مواضيع اليوم

فيتنام.. انتصرت بفضل التعليم

ملف اخضر

2009-03-28 19:15:30

0

فيتنام.. انتصرت بفضل التعليم

 

 

لعب التعليم دوراً كبيراً في دعم حالة الصمود النادرة التي أبداها الشعب الفيتنامي، إزاء نوعين من أكثر أنواع التدخل والاحتلال عنفاً وشمولاً، وهما الاستعمار الفرنسي والتدخل الأمريكي، إذ لا شك في أن الثقافة والحضارة الفرنسية كانت رأس الحربة في آلة الاستعمار الفرنسي، ولا شك - كذلك - في أن هيمنة الثقافة الأمريكية وغرورها وعنفوانها وافتتانها بذاتها، وعدم اعتدادها بغيرها من الثقافات زادت حجم الأعباء وضخامة التحديات التي فرضت على الشعب الفيتنامي، الذي وجد نفسه يقاوم على أكثر من جبهة، واكتشف أن جبهات القتال لن تصمد إلا إذا صمدت جبهة التعليم والثقافة.
وتلخصت فلسفة التعليم في إعلاء قيمة الاستقلال، وعدم الخضوع، ورفض الاستسلام، وعدم تصديق أن اختلال الكفة في ميزان القوى المادية يبرر القبول بإملاءات القوى الاستعمارية سواء كانت فرنسية أو أمريكية.
لعب الاستعمار الفرنسي الذي دام قرابة الثمانين عاماً دوراً كبيراً في تخريب العقل الفيتنامي، وحاول أن يفرض سياجاً كثيفاً يحول بينه وبين العلم الحديث، وكانت إدارة الاستعمار الفرنسي توقن أن الجهل هو منبع الاستقرار، وأن أي تهاون يسمح للفيتنامي بولوج دنيا العلم الحديث، سوف يكون ضربة مباشرة للوجود الاستعماري الفرنسي في هذا البلد.
لقد فرضت اللغة الفرنسية لتكون لغة الإدارة والتعليم في كافة المراحل، وكادت اللغة الفيتنامية تتحول إلى لغة ميتة. وللوقوف على حجم هذه المأساة والمؤامرة في الوقت نفسه، لك أن تعرف - بالأرقام - أن عدد الذين يعرفون مبادئ القراءة والكتابة لم يكن يتجاوز 50 ألف نسمة، عام 1938م، من مجموع عدد السكان الذي كان يبلغ 23 مليوناً! وحين اشتعلت ثورة التحرير الفيتنامية ضد الاستعمار الفرنسي في الأربعينيات والخمسينيات، أدرك قادة الثورة أن التعليم ركيزة أساسية للمقاومة، وأن التعليم ليس فقط مجرد نظريات ومعارف طبيعية وإنسانية، ولكنه - بالدرجة الأولى- منهج حياة وأسلوب مقاومة وطريقة في الكفاح، فليس مهماً أن يعرف الإنسان أكثر ما لم تؤد هذه المعرفة إلى امتلاكه لروح المقاومة وجوهر الانتماء، والتمسك برسالة، والعمل لغاية سامية تخدم المحيط الاجتماعي الذي يتحرك فيه الإنسان المتعلم.
وعلى هذا الأساس، تقرر في عام 1958 وضع خطة لمدة ثلاث سنوات، يستهدف تنفيذها القضاء على الجهل والأمية، وبالفعل لم تنقض السنوات الثلاث، حتى كان 90% من النساء قادرات على إجادة القراءة والمطالعة، وممارسة الكتابة. وطوال فترة الاستعمار الفرنسي، لم يكن في فيتنام إلا 200 طالب فقط في الجامعات والمدارس العليا، ولم يكن في فيتنام إلا جامعة واحدة، كان معظم طلابها من الفرنسيين!
ولكن النهضة التعليمية التي رافقت ثورة التحرير رفعت هذا الرقم ليكون 200.000 طالب جامعي في فيتنام بحلول عام 1960م.
وفي خلال خطة السنوات الثلاث، تم افتتاح دراسات تكميلية بالمصانع والمزارع أشرف عليها طلبة الجامعات والمدارس العليا.
وفي ختام السنوات الثلاث، كان 70% ممن هم في سن التعليم، قد وجدوا فرصة كافية للجلوس في مقاعد الدرس، وتلقي العلم الحديث بصورة مؤسسية منتظمة.
