كان احساس طارق بكلام والدته غريب فلم يكن يتوقع هذا الرد الحاسم و السريع ! و لم يتردد فى الموافقه و تحديد موعد على الاقل - ربط كلام - قبل السفر ، و لكن ياترى هل تكون هاله هى البنت التى فى خياله ؟ حتى احلامه تغيرت الان و اصبحت اكثر واقعيه ، و حياه الغربه و العمل الشاق جعلت من هاله -البنت الجميله -حلما يرجو ان يتحقق فى اسرع وقت ، و الحقيقه ان هاله بنت على درجه من الجمال لها ملامح هادئه تخفى الكثير من العصبيه التى لايعرفها الا المقربون ، تخرجت فى كليه التجاره و حصلت على عمل فى اداره الكليه عن طريق والدها - الاستاذ فى نفس الكليه - و رغم الحجاب - المقتنعه به جدا - الا انها تنتقى ملابسها بعنايه و تبذل جهد كبير فى التوفيق بين الاناقه و الحجاب ، تقف ساعات طويله اما م فاترينات المحلات حائره فهذ البنطلون شيك لكن ضيق جدا ، و الفستان الجميل قصير جدا و هكذا حتى تحسم الموقف وتكون الطقم الشيك جدا! ، و هى تعيش حياه هادئه تذهب للعمل و تخرج احيانا مع صيقتها و لكن ما يزعجها هو الحاح ماما المستمر و اليومى على الزواج فلا يمر اسبوع بدون عريس جديد وهى مضطره لعمل الانترفيو - كما تسميها- حتى ترضى والدتها و فى نفس الوقت هى تعرف انها لابد ان تتزوج يوما ما ! و يوم الانترفيو هو اليوم الصعب ، تخرج مبكرا من العمل و تقف حائره اما دولاب ملابسها تحاول ان تراجع بيانات العريس المتقدم و تتجنب اخطاء المرات السلبقه فمره يكون متدين جدا و لايكفيه الطرحه الملونه و يتحفظ على ملابسها كلها !و اخر عقلانى و لايفهم هذا التناقض بين الحجاب و البنطلون ! لكن كثره التجارب جعلتها اكثر قوه و تمردا و تقول لنفسها - ساعه و تعدى - تجلس امام العريس بتكلف ظاهر تفكر قبل كل كلمه او رد فعل قد يفهم خطأ ، اما هو فلا يقل عنها تكلف و اصطناع و الاسطوانه المعروفه عن النجاح و الرغبه فى الاستقرار والبحث عن الفتاه التى تصونه ! و بعد انتها ء المقابله تعود للبيت حزينه و تغلق باب حجرتها لا تريد التحدث مع احد - خلاص يا ماما انا خلصت دورى ايه المطلوب منى تانى - صوت واحد هو القادر على اخراجها من هذه الحاله يأتى اليها عبر الهاتف - بحبك - فتعود لها الحياه و تنسى كل السخافات و تعد ساعات الليل الباقيه حتى تراه فى الكليه !!!
التعليقات (0)