مواضيع اليوم

فيد التاريخية في مذكرات الفلندي جورج فالين

زيـد المهناء

2010-05-08 04:35:28

0

فيد التاريخية في مذكرات الفلندي جورج أوغست فالين


المستعرب النبيل كما يصفه يوسف إبراهيم يَزبك أو الشيخ عبد الوَلي كما اختار لنفسه هذا الأسم توفي سنة 1852 ميلادي عن إحدى وأربعين سنة وهو يردد الحمد لله ، الحمد لله .
زار حائل مرتان سنة 1845 ، 1848 وأعطى انطباع جيد عنه وأحب المنطقة وأهلها كثيراً .
ولا شك في أن الفلندي جورج أوغست فالين كان محترماً ويختلف مثلاً عن الإنجليزي النصراني تشارلز دواتي من حيث عدة أمور يظل أحد أهمها القبول الذي حظي به فالين ولم يحظى به تشارلز دواتي ( الذي طرد بلباقة من حائل في عهد الأمير محمد عبد الله العلي الرشيد ) حيث أن الأخير كان يتعامل بشيء من التعالي مع من قابلهم خلال رحلاته في شبة الجزيرة العربية ويبدو أن ذلك النصراني كان ينظر من منظوره الديني المتعصب ..! بعكس جورج أوغست فالين وشارل هوبير والليدي آن بلنت.