وكان لهذا كله أثر كبير في إمداد ثورة التحرير بالمزيد من الكوادر المؤهلة علمياً، وتجديد دماء القيادات المهنية والفكرية التي أصلت ودعمت فكرة وروح المقاومة والاستقلال في ربوع البلاد.
وقد قضت هذه الخطة على مخلفات السياسة التعليمية السلبية التي اتبعها الاستعمار الفرنسي، والتي كانت ملامحها تتضح في نسبة الطلاب الفيتناميين إلى الطلاب الفرنسيين.
فالمدارس الابتدائية كادت تكون مقتصرة - فقط - على استيعاب أطفال الجالية الفرنسية كبيرة العدد، حيث كانوا يمثلون 90% من مجموع تلاميذ المدارس الابتدائية الذين بلغ عددهم 30ألفاً، وفي المدارس الثانوية كان الطلاب الفرنسيون يمثلون 80% من مجموع عدد الطلاب الذي كان يدور حول خمسة آلاف طالب، أما في الجامعة الوحيدة، فقد كان الفرنسيون يمثلون الأغلبية الكاسحة بين عدد طلابها الذي بلغ أقصى رقم له 720 طالباً.
وفي مناهج التعليم العام أدخل الفيتناميون مقررات التربية الوطنية والعسكرية، وشجعوا البحوث التي تتناول موضوعات الحرب والنضال من أجل الحرية واحترام حق الإنسان في أرضه وبلاده.
واعتبر الفيتناميون أن طريقة التدريس من العوامل المهمة التي تحدد مدى نجاح العملية التعليمية، فالطريقة الجيدة في التدريس تمكن الدارس من التعلم بسرعة وسهولة وبفهم أيضاً. وهذه الطريقة تتميز بالبساطة التي يستطيع المدرس ذو الخبرة المحدودة أن يطبقها بسهولة، ولا تتعارض مع نفسية الطالب ولا تشق عليه، بل تستثيره وتحفزه على العمل والتحصيل الذاتي.
كما حرص الفيتناميون على النواحي النفسية كما يقول د. محمد الموسوي من مركز البحوث التربوية بوزارة التربية الكويتية، وبخاصة علم النفس التعليمي وعلم اللغة اللذين تقوم عليهما طريقة التدريس، وكان الاهتمام بالغاً بالتدريس عن طريق الإذاعة والتلفاز دون الاستعانة بالمدرسين عند جهاز الاستقبال. فإذا كان لدى مدرس الراديو أو التلفاز المهارة الكافية فإن الدروس يمكن أن تكون فعالة ومسلية في الوقت نفسه. لقد كان هذا الأسلوب فعالاً في المناطق الريفية والمناطق النائية، حيث لا تتوافر أعداد كافية من المدرسين.
ومن الدروس التي تستوقف الدارس تجربة الثورة الفيتنامية ضد الاستعمار الفرنسي، أن المقاومة أدت إلى ازدهار كل جوانب الحياة، بما يمكن معه القول بأن المقاومة كانت بعثاً نهضوياً وحضارياً لهذا الشعب الذي ربما لو لم تكن هذه التجربة القاسية مرت به لكان قد فاته قطار التاريخ.
لقد تطور الإنتاج الاقتصادي وازدهر خلال الحرب، فرغم أن الغارات الجوية الفرنسية لم تنقطع في أية ساعة من الليل أو النهار، فإن معدل النمو الاقتصادي وصل إلى 6.5% سنوياً!
ورغم إبهار وإغراء الثقافة والحضارة الفرنسية، إلا أن الشباب الفيتنامي لم يستسلم لهذا الإبهار ولم يقع في حبائل هذا الإغراء، وعلي العكس من ذلك، عاد إلى هويته، واستمسك بخصوصيته: مثال ذلك أن 700 من إجمالي 1000 طالب هم إجمالي طالب كلية العلوم السياسية قد انخرطوا في سلك المقاومة، وقد سجل معظم طلاب الجامعات والمدارس الثانوية والمعاهد الفنية أسماءهم في سجلات المتطوعين للقتال!
وكانت الحصيلة الختامية: هزيمة الجحافل الفرنسية!

