مواضيع اليوم

فيد التاريخية في مذكرات الفرنسي شارل هوبير

زيـد المهناء

2010-05-04 16:46:17

0

زيارة شارل هوبير لفيد سنة 1882 وهو في طريقه للقصيم

يذكر الرحالة الفرنسي شارل هوبير من خلال مذكراته التي ترجمت في كتاب : رحلة في الجزيرة العربية الوسطى وكان في طريقه من جبل شمر إلى القصيم .
وفي الصفحة 68 يذكر الأتي :
لمحنا رؤوس شجرات نخيل فيد على مسافة ثلاثة كيلومترات وبعد نصف ساعة دخلنا المدينة الصغيرة.
قبل الوصول إلى فيد بدقائق معدودات تتوقف الحجارة البازلتية وترى من حين إلى آخر الرمل الصلصالي.
فيد القديمة التي كتب العالم ريتر Ritter من أجل تحديدها ثلاثين صفحة دون أن يفلح تبدو اليوم متخلية عن روعتها القديمة وليس فيها حالياً سوى أربعين بيتاً.
تتألف فيد من مجموعة صغيرة من البيوت ومن تسع مليكات يفصل فيما بينها عدة كيلومترات واسماؤها هي الآتية: عين ، الحمرا، أبو شقراء السنين ، الغزيزة ، الهويمل ، الغطار ، الماليك ، برزان.
بين مختلف هذه المليكات المشتملة كلها على شجر نخيل ، لا يزال هناك عشر آبار فيها ماء ، وبقايا مساكن قديمة باتت اطلالاً .
على بعد 600 متر جنوبي عين تلة هناك حمم سوداء مع بقايا إنشاءات ، والأبرز فيها هي الأساسات الدائرية لبرج أو لبئر يبلغ قطرها 10 أ/تار واسمها خراش khoras شمالاً ، 10 درجات شرقي هذه النقطة ، بقايا برج مدور لا يزال ارتفاعه يبلغ 8 أ/تار وجزء من جدار يسمى القصر وأطلال مبنى مربع على بعد 800 متر جنوب – غرب عين كان فيما مضى جامعاً . هذا كل ما تبقى لإثبات امتداد فيد القديمة وأهميتها.
على بعد بضعة كيلومترات جنوب – غرب المدينة جبل قفيل Qefeil البالغ ارتفاعه 70 مترا تقريباً وهو ليس سوى جزء لا يزال منتصباً من فوهة بركان قديم. وقد استطعت أن أحدد من قمته بواسطة البوصلة مختلف أجراء فيد المذكورة أعلاه .
جبل خويت.
جبل غميز
جبل أم الروج
جبل بوص
جبل الهضب .
أبا الكروش
تخترق آبار فيد أولا طبقة من الرمل والحصى تتراوح سماكتها ما بين 5 و 10 أمتار تباعا للموقع ، ثم مترين من البازلت الاسود الشديد الصلابة لتصل إلى الماء وهو طيب المذاق. هذا الماء العميق جدا والذي يستلزم جهداً مضنياً لسحبه لري النخيل بات يتضاءل وفق أقوال السكان ، ولا بد من أن نعزو تلاشي هذه البلدة إلى هذا السبب واللافت جدا هو أن آبار فيد تتصل فيما بينها بسراديب جوفية.
غداة وصولي إلى فيد ، غادرتها عند الرابعة عصراً متابعاً طريقي نحو القصيم . وكان قد رافقني إلى هنا أحد فرسان الأمير . ولكن إلى ما وراء هذه الحدود لم يبق معي سوى بدوي شمري . وهذا ما قررته بنفسي أمام تردد الأمير في السماح لي بالذهاب إلى القصيم ، وهي منطقة وهابية متشددة حيث كان يخشى كثيراً علي وبالأخص خلال شهر رمضان المبارك الذي بات قريباً.
هذا ما احببت نقله لكم .. للمهتمين ببعض التفاصيل خلال تلك الفترة ويلاحظ على الأسماء اختلافاً بسيطا ربما هو ناتج عن مستوى اللغة العربية الفصحي التي لم تكن جيدة بقدر كبير لدى شارل هوبير وحتى على مستوى كتابه الأسماء ..
 فمثلاً ورد جبل أم الروج والصحيح أم هروج
 السنين أي سنيان
 الغطار أي غتار
وهكذا .. للعلم فقط نذكرها ولمن يعرف تلك التسميات يكتشف على الفور أنها فقط من خلال ترجمه أو سماع لفظي خاطئ .

وهذا تعريف بسيط عن هذا الكتاب وصاحبه .. كما جاء في مقدمه الكتاب
هذا الكتاب هو أول ترجمة عربية لرحلة شارل هوبير ( 1837-1884) الاستكشافية الأولى إلى مناطق شمال شبه الجزيرة وذلك خلال السنوات 1878- 1882 حيث عثر على أبرز اكتشاف أثري في المنطقة هو حجر تيماء.
أثر مصرعه بالقرب من بلدة العلا في 29 تموز من العام نفسه على يد دليله ابن شميلان من شيوخ قبيلة هتيم.
بهدف تأمين نقل حجر تيماء إلى فرنسا أقام هيوبير علاقات جيدة مع حاكم المنطقة محمد بن الرشيد.
وبقية جثمان هوبير ملقياً في العراء لمدة يومين ، إلى أن تم نقله إلى جدة حيث دفن.
الحجر الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس قبل الميلاد، والذي يعود الفضل في اكتشافه إلى هوبير ، أبرز الاكتشافات الأثرية في شبه الجزيرة العربية خلال القرن التاسع عشر . ويظهر هذا الحجر الذي حفر باللغة الارامية .

زيد المهناء ،،

 

 

 

 

 

صورة شارل هوبير بالزي العربي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !