زوجتي إمرأة صالحة وأشهد لها بذلك ، وأدعوا الله أن يزيدها تقوىً وصلاحا ، وكل ذلك ليس لأنها صوامة قوامة ، بل لأنها متواضعة وقنوعة ، ولأنها صبورة ، وبشوشة تستطيع دغدغة مشاعري حتى في أقصى حالات غضبي - الغير مبرر في أحيان كثيرة - وهيجاني ..
وهي بسيطة على ثقافتها العالية ، ولاتتفق مع أغلب الدعاوى المنادية بحقوق المرأة ، بل تروقني محاولة إثارة حفيظتها نحو جنس حواء ، واستراق النظر إلى ملامحها - أثناء متابعاتنا الأسبوعية لبرنامج (كلام نواعم) - بتأييد بعض الآراء ، فتأخذ في نقد البرنامج وكذا ضيوفه نقدا لاذعا ، ثم تدعوني لتغيير القناة التلفزيونية والبحث عن أي شيء آخر ما عدا البرامج النسائية طبعا ! .. ونحن نعيش معا منذ ما يقارب الثلاث سنوات في هدوء وسعادة ( بكل ماتعنيه الكلمة في وطن كوطني) ولله الحمد ..
لكن وضعنا لم يكن هادئا هكذا قبل الزواج ، وأثناء فترة الخطوبة التي دامت ما يقارب العام ، وقبل الخطوبة كانت فترة (التعارف) التي دامت ما يقارب الخمس سنوات ! .. يعني فترة ما قبل الزواج دامت إجمالا حوالي ست سنوات ، عشناها على صفيح ساخن خصوصا من جانبي ، لأنني كنت أحمل هاجس العذرية ، الذي جعلني أحاول فرض نظام صارم على علاقتنا عموما ، وعليها هي خصوصا ، بالحجر على بعض صديقاتها المشكوك في سيرهن الذاتية ، وعلى بعض زياراتها لبيوت وأماكن معينة !.. وكنت أتوعدها فيما لو فرطت في عذريتها وفقدتها لأي سبب من الأسباب ، حتى ولو كان سقوطا من على جمل أو دراجة !.. فكانت تتبسم وكنت أفقد صوابي : .. هي كانت تتبسم لثقتها في أنها بحجم ذلك التحدي ، وأنا كنت أفقد صوابي لأنها تحرمني من تقبيلها أو التطاول على جسدها (مصدر إنزعاجي) ! ..
وبعد زواجنا مباشرة حصلت زوجتي على كامل حريتها ، لكن فقط بفيزا عذريتها .. ليس لأنني أعتبر فقدان العذرية جريمة شنعاء لاتغتفر ، بل لأن ما (أوله شرط آخره نور) .. وهي لم تحتج لدعم المنظمات الدولية ، ولا للدفع بنفسها نحو تيارات التمدن والعصرنة من أجل نيل تلك الحرية التي تعيشها بواقعية في كنف رجل عربي ليس بالمثالي ، لكنه حتما يقدر قيمة الجهود مهما كانت صغيرة ، فما بالك بجهد الحفاظ على العذرية في زمن الإنتهاكات الأخلاقية الصارخة !.
التعليقات (0)