التورط الأمريكي!
وفي منتصف الستينيات، تدخلت القوات الأمريكية في فيتنام بأوامر صادرة مباشرة من الرئيس الأمريكي الأسبق «ليندون جونسون»، في وقت كان الشعب الفيتنامي قد اكتسب خبرات غير محدودة من تجربته في ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، وأمدت هذه الخبرات الشعب الفيتنامي بالقدرة على مواصلة التحرير ضد آلة الحرب الأمريكية المتقدمة دون إحساس بالدونية.
أقبلت النخب الفيتنامية وجماهير الناس، إقبالاً شديداً وحماسياً وتنافسياً على تعلم اللغة الإنجليزية، ليس للتقرب للأمريكان، ولا للحصول على فرصة عمل لديهم، ولا للهجرة إلى أمريكا، ولكن لفهمها وإدارة معركة التحرير ضدها بأفضل أسلوب وأرشد طريق!
كان أهالي هانوي - العاصمة - يتلهفون على تعلم اللغة الإنجليزية، كي يتمكنوا من قراءة الصحف الإنجليزية والأمريكية، ومتابعة الإذاعات الأمريكية، للتعرف على سياسات واشنطن وخططها تجاه فيتنام ورغم ضراوة الحرب فقد:
- استمرت العملية التعليمية تزاول مهامها دون انقطاع.
- انفتحت المدارس والجامعات على المسألة الوطنية من زاويتين:
الأولى: متابعة سير المعركة، ورسم خرائط للأماكن التي تغير عليها الطائرات الأمريكية، وتوعية جماهير الشعب.
الثانية: إمداد ثورة التحرير بالمتطوعين المؤهلين علمياً.
لقد واجهت مسيرة التعليم صعوبات كبرى مع ازدياد قصف الطائرات الأمريكية، وسقوط بعض الضحايا من أطفال المدارس، يقول وزير التعليم آنذاك «لي نغوين فان هوين»: «لقد نقلنا كل مدارس المرحلة الابتدائية إلى مقر الجمعيات التعاونية الزراعية. وكان لدينا قبل الغارات الجوية الأمريكية مدرسة حديثة في كل قرية إلا أننا اضطررنا بسبب أعمال القصف الجوي إلى نقل التلاميذ منها إلى قاعات دراسة متباعدة عن بعضها البعض بضع مئات من الأمتار. وكانت مدارس المرحلة الإعدادية موجودة في مراكز الأقسام، إلا أنها نُقلت الآن إلى مختلف القرى. وقد اضطررنا إلى تجزئة هذه المدارس وقلبها إلى وحدات أصغر مما كانت عليه. وفي كثير من المقاطعات هناك مدرسة في كل قرية. وقد اتخذت كل هذه التدابير لحماية تلاميذنا من آثار القصف الجوي.
أما أطفال المرحلة الثالثة - الأكبر سناً - فبوسعهم أن يؤمنوا حماية أنفسهم بأنفسهم. ورغم كل ذلك، فقد جزأنا مدارس المقاطعات أيضاً إلى مدارس أقسام.