على سبيل المثال استوقفني ما ذكره تشارلز دواتي من خلال مذكراته التي طرحت في كتابه ( رحلات دواتي في الجزيرة العربية ) في الصفحة 216 عند وصفه للأمير ماجد الحمود العبيد الرشيد بأنه ذا جمال أنثوي ربما كان دواتي قادراً على اختيار لفظ أفضل من ذلك الذي اختاره وبالمقارنة مع وصف الليدي آن بلنت عندما وصفت الأمير ماجد ذكرت في الصفحة 258 من خلال مذكراتها التي طرحت في كتابها ( رحلة إلى نجد ) يملك سحر أخلاق أبيه بالإضافة إلى جاذبية الشباب والجمال المثالي .
الوصف يختلف تماماً ليس لدي شك أبداً في أن وصف دواتي فيه شيء من الخُبث .! ربما ذكر دواتي أشياء أكثر قبحاً من هذا ولكن اعترف بأن أكثر ما استوقفني هو ما ذكره في وصف الأمير ماجد . نقول ذلك على الرغم من أن ما قدمه دواتي شيء عظيم فيما يخص منطقة حائل .
نعود إلى حديثنا عن الفلندي جورج أوغست فالين وما ذكره في مذكراته التي طرحت في كتابه ( رحلات فالين إلى جزيرة العرب ) عن مدينة فيد التاريخية وما ذكره مرحله سبقت مرحلة زيارة الفرنسي شارل هوبير لمدينة فيد التاريخية والتي تم طرحها في موضوعنا السابق تحت عنوان ( فيد التاريخية في زيارة شارل هوبير ) بأربعين عام .
حيث أن زيارة فالين لحائل كانت في العام الميلادي 1845 وقد تحدث عن عديد من الموضوعات نتطرق لها من خلال هذه الأسطر .
ذكرت لنا مذكرات فالين في كتابه (رحلات فالين إلى جزيرة العرب ) في الصفحة 176 الأتي :
وهناك ثلاث قرى أخرى في منطقة الجبلين ( أجا وسلمى ) يسكنها أيضاً بنو تميم، بالإضافة إلى قفار ، هي : مستجدة ، والروضة ، وفيد . فالأولى على يومين إلى الجنوب الغربي من قفار، والثانية على نصف يوم إلى الشمال من مستجدة . ويبلغ عدد السكان في كل من القريتين ما يقرب من مائتي عائلة. وقد تكون ( الروضة ) هي المراعي التي ذكرها ياقوت باسم ( روضة قُراقر ) في الجلبين .
أما فيد فلا يسكنها بنو تميم وحدهم كما هو حالهم في القرى الثلاث الأول ، وعددهم هناك نصف السكان تقريباً. وهؤلاء جميعاً لا يتجاوزون مائة وخمسين عائلة. وفيد على يومين قصيرين إلى الجنوب الشرقي من حائل ، على الجانب الجنوبي الشرقي من جبل سلمى وعلى مسافة يوم منه. وهي أقدم قرية من المقاطعة. ذكرها جميع الجغرافيين بقولهم إنها بليدة في نصف الطريق إلى مكة ( المكرمة ) من الكوفة كانت تمر فيها قوافل الحجاج. وإن من العادة أن ( يودع الحاج فيها أزوادهم وما يقف من أمتعتهم عند أهلها، فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئاً من ذلك. وهم مغوثة للحاج في مثل ذلك الموضع المنقطع ، ومعيشة أهلها من ادخار العلوفة طول العام إلى أن يقدم الحاج فيبيعونه عليهم.
يستنتج من هذا الكلام أن سكان فيد في ذلك الزمان كانوا أقل عدداً منهم اليوم. وأن الزراعة كانت ضئيلة على خلافها الآن. وبيعهم العلوفة ما يزال حال أكثر القوى التي في دروب الحاج كمعان وتبوك ومويلح ونخيل وسواها من القرى التي يعود الفضل في وجودها وبقائها إلى الحجاج الذين يمرون بها في طريقهم إلى الأماكن المقدسة.
ويضيف ياقوت: ( قال الزجاجي : سميت فيد بفيد بن حام وهو أول من نزلها) وقد يكون لاسم فيد علاقة بفايد أحد أشقاء سلمى من العماليق ، وقد قيل إنه نزل في هذا الجوار. والزجاجي يعتقد أن للكلمة ولفايد جذراً واحداً. وينقل ياقوت أيضاً ما قاله السكوني: ( هي أثلاث : ثلث للعمريين ، وثلث لآل أبي سلامة من همدان ، وثلث لبني نبهان من طيء) وقال ريتر في ( تاريخ الأرض ) : ( إن بني نبهان ، هؤلاء ، من بني طيء وينزلون محلة اسمها المغيرة ) . وإنهم من أقوى عشائر طي من فند غوث. (ج13، ص 372 ) .
أما آل أبي سلامة فهم ، في الأرجح ، من سلالة سلامان من الأزد الذي من جدوده همدان . أما العمريون فأظن أنهم ينتسبون إلى بطن من البطون اليمانية من كهلان.
ويقول ياقوت أيضاً عن السكوني: ( وبين فيد ووادي القرى ست ليال على العزيمة – وهذه المسافة تطابق المعلومات التي أعطانيها السكان هنا – وليس من دون فيد طريق إلى الشام ، وبتلك المواضع رمال لا تسلك حتى تنتهي إلى زُبالة أو العقبة على الحزن ، فربما وجد به ماء وربما لم يوجد فيجنب سلوكه ) . ( ربما كانت العبقة هذه هي العقبة الشامية ) . وقد مر بنا أن الطريق من هنا إلى سورية تمر بتيماء وتبوك ثم تتبع درب الحج . وقد تكون هي التي أشار إليها السكوني.
الماء شحيح جداً في الأرض الممتدة من جبل شمر إلى تبوك. وما وجد منه كان في صهاريج لا يعول عليها . إلا أن رمال النفود تقف عند تيماء وتصير الصحراء السورية بعدها سهلة ومسطحة . وهذا كله – بالإضافة إلى ملاحظات ريتر – يظهر لنا أن فيد كانت في القديم أعظم قرية في هذه البقاع. أما اليوم فقوافل الحج تمر بحائل ، مقر الشيخ الحاكم ، وأهملت فيد وتقهقرت. ويقال إن فيها آثار قنوات قديمة جداً . ولم تتح لي الفرصة لأن أزورها ، فلا أستطيع التأكيد. انتهى ،،
نأمل أن تكون هذه المادة إضافة للمتتبعين والمهتمين بهذا الشأن .                        
إلى الملتقى .. زيد المهناء

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !