فيض من أمنيات
قيل لي أطبقي عينيك , وامضي في سبات هادىء وعميق , واحلمي حلماً وردياً جميلاً يفوح بالغد المشرق , وتمني ما تشائين من أمنيات تودين تحقيقها , فأغمضت عينيَ , وإذا بي أرى سرباً هائلاً من الطيور المغردة تحلق في أعالي السماء الصافية , ومن بين أجنحتها الطرية تشع شمس ساطعة لتنثر نورها على هذه الأرض الطيبة , وترسل أشعتها الذهبية في أرجاء المكان مخلفة أملاً قوياً ساحراً يبعث الدفء والمحبة والأمان من بين طياتها .
" فتمنيت ... وتمنيت .... وما أكثر ما تمنيت ... " .
قلت لهم :
أتمنى أن يذوب هذا الجليد ويكشف عما تحت الستار ليتراءى الحق من الباطل ..
وأتمنى لليالي الهامدة دفئاً وسكوناً ...
وأتمنى للتائهين الحيارى طريقاً منيراً يسلكونه , ليسيروا على هديه ... وأتمنى للمظلومين نهراً عذباً من العدالة ....وأتمنى للمتعبين المرهقين أشجاراً وارفة الظلال يتكئون عليها ويستظلون بظلها .... وأتمنى للغاصبين المحتلين ناراً تحرق أفئدتهم وسعيراً يوقد من تحتهم ....
أتمنى لأطفال فلسطين حياة كريمة منعمة ... وأتمنى لطيور المستقبل أن تبقى دائماً مضيئة بالأمل والحيوية , مشعة بالعلم متسلحة بالإيمان والهدى , وأتمنى لشباب المسلمين الاتحاد والألفة ونصرة هذا الدين , وأتمنى للعالم أجمع أن يعيش بسلام واطمئنان بعيداً عن التشرد والضياع , وأتمنى للضمير العربي أن يستيقظ من غفوته , ليوحد كلمته ويسوي صفوفه , وأتمنى لديننا الحنيف أن يصبح دستوراً شرعياً يقتضى بأمره وتتبع تعليماته ويطبق شرعه , وأتمنى لأرض فلسطين تحريراً أبدياً من أيدي الصهاينة المعتدين " الغاصبين " .
وأتمنى .. وأتمنى .... وما أكثر ما أتمنى ..... , فإن قلمي يعجز عن تدوين هذه الأمنيات , وأتمنى أن يصبح الحلم حقيقة ً وأن تغدو الآمال المدروسة واقعاً منشوداً ...
الكاتبة _ أسماء فتحي أسعد
من تعليق للاخ عمر الغورني
حب السلامة يثني همّ صاحبه>>>عن المعالي ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً>>>في الأرض أو سلّماً في الجو فاعتزلِ
ودع غمار العلا للمقدمين علي>>>ركوبها واقتنع منهن بالبللِ رضا الذليل
بخفض العيش يخفضه>>>حافلةمعارضات مثاني اللجم بالجدلِ
إنّ العلا حدّثتني وهي صادقة>>>فيما تحدّث أن العزّ في النقلِ
لو أنّ في شرف المأوي بلوغ مني>>>لم تبرح الشمس يوماً دارة الحملِ
أهبت بالحظّ لو ناديت مستمعاً>>>والحظّ عني بالجهّال في شغلِ
لعلّه إن بدا فضلي ونقصهم>>>لعينه نام عنهم أو تنبّه لي أعلّل
النفس بالآمال أرقبها>>>ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
لم أرتضِ العيش والأيّام مقبلة>>>فكيف أرضي وقد ولّت علي عجلِ
غالي بنفسي عرفاني بقيمتها.>>>فصنتها عن رخيص القدر مبتذلِ
وعادة النصل أن يزهي بجوهره.>>>وليس يعمل إلا في يدي بطلِ
ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني>>>حتي أري دولة الأوغاد والسفلِ
تقدّمتني أناس كان شوطهم>>>وراء خطوي إذ أمشي علي مهلِ
هذا جزاء امريء أقرانه درجوا.>>>من قبله فتمني فسحة الأجلِ
وإن علاني من دوني فلا عجب.>>>لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحلِ
فاصبر لها غير محتال ولا ضجر>>>في حادث الدهر ما يغني عن الحيلِ
أعدي عدوك أدني من وثقت به>>>فحاذر الناس واصحبهم علي دخلِ
وإنما رجل الدنيا وواحدها>>>من لا يعوّل في الدنيا علي رجلِ
وحسن ظنّك بالأيام معجزة.>>>فظنّ شراً وكن منها علي وجلِ
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت>>>مسافة الخلف بين القول والعملِ
وشان صدقك عند الناس كذبهم>>>وهل يطابق معوج بمعتدلِ
إن كان ينجع شيء في ثباتهم>>>علي العهود فسبق السيف للعذلِ
يا واردا سؤر عيش كلّه كدر>>>أنفقت صفوك في أيامك الأولِ
فيم اعتراضك لجّ البحر تركبه>>>وأنت يكفيك منه مصّة الوشلِ
ملك القناعة لا يخشي عليه ولا>>>يحتاج فيه إلي الأنصار والخولِ
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها>>>فهل سمعت بظل غير منتقلِ
ويا خبيراً علي الأسرار مطّلعاً>>>اصمت ففي الصمت منجاة من الزللِ
قد رشحوك لأمر لو فطنت له>>>فاربأ بنفسك أن ترعي مع الهملِ "
التعليقات (0)