وبذلنا أقصى جهدنا كي تكون مراكز التعليم قريبة من مساكن التلاميذ. وتخلينا تماماً عن المباني ذات الأدوار الثلاثة. ويوجد في كل قاعة درس خنادق تبدأ عند أسفل المناضد. وتؤدي هذه الخنادق إلى ملاجئ واقعة تحت الأرض الخالية، أو بعيداً عن المساكن على الأقل».
كان توفير أماكن الدراسة البديلة إحدى المعضلات التي واجهت المسؤولين عن التعليم، ولقد أسهم سكان الريف والقرى - حيث انتقلت إليها معظم مدارس المدن - بإيجاد الحل لهذه المشكلة، يتحدث وزير التعليم عن ذلك فيقول:
«بالإضافة إلى بناء بعض قاعات للدراسة، تحت الأشجار، مشابهة لأكواخ الفلاحين، فإننا نعتمد على أقرباء التلاميذ ليضعوا بيوتهم تحت تصرفنا، فتعيش العائلة في المطبخ طيلة جزء من النهار أو الليل، أو تجتمع عائلتان في كوخ واحد، أو تجتمع ثلاث عائلات في بيتين؛ ليخلوا لنا في دورهم مكاناً نستطيع بواسطته تأمين التعليم لأولادهم. وبالنسبة للآباء والأقرباء فتعتبر هذه المسألة مسألة شرف قومي، ومسألة وطنية. فهم يريدون أن يتابع أولادهم تعليمهم، رغم الغارات الجوية».
طلب المسؤولون عن التعليم من الآباء في المدن أن يبعثوا بأطفالهم إلى موطنهم الأصلي في الريف، حيث يوجد لكل سكان المدن أو لأكثرهم أقرباء فيه، وحينما نفذ الآباء هذا الطلب، وانتقل ثلاثة أرباع الطلاب إلى القرى تم اختلاط أبناء المدن برفاقهم من أبناء الريف والمزارعين، وبذلك تجنبت الحكومة بناء مدارس جديدة لأبناء المدن النازحين هرباً من القصف الجوي.
لقد تأثر مستوى التعليم في ظل هذه الظروف القاسية، واتخذت بعض الإجراءات للتخفيف من ذلك، يقول وزير التعليم: «من الطبيعي أن لا يحافظ التعليم على مستواه عندما تتعرض البلاد للغارات الجوية. وينبغي أن نقوم بحساباتنا على أساس احتمال زيادة حدة هذه الغارات. فقد نضطر عندئذ إلى تخفيض عدد ساعات الدراسة. ويأخذ منهاجنا التعليمي هذا الموضوع بعين الاعتبار. وقد يحدث مع ذلك أن نضطر إلى إلغاء جزء من المنهاج. ونحن نطالب الجميع، طلاباً وأساتذة، بأن يعتنوا بصورة خاصة بعملهم الحالي احتياطاً لكل طارئ، وتوقعاً لما قد تفرضه الالتزامات الوطنية في المستقبل؛ فيركزون جهودهم مثلاً على دراسة اللغة الفيتنامية والرياضيات والعلوم الطبيعية. بينما يكرّسون وقتاً أقل لدراسة التاريخ والجغرافيا، إذ يستطيع التلاميذ تعويض تأخرهم في هذه المواد مستقبلاً بالمطالعة والقراءات الحرة. فنحن نحتاج قبل كل شيء إلى إطارات فنية قوية في الفيزياء والكيمياء والرياضيات وعلم الحياة.
إن شعار المدارس عندنا هو: علم جيداً، وتعلم جيداً».

