هل تابعتم من قبل فيلم رعب...؟
يبدأ عادة بمنظر ليلي موسيقى خافته وحركة بطيئة ثم فجأة تتسارع الحركة ويعلو صوت الموسيقى ليصبح صاخباً فهو تمهيد لوقوع الحدث المخيف
وعندها يظهر القاتل وبيده سكين كبيرة أو منشار كهربائي ويقوم بتقطيع ضحية أو أكثر ، وقد يعتقد المشاهد أن هذا المنظر ربما الأكثر رعباً في الفيلم وما بعده أقل حدة
ولكن الحقيقة غير ذلك فالمنظر الأول وإن كان مرعباً لكنه ليس الأقوى وما حدث أن المشاهد تلقى صدمة من المشهد الأول لأنه مفاجيء وما يأتي بعده سيكون مستعد لرؤيته
هذا تماماً ما يحدث في الشوارع العربية ..بدأ فيلم الرعب بانفجار الثورات وكانت هذه الصدمة التي تلقاها المواطن العربي وسقوط الضحايا المتوالي والمستمر ..
في اعتقاد المشاهد العربي أن في نهاية الفيلم سيُقتل السفاح وينتصر البطل وبذلك تنتهي مشاهد الرعب ويخرج الناس لمتابعة حياتهم بكل حرية وأمان
ربما هذا ما تعودنا على رؤيته في الأفلام الأمريكية ، ولكن هذا فيلم عربي بإخراج عالمي أي أن هناك رؤى مختلفة ونهايات متنوعة مطروحة
وعلى المشاهد العربي ألا يتوقع نهاية مشرقة فربما القادم أظلم وقد تصل لحد إنعدام الرؤيا ، والفيلم نهايته مفتوحة أي بالإمكان انتاج اجزاء منه .
ماذا لو كان هذا الفيلم سبب في افلاس المنتج وانهياره ، ماذا لو فشل المخرج في السيطرة على الممثلين ..؟؟
لن يكون هناك منتج أو مخرج مؤهل لإكمال فيلم الرعب .. وقد يرتجل الممثلون المشاهد رغبة منهم في انهاء الفيلم والفوز بإراداته وهذا في حد ذاته مرعب وسيختلط الحابل بالنابل
ربما في سياق الفيلم يتدخل وحش خارجي ليزيد من المشاهد رعباً ويسرق شيئاً من لحوم الضحايا
ويتحول الفيلم لحلبة مصارعة الكل يريد تمثيل دور البطولة ويُغيب الكومبارس وتستعير نيران المراهنات بين المتفرجين على من المنتصر.
إلى متى يستمر الصراع..؟ متى يولد المخرج القدير الذي يمسك بزمام الأحداث ويجمع الأبطال الحقيقيين تحت لوائه ..؟
هذا ما سينتظره الشارع العربي .
منيرة حسين
التعليقات (0)