مواضيع اليوم

فولتير كاد يسقط في ثقافة الاسد

د.هايل نصر

2012-07-22 12:24:14

0


في مقولة له اراد فولتير ان يعبر عن احترامه لأراء الاخرين ولو كانت ضد أرائه, وانه سيبقي مستعد للتضحية بحياته ليتمكن الاخرون بحقهم بقول ما يريدون قوله.
"لست متفق معك فيما تقوله, ولكني أقاوم معك حتى الموت لتملك الحق في ان تقول بحرية ما تقوله" (فولتير)
سقط فولتير هنا وفي ايامنا هذه امام قيم الاسد. والأسد لا يقول دائما اقوالا وإنما يفعل كذلك أفعالا , من روائعه السياسية الانسانية والفلسفية:
"لست متفق معكم جميعا ودون استثناء ان قلتم غير ما أقول, أو فكرتم بغير ما يمكن ان أفكر أو أفعل أو سوف أقول. أو ظننتم يوما ان أقوالي ليست الحقيقة المطلقة, وأن ما يصدر عني وعن كل اقوالي ليست القوانين النهائية".
"لست متفق معكم جميعا ان ظننتم يوما ان الدولة, أكانت كائنا معنويا او ماديا, غيري أنا. وان أملاكها ليست, ولو في بعضها , لغيري أنا. وان المأفون الفرنسي لويس السادس عشر اللاحق على فولتير, حين قال الدولة انا , يكون قد عبر عن ذلك بتعبير ليس أبلغ من تعبيري عنه وفعلي له."
"انا غير متفق مع احد من رعيتي فيما قد يقولون أو يفكرون. أقاومهم حتى الموت, وبكل ادوات الموت وطرقه ان فعلوا أو فكروا في غير ما أقول, ولو كان هذا الفولتير حيا لتجنب ان يقول ما هو من غير المعقول".
"أنا غير مقتنع كقناعة المأفون فولتير فيما يتعلق بقبول واحترام اراء الاخرين. تصوروا على سبيل المثال لو سلّمت بما حاوله السوريون منذ بضعة شهور, وسمحت بقول ما لم اقله أنا, ولم يقله المرحوم والدي من قبلي. وفعلت ما لم يفكر به المرحوم المذكور, ارضاء لآراء المأفون فولتير فيما يتعلق باحترام اراء الاخرين . تصوروا عندها أي مأفون سأكون. وتصوروا مدى المساس بكرامتنا نحن الرئيس, وكرامة من أورثنا نعمتنا و مُلكنا, وكيف ستكون كرامة من سيصبح ولي لعهدنا بعد مديد عمرنا , تصورا عندها ايضا مصير المقاومة والممانعة وحتى مصير فلسطين ان اهتزت يوما الاسدية .
"كم كنت سطحيا يا فولتير يابن العصور القديمة المنسية, كم كنت طوباويا . لقد قلت اقوالا غير حضارية, ولم تعد في زمن الكثير من حضارتنا, و لم تعد في غالبيتها اهتمامات انسانية".
ثقافة الاسد, ايها السادة, لا علاقة لها بالفولترية التي اصبحت نسيا منسيا. والأسد كان وحده أحد أحد, ولم يكن مثله احد قبل بداية ثورة اطفال درعا لبلد.
هايل نصر.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات