فوضى الفتوى الاسلامية

لماذا اصبح الافتاء وإختلاف العلماء فيما يفتونه ينال إهتماما كبيرا  ويتهم البعض بعضا بالكفر والألحاد أوبالرجعية والتحجر فيما يبدونه من أراء حول تعاليم الأسلام الدين الحنيف ؟ . هذا الأختلاف بين المذ اهب وإختلاف الفتوى حول الحلال والحرام ليس جديدا بل بدأ بين الصحابة أنفسهم في رواياتهم عن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم . ومنذ عهد الرسالة والفتاوى المبنية على اقوال العلماء تختلف بأختلاف ظروف الأمام والمراجع التي إستند عليها لكن جميع المسلمين أمنوا بتعاليم دينهم وحافظوا عليه وفق ما فسر لهم ولم يتهم بعضهم بعضا بالكفر والألحاد إلا لمن خرج عن التعاليم الاسلامية المتفق عليها الواردة في القران الكريم . ولكننا نلاحظ في العقود الاخيرة تطور رد فعل المسلمبن لفتاوى العلماء المختلفة رغم أن الشريعة الأسلامية غير مأخوذ بها في بعض الاقطار الاسلامية إن لم يكن في جلها , وما أخذ منها في بعض القوانين يمثل الرأي المتفق بين علماء القطرالواحد وأهل الشورى المتمتلين في نواب الأمة وأعضاء البرلمان نظرإ لطبيعة انقسام المسلمين إلى دول كثيرة جغرافيا وسياسيا . ورغم أن الأسلام واحد لجميع المسلمين إلا أن هذا لا يبررالتدخل في الشئون الداخلية لاقطار تحكمها دساتير وقوانبن مختلفة فهذا شيعي وذاك سني أو وهابي .أو يتببع مذاهب تتقيد بتعاليم القرأن الكريم  وتختلف حول ما غيرها من أحكام وتفسيرات . لا مجال لتوحيد الفتوى في تعاليم الشريعة الاسلامية في غياب الدولة الاسلامية . ولا يمكن منع العلماء المسلمين من إصدار الفتاوى حسب إجتهادهم في جميع الاقطار الاسلامية . كما أن المؤتمرات الفقهية أتبتت فشلها في توحيد الشريعة الأسلامية .وتطور الحياة ومتطلبات الحضارة العصرية وإنتشار حقوق الأنسان والحريات الفردية العالمية بجعل من الصعب على العلماء المسلمين الأفتاء في أمور لا يعرفونها ولم تعرف في تاريخنا الأسلامي. لهذا من الضروري تحرير المسلمين من الفتاوى التي تداع وتنشركل يوم والاكتفاء بتدريس التعاليم الأساسية للاسلام  وأعطاء الأفراد حرية التصرف في ما عداها وفقا للقوانين الوضعية الوطنية والدولية ومتطلبات الحياة العصرية والحضارة السائدة والضرورة التي يتعرض لها الناس في حياتهم اليومية وعلاقاتهم مع الشعوب الأخرى. وهذه الأمور لها طابع حكم إجماع المسلمين وشعوب العالم غير المسلمة ولا يمكن الخروج عليها . هذا طبعا بدون المساس بأركان الأسلام الخمسة للمسلم أو ما ورد في القرأن الكريم من فرائض واوامر وعبادات والتفربق بين الحلال والحرام والنهي عن المنكرواجتناب الشر .