11 عاماً مرت على أحداث تفجير برجى مركز التجارة العالمى بنيويورك ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، ومازالت التحقيقات مستمرة دون أن تصل إلى متهم أساسى فى الأحداث التى أفرزت مصطلحات جديدة على العالم وأنتجت أكبر حملة دولية على دول ومنظمات، واتهمها جورج بوش الابن بدعم الإرهاب فى العالم.
أحداث 11 سبتمبر أفرزت تغييرات كبيرة فى السياسة الأمريكية الخارجية، والتى بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب، وأدت هذه التغييرات للحرب على أفغانستان، وسقوط نظام حكم طالبان، ثم الحرب على العراق، وإسقاط نظام الحكم هناك أيضا، ورغم هذه الهجمات إلا أن الفاعل الحقيقى لم يعلن أمام العالم الذى شهد مقتل أكثر من 3 ملايين شخص فى أفغانستان والعراق، رداً على سقوط 2973 ضحية 24 مفقوداً، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
محمد عطا، أسامة بن لادن، صدام حسين، الملا عمر، أيمن الظواهرى، القائمة الأولى التى ساقها جورج بوش الابن رئيس الولايات المتحدة وقتها للمتهمين عن الأحداث، واتسعت القائمة لتطول آلاف الإسلاميين فى أمريكا وأوروبا اعتقلوا فى سجن جوانتنامو ويبقى حاليا 167 معتقلاً، نصفهم تقريباً من اليمن، لم توجه أية تهمة أو إدانة إلى معظمهم.
◄ محمد عطا:
محمد عطا السيد، مصرى الجنسية: هو الشخص الذى قال مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى، إنه كان منفذ أحد هجمات 11 سبتمبر 2001 وحسب مكتب التحقيقات الفيدرالى فإن عطا كان هو الشخص المسئول عن ارتطام الطائرة الأولى بمركز التجارة العالمى فى نيويورك، واعتبر عطا المخطط الرئيسى للعمليات الانتحارية الأخرى.
عطا مواليد كفر الشيخ وقضى سنوات فى الدراسة والعمل بألمانيا قبل أن يسافر إلى أفغانستان ليشارك فى عمليات جهادية ضد روسيا.
ورد اسم عطا فى أحد أشرطة أسامة بن لادن التى تم بثها بعد أحداث سبتمبر، ووصف بن لادن محمد عطا بكونه قائد العملية، ولكن والد محمد عطا المحامى المتقاعد محمد الأمير عطا رفض هذا الوصف، واتهم الموساد الإسرائيلى بتلفيق القصة كاملة على حد قوله وزعم أنه كان على اتصال هاتفى مع ابنه بعد يومين من أحداث سبتمبر ولهذا فأنه وحسب زعم الوالد سيتحيل أن يكون ابنه من أحد المنفذين.
◄أسامة بن لادن:
ظل أسامة بن لادن لغزاً طوال حياته فى جبال تورا بورا بأفغانستان حتى بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية مقتله فى 2 مايو 2011، مازال الغموض يسيطر على سيرته فى ملابسات وفاته وطريقة دفنه.
قاد بن لادن حربين على أكبر قوتين فى العالم، الاتحاد السوفيتى إبان غزوها لأفغانستان، والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تبقى حربه مع أمريكا أكثر شراسة لأنها استمرت من بعد أحداث 11 سبتمبر، وتدخل أمريكا عسكرياً فى أفغانستان والعراق.
وظل بن لادن مصدر إزعاج لأمريكا طوال عشر سنوات بإذاعة أشرطة مسجلة عن هجمات يحضر لها تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة ودول أخرى حتى أعلن الرئيس الأمريكى مقتله فى 2 مايو 2011، فى عملية عسكرية كبيرة بباكستان، تغطية وسائل الإعلام لموت بن لادن تعتبر ثالث أكبر قصة إخبارية فى العالم فى القرن الحادى والعشرين، فبعد أقل من أسبوع على إعلان أوباما أن القوات الأمريكية قتلت زعيم القاعدة فى باكستان فإن قصة بن لادن ورد ذكرها أكثر من 84 مليون مرة فى وسائل الإعلام العالمية.
◄ أيمن الظواهرى:
الطبيب المصرى الذى تولى زعامة تنظيم القاعدة خلفاً لأسامة بن لادن، بعد ما كان ثانى أبرز قياديى منظمة القاعدة العسكرية، وزعيم تنظيم الجهاد الإسلامى العسكرى المحظور فى مصر.
رصدت الحكومة الأمريكية مكافأة تقدّر بـ 25 مليون دولار لمن يدلى بمعلومات تؤدّى إلى القبض عليه بعد أن كانت المكافأة 5 ملايين دولار.
نشاطه فى القاعدة منتظم منذ أن انضم إليها فى بداية التسعينات، وفى مصر كان ضمن المقبوض عليهم فى قضية الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات، إلا أن الحكومة المصرية لم تجد للظواهرى علاقة بمقتل السادات وأودع الظواهرى السجن بتهمة حيازة أسلحة غير مرخصة.
الظواهرى محاط بقدر من السرية لا تقل عن بن لادن، ولا يعرف موقعه بأفغانستان.
◄ الملا عمر:
"الملا" عبد المجيد محمد عمر، هو الزعيم الروحى لجماعة طالبان الأفغانية فى فترة حكم طالبان بين 1996 و2001 قبل الغزو الأمريكى عام 2001، ويعد الملا عمر أحد أشهر المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتهمه بإيواء الإرهابيين كزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، واشتراكه فى التخطيط لهجمات 11 سبتمبر.
الملا عمر ترك دراسته عندما غزت الاتحاد السوفيتى، أفغانستان وشارك فى المقاومة الجهادية وشارك فى عدة معارك بولايتى قندهار وأرزجان.
فى عام 2001، أثار الملا عمر زوبعة عالمية عندما أصدر أمراً بهدم التماثيل البوذية القابعة فى مدينة باميان تطبيقاً لما رأه من أن التماثيل شىء يناقض التعاليم الإسلامية.
وحتى بعد غزو القوات الأمريكية لأفغانستان اقترن مصير الملا عمر بأسامة بن لادن بعد انسحاب مقاتلى "طالبان " من كابول.
ويبقى عمر لغزاً لعدم وضوح أية معلومات عن وفاته أو بقائه على قيد الحياة رغم تسرب أنباء عن وفاته يوليو 2011، نفتها حركة طالبان ولم تؤكدها قوات حلف شمال الأطلسى.
◄صدام حسين:
المشهد الأول الذى يقفز للذهن عند ذكر اسم الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين، لقطة إعدامه فجر اليوم الأول لعيد الأضحى لعام 2006، بعد ثلاث سنوات من اجتياح القوات الأمريكية العراق بحثاً عن أسلحة دمار شامل ضمن الحملة الدولية التى قادتها أمريكا على ما أسمته بالإرهاب.
صدام ألقى قبض عليه فى 13 ديسمبر عام 2003م فى عملية سميت بالفجر الأحمر، تم بعدها محاكمته وتنفيذ حكم الإعدام عليه فى 31 ديسمبر عام 2006م.
جورج بوش الابن اعتبر صدام أحد داعمى الإرهاب الدولى ووضعه على قائمة اتهامات أحداث 11 سبتمبر، دون أن تقدم الولايات المتحدة أسباباً لاتهامها لصدام حسين، أو تبريرات مقنعة لغزوها للعراق حتى الآن.
التعليقات (0)