرد الابن من السكن ومنع من دخول الحمامات النسائية منعاً باتاً هذا ما استنتجته من ذلك الفيلم المسمى بعصفور السطح فهو "فيلم " يحاول كشف الواقع الاجتماعي بقالب مؤطر بالإيحاء الجنسي النابع من مراهقة شابه والنابع أيضاً من قصص ومشاهد تحدث داخل تلك الحمامات النسائية الجماعية .
الأفلام السينمائية تحكي ما يدور خلف الجدران وتحكي ما بالعقول من مشاهد وتخيلات وتحكي أيضاً وقائع وأحداث وقضايا اجتماعية شائكة ومعقدة فالجنس والعلاقات الحميمية المشروعة والغير مشروعة حاضرةٌ وبقوة بمختلف الأفلام ولو استذكرنا فيلم زوجة رجل مهم للبطل الراحل أحمد زكي مع الفنانة المتألقة ميرفت أمين لوجدنا أن بطل ذلك الفيلم يمارس شقاوته الجنسية مع زوجته " مجازاً " بقوة وعنف و تسلط دون مراعاة لمشاعرها ورغباتها واحتياجاتها النفسية والجسدية والعلة كما في الفيلم حٌب التسلط والأنانية والشخصية الأمنية لبطل الفيلم "أحمد زكي " الفنان الذي يعيش دوره كما ينبغي وأكثر ويٌجسد الشخصية ببراعة تامة .
وجود الجنس في الأفلام السينمائية العربية والغير عربية وطغيان الإيحاءات الجنسية بالمسلسلات شئنا أم أبينا طبيعي جداً لأمرين الأول وجود العقلية الذكورية ذات الخلفية الفكرية والاجتماعية والثاني تحول الفن المرئي إلى وسيلة إغراء وبحث عن مادة وشهرة ومتعة عند البعض ممن دخل ذلك العالم لذلك الغرض الغير أخلاقي ! .
لو قام أحدٌ ما بجولة داخل العقل العربي والغير عربي لوجد الجنس والتفكير فيه بشكل دائم حاضرٌ وبقوة وبدرجات متفاوتة وتلك حالة طبيعية لأنها نابعة من غريزة وفطرة إنسانية لكن هناك أمرٌ ليس بطبيعي وهو تحول الجنس إلى هم لدى البعض فكل ما يهمه هو ممارسة الجنس بشتى الطرق والوسائل حتى وإن خالف الفطرة وسلك مسلك الشذوذ وهذا يحدث بشكلٍ علني وغير علني ولكل مجتمع طريقته وخصوصيته في ذلك , فمن الدعارة المنظمة إلى بنات الليل إلى الغزل والمعاكسات والمواعيد واللقاءات الغرامية والسهرات الحمراء السرية يكون الجنس هو الغاية ممارسات بلا مشاعر وعواطف وإشباع للرغبات بلا رابط مقدس " الزواج " فالحب هنا مفقود والإنسانية كذلك والبهيمية حاضرةٌ وبقوة , هناك أفلامٌ ومسلسلات كثيرة أبرزت ذلك الجانب من حياة المجتمعات أفلامٌ ومسلسلات تحكي قصص الخيانات الزوجية والعلاقات الجنسية الغير مشروعة وتحكي أيضاً ما يدور داخل أوكار الدعارة والمراقص من مغريات وإغراءات وشراء للحم الأبيض والصدور العارية والقبلات الحارة بدراهم معدودة , ليس عيباً أن يناقش الفن بمختلف صورة وأشكاله ومدارسة قضايا المجتمعات ويقدمها كما هي لكن المعيب حقاً هو عدم استفاقة المجتمعات من غيبوبتها فلكل قضية سبب ووظيفة الفنون تقديم المشكلة دون علاج فالعلاج يقع على المختصين فكرياً وتربوياً وهنا المشكلة الأساسية فالبنية الفكرية والتربوية للإنسان العربي تقوم على رؤى متعددة من بينها المرأة الجسد وليس الإنسان الذي يبحث عن ذاته داخل مجتمعات تتلذذ بكل شيء مشروع وغير مشروع فهل ستنحل عقدة المرأة الجسد أم ستبقى خاصة في المجتمعات التي لا تعرف المرأة الإ للفراش فقط أظنها ستبقى فهناك أشياء كثيرة تدعم تلك العقدة الغير إنسانية ؟.
ومضة : مثلما للرجل من مشاعر وعواطف وأحاسيس ورغبات جنسية للمرأة أيضاً فلماذا الذكورية الأنانية طاغية فهن لسن بأدوات تفريغ وتفريخ أيضاً دعوهن كإنسان وأبنوا معهن الحياة كإنسان أيضاً ؟
التعليقات (0)