تشهد فيتنام منذ مدة حركة اقتصادية غيرعادية تتمثل في جذب العشرات من المشاريع العملاقة كالمصانع الكبيرةوالمعامل الضخمة مانحة تسهيلات لم يسبق لها مثيل في تلك الدولة التي كانت حتى وقت قريب تخضع لنظام شيوعي شمولي أوقف عجلة الدوران فيها، ولاشك أن هذا الانفتاح أعطى دفعة قوية للاقتصاد الفيتنامي حيث بدأت الدولة بالانتعاش مستفيدة من موقعها الجغرافي القريب من الصين ومن كونها إحدى دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وقد أدركت الحكومة مؤخرا أهمية الانفتاح الاقتصادي على الدول العربية بشتى أشكاله وإعادة صياغة العلاقات العربية الفيتنامية بشكل جديد يتناسب مع طموحات القيادة السياسية في فيتنام حيث افتتحت العديد من السفارات العربية وأسست عشرات الملحقيات الاقتصادية ومكاتب التبادل التجاري وباشرت بالفعل كبريات الشركات الفيتنامية بتوقيع مئات العقود مع الحكومات العربية سواء في دول الخليج أو مصروالجزائروغيرها، ومن المفيد أن نشير إلى أن عشرات المكاتب التجارية التي كانت موجودة في الصين وتتولى عمليات تصدير البضائع والمواد الخام إلى الدول الشرق أوسطية قد سارعت إلى افتتاح فروع لها في فيتنام نظرا لأهمية المرحلة القادمة لتلك البلاد، وما إن أغلقت بعض الدول العربية أسواقها أمام المنتجات الآسيوية وكذلك استقدام الأيدي العاملة الآسيوية حتى سارعت فيتنام إلى إرسال البديل بشروط العرب وعقودهم مما أعطى أثرا وانطباعا إيجابيا نحو فيتنام والأيدي العاملة الفيتنامية، وبقي أن نقول أنه من المحتمل أن ترسل فيتنام عشرات الآلاف من الخدم والأيدي العاملة إلى السعودية والإمارات والكويت وبعض الدول الآخرى بعد أن أغلقت تلك الدول الباب أمام اندونيسيا والفلبين وتايلند في سلسلة الحوادث الأخيرة المعروفة.
د. رشيد بن محمد الطوخي
التعليقات (0)