الفيلم الذي بدأ مع آدم مستمر ولم ينته وهو تاريخ البشرية كلها وهو فيلم يعمل فيه ممثلون هم المتفرجون وهم المخرجون في نفس الوقت ....فيه ممثلون لهم أدوار البطولة هم كل من يعمل (في أي اتجاه) وكومبارس هم الأطفال والهامشيون ...الأطفال يكبرون فيشتركون في التأليف والتمثيل والإخراج والأعمال المساعدة من مكياج ومكساج وموسيقى تصويرية و....و....يموت كل ساعة 14000 إنسان بين متفرج وممثل و...يولد مثلهم أو أكثر قليلا......وتري في مشهد من الفيلم رجال ينقذون كلبا انحشر في حفرة عميقة وفي المشهد التالي رجال يلقون بالبشر في حفرة أخرى ...ترى من يسحب قطة يمشطها ويعتني بها وامرأة تسحب عراقيا مشطته من ملابسه....ترى قاتلا يرحب به أمير الدولة ووطنيا يزج به في السجن لأنه يطلب حقه في الكلام....هذا الفيلم ليس له قصة واحدة ولكن مليارات القصص لا يستطيع أحد متابعة إلا عشرات منها تخصه والأقربين منه ...ولكن لكل مكان دور للعرض ولكل بقعة على الأرض روادها من هؤلاء الممثلين والمتفرجين ولها قصصها الخاصة والعامة وبعض الناس يمثلون على بعض فيقولون كلاما جميلا لمجرد التحية يتبعها إخراج سريع للسان عند استدارة الوجه ....كيف يتعامل الناس؟ مرة بالصدق ومرات بالكذب وبالوفاء وبالخداع وبالأمانة والغش وبكل المشاعر البشرية المتعارضة ....لماذا؟ لأن حياتهم فيلم ....هم يمثلون فيلما ممتدا بكل ما فيه من مقابلات وزيجات وبيع وشراء وأمانة وسرقة وجريمة وحب وكره وحرب وسلام وولادة ووفاة وتلوث وزراعة وصناعة وتجارة وسفر وحوادث .....أصبحت الآن هناك ملايين الأفلام نأخذ منها عينات عشوائية نقضي في مشاهدة واحد منها ساعتين ثم نهب واقفين لنشارك في صناعة الفيلم الكبير الذي طوله عمر البشرية
التعليقات (0)