حسنا عزيزتي الرقيقة المضمخة بحمرة الشفق ، وخضرة البحر..كثيرا ما سرحت في فضاءاتك البعيدة، وجهدت نفسي في أن أستشف بعض العمق الذي في روحك، ومعها قصصك التي لم تكبر في رموش الحلم ، ولم تعطيك نشوة الخلود الذي تصبين إليه بوله فطري ، وتحتمين فيه من قسوة العمر، وجحافل المساءات الغائرة في الوشم..ها أنا ذا أبوح لك ببعض ما اعتراني في غيابك ، وببعض ما حدثت به نفسي في الخفاء ، أعتقد أن الأمر جد معقد، وليس قابلا للقبض أو السيطرة، شئ شبيه بالسحر، يحتاج إلى لغة غير لغة الكلام مهما كان جنسها. يحتاج إلى انغماس في لحظة واندماج في شهقة الروح، وغواية السفر. لكني لا أضمن استحضار صندوق العجائب والغرائب من أغوار الأساطير الضاربة في العمق. .أنت هيجت بعض المراكب التي رست في قاع بحر الروح، ولربما لا تأتي اللحظة لأحكي لك بعض فصول الحكاية التي تحطمت عناصرها وتفككت أعضاؤها في الريح أو في عجلات الزمن المحيق.
فيك بعض ملامح شهر زاد ، يحركك الموت في صقيع الروابي ، والحفر في شجر البرتقال الذي بلاشك سيخطف حواسك إلى البعيد ، يرسم خريطة اندلاع الشمس في جسدك العاري من المحار ومن الشهقة الخصيبة،ويمحق الدهشة في أصابع الغابات حين تتفتت مسام طفولتك في الغدير كأقواس الثلج من عينيك، وحين تذرفين دمع الفرحة على تخوم الضوء، لايبقى لك سوى أن تحمينني من الفتنة ومن الجنون في سراب النهر..كم فيك من مطاف ! أنت بحري الذي يزلزل في اصفاد المطر.
عبدالعزيز أمزيان.
التعليقات (0)