اللغة .. مقدسة
وبعد التحرير (من الاستعمار الفرنسي) كان الالتفات إلى اللغة الوطنية توجهاً حقيقياً وصادقاً من قبل القيادات التي أصرت على حماية وبعث اللغة الفيتنامية؛ لتكون لغة العلم ليس في المدارس الأولية والعامة فقط ولكن في كليات الجامعة النظرية والعلمية أيضاً، وعلى رأسها كلية الطب التي لم يلق قرار القيادة «بفتنمة» لغة التدريس فيها قبولاً من أساتذتها، وطلبوا مقابلة الرئيس «هوشي منه» وأوضحوا له الصعوبة البالغة، بل استحالة تطبيق الفتنمة في كلية الطب.
وطلب الأساتذة تأجيل القرار أو - على أسوأ تقدير - تطبيقه بشكل تدريجي لعدة سنوات. ولكن القائد الفيتنامي حسم المسألة في نهاية الاجتماع قائلاً: «يسمح لكم هذه السنة - استثنائياً - بالتدريس باللغة الفرنسية، مع ضرورة تعلمكم أنتم وطلبتكم اللغة الفيتنامية، على أن تجرى الامتحانات في نهاية السنة الدراسية باللغة الفيتنامية».
لقد صاحب ذلك القرار صعوبات جمة للأساتذة والطلاب. يقول الأستاذ نغوي نهو كونتوم «إنني أذكر في السنة الأولى لتأسيس مدرسة الطب والصيدلة، ومدرسة العلوم ومدرسة الفنون الجميلة، والمدرسة العليا للأشغال العمومية وغيرها من المعاهد العليا وهي سنة 1945، وفي نهايتها - ونحن ما زلنا في عهد ثورة ضد الاحتلال الفرنسي - كنا نحن الأساتذة الجامعيين، الذين تخرجنا جميعاً في المعاهد الفرنسية العليا، نختار الأسئلة ونحررها بالفرنسية، ثم نترجمها مــن هذه اللغة - التي اعتدنا على التحدث والتفكير بها منذ عشرات السنوات - إلى اللغة الفيتنامية التي أجبرنا حديثاً على تعلمها وتعلم كتابتها، كان بعضنا يقضي نصف يوم أو يوماً، لإعداد الأسئلة بالفرنسية، لكن يقضي أياماً كاملة لكي يتمكن من ترجمتها إلى الفيتنامية».
أما الأستاذ تران هوي الأستاذ بكلية الطب بجامعة باريس، والذي عاد إلى فيتنام سنة 1946م ليسند إليه كرسي الأنف والأذن والحنجرة في معهد الطب والصيدلة بهانون، فيقول عن تجربته مع الفتنمة «لقد قضيت خمس عشرة سنة خارج الفيتنام، تعلمت خلالها وعلمت باللغة الفرنسية، وقمت منذ الوهلة الأولى بعد العودة إلى فيتنام بالتعليم باللغة الفيتنامية. أذكر أنني ألقيت أول درس في مدرج المعهد باللغة الوطنية. وبطبيعة الحال فقد وجدت صعوبة في أول الأمر، لكن نجحت، وأنا راضٍ عن نفسي؛ لأنني استطعت أن أعبر عن اعتزازي بصفة المواطن المستقل الحر، وذلك بإلقاء دروسي بالفيتنامية».
رغم أن القيادات الفيتنامية كانت شيوعية لا تؤمن بالمقدسات إلا أن الأمر مختلف تجاه اللغة القومية يقول أحد أولئك القادة - هيوتيول - «إن اللغة القومية لدينا مقدسة»، ويقول نوغبين فان هوين «كيف يمكن لمواطنين يعيشون في بلد واحد، ويقولون إنهم يحبون الأرض التي ولدوا فيها، ويتحدثون عن كبريائهم الوطني، في نفس الوقت الذي يتكلمون فيما بينهم بلغة أجنبية، بلغة ليس لها أية علاقة لا بتقاليد الثقافة الوطنية، ولا بخصائصها، ولا بأفكار الشعب ومشاعره».
لقد كان من أعظم الإنجازات لدى الفيتناميين بعد دحر الجيوش الفرنسية والأمريكية أن استطاعوا بعث لغتهم لتكون الأولى في بلدهم، يقول فان توان «يعتبر الشعب الفيتنامي أحد الشعوب التي مرت عليها حياة مكفهرة عاصفة منذ آلاف السنين، ويعتبر أعظم شيء تحقق في هذه الحياة هو انتصار اللغة الفيتنامية».
أسس الفيتناميون غداة الاستقلال لجاناً لغوية وعلمية للترجمة، ونمت المصطلحات الفيتنامية الجديدة، لقد أوصاهم القائد (هوشي منه) قائلاً «اسهروا على صفاء اللغة الفيتنامية كما تسهرون على صفاء عيونكم، تجنبوا - وبعناد - أن تستعملوا كلمة أجنبية، في مكان باستطاعتكم أن تستعملوا فيه كلمة فيتنامية». وخلال عشرين عاماً من 1946م إلى 1966م، وبعد صعوبات بالغة، ومن لغة أُقصيت كثيراً عن الحياة، استطاعت تلك اللجان أن تنحت ربع مليون كلمة ومصطلح جديد. يقول وزير التربية: «بفضل مساعدة لجنة الدولة للعلوم، ومختلف معاهد البحث العلمي، استطاعت الإطارات التي تعمل في ميدان البحث، أو التي تعلم مادة العلوم في المعاهد العليا، أو التي تعمل في مصالح أخرى، أن تبتكر ربع مليون مصطلح علمي، وتقني. وكان المقياس الذي يصوغون على ضوئه المصطلح كالآتي: أن يكون دقيقاً، قريباً من لغة التخاطب وسهلاً، وعملياً».


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !