فَوضَى
شكر خاص لكل من ساعد على إخراج هذا النص المفتوح .
-"ولد البعيطِيطِي كيف وصل لثمان مائة مليون ، كان غير رَبَّنا خلقتنَا !" ...
في مقهى ، بجانب القصَبة ، القصبة التاريخية ، معلمة من معالم المدينة الحضارية .كان البائع المتجول يجلسُ مع صديقه البائع المتجول هو الآخر ، يتحدثان في موضوع يخصُّهما...
كُل من أتى مهاجرا من البادية إلاَّ و يقوم بربطِ حماره مع سارية بباب المجلس الأعلى للحسابات أو باب مقر القرض الفلاحي الذي رحل و غير مقره مؤخرا من وسط المدينة ! .مُؤخرا تم تصوير ونَشر من طرفي صُحفي مبتدأ ، حمار أشهب يتسكع في شارع المدينة الرئيس !. الحمير تزعرط و الخيول مربوطة ! ، لا ليست مربوطة و فقط بل أمست عبارة عن تماثيل برونزية تزين وسط المدينة ،...
هناك من عصي أوامر أبيه أو أمه و رحل إلى هنا ، حيث الكذب و الغش و النصب و الإحتيال ، يشتغل مع المافيا ، يحتسون الخمور ، يمارسون التحرش على العيالات المصونات ، أحدهم بائع متجول ،حينما تقف عليه المرأة تريد أن تشتري البطاطا أو الخيزو يُبَادرها " شحال بغيتي ندير ليك واحد ولا جوج ! ...." منهم من يشرب الفانيد ، حبوب الهلوسة ، مقرقب مزيان، كل حبّات البطاط يتصورها نهود قاصرات طرف !....
-"السلطات تواجه الفوضى بفوضى مماثلة" ، يقول البائع المتجول ابن المدينة ، ارسلوا أربعة منهم بسنة و نصف و البحث لا زال جاريا على الأخرين. المتهم الأول ،ذكر ، ذو لحية طويلة تُسبِّح عند صدره ! ، له كرش متدلية . قاموا بدعوته ، استجاب حالا ، وجد نفسه في سجن عين علي مومن...
-" أتَّ مال هذا مصدَّع ليَّ كَرِّي !، نعم آس ..." هكذا يرد قائد المخازنية على رئيسه ، يعطي الإشارة لسائق" الطراكس" ليقترب أكثر .
"الكرارص "تُطحن ، تُعجن ، القائد يرمي البضائع بنرفزة قوية ، لعابه يتطاير كنُجيمَات الفحم النارية ! ، ..
وسط المدينة أمسى كوجه حليق ! . وسط المدينة استرجع بريقه ، شمس معالم الحضارة أشرقت من جديد على وجه المدينة .
"المخزن زوِين لا يظلم أحدا "يستطرد البائع المتجول ."أنا أحترم القانون ، أبيع سلعتي ، متجولا ، لا أقف ، لا أدق وتدا ، لا أعاكس سلطة ، يعرفونني ، رجُلا خيِّرا ،..."
الجو كان حارا ، شاحنة أوشكت على دهس عجوز ، تحترف السعاية ، تستظل بظل لوحة الإشهار المُثبَّتة في وسط المدينة ، أمام أضواء المرور ، إن لم تعطِها درهما كالت لك بمكيال السبّ و القذف ،...
أحد الباعة المُتجولين ، يتاجر ، يبيع و يشتري مع زبناء المقهى ، وقف بأحذيته أمام زبون ، بمجرد ما أن لامس الزبون حِداء حتى انقلبت الكؤوس رأسا على عقب في الهواء !، بقايا الزجاج تتطاير في كل مكان ، ...
....
ب/د/الزيراوي
التعليقات (0)