لم يعُد هناك أدنى شك، بأن بعض المُقرّرات (الخرسانية) التي أصبحت تصدر عن مجلس الأمن . هي دليل واضح على أن أصحاب حق (الفيتو)، يستعملونه بدوافع شخصية براغماتية، أكثر مما تهمهم مصلحة العالم الذي منحهم ذلك الحق، ليقفوا في النهاية ضده !.. ليس ضد كل العالم، لكن ضد المستضعفين من شعوبه والمنبوذين أيضا لدواعي شخصية وعنصرية ؟!..
فحق الفيتوالذي تعوّل عليه إسرائيل، لتوغل في أراضي الفلسطينيين ودماؤهم . ويعوّل عليه النظام السوري لقتل شعبه، لم يعُد في صالح الإنسانية، بل ضدّها !.. لذلك ينبغي على العالم إعادة النظر في تلك القوانين وتلك الهيئات التي وضعها بالإجماع لتنظيم حركيته، وحفظ حقوق البشر وكرامتهم وآدميتهم . ولم تعد تنحاز لغير مصالح الدول (الخمسة) التي في يدها القرار ومصالح أحبائها ؟!..
فلماذا إذن تتغيّر بعض الأشياء وبعض القواعد في هذا العالم، يكون بعضها نافعا ومفيدا أحيانا، لكنه يذهب ضحية الإنحياز للشر . فيما تبقى أشياء أخرى غير قابلة للتغيير . وحتى لو أصبحت عقبة أمام تقدّم الإنسانية، لا تجوز مناقشة حتى إمكانية إصلاحها ؟!..
إن المستوى الذي وصلت إليه هيئة الأمم المتحدة من سيطرة بعض الدول عليها، تقوم بإخضاع العالم بقوانينها ومقرّراتها متى ما شاءت . والإلتفاف على نفس القوانين والمقرّرات، أيضا متى ما شاءت، دليلٌ قاطع على فسادها .. لذلك نرفع أيدينا لنقول : كفى !.
وهذا فيتو إنساني !.
21 . 07 . 2012
التعليقات